لا تخافى ... فحِسابات السماء أدق

أشرف فلتس ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

 

نظرتْ إليه و هى مُندهِشة...

فزوجها القابع على فراش المرض لم تعرفهُ قبلاً...

نعم لقد مرَ على زواجهما عشرون عاماً ... وهو الآن فى أواخر الأربعين من عمره...

عشرون عاماً من القرب و العشرة و الألفة بينهما...

كانت أيضاً ثمرتها طفلان يافعان فى مرحلة المراهقة من عمرهما...

عشرون عاماً عَرِفت وعاشت مع زوجها مواقف كثيرة...

إنه لم يكن هذا الرجل الصارم أو القاسى .. بل كان طيب القلب و عذب العشرة...

لم يكن هذا الرجل المنعزل الحياة .. بل كان مُقبل على الحياة و مُجتهد فى عمله...

و بالرغم من ذلك لم ينل نصيباً وافراً من هذه الحياة...

كانت موارده محدودة للغاية و حياته عادية ... بل كثيراً ما وُجهَ بالتحديات المؤلمة و المعاناة مثله مثل سائر البشر...

و لكن بالرغم من هذا .. لم تُفارق الأبتسامة وَجههُ قط...

كانت تدرك انه يوجد سر وراء هذا الرجل .. زوجها...

صحيح انها كانت لا تكترث كثيراً .. عندما كان يختلى بنفسه يومياً .. لفترة قد تبدوا طويلة بالنسبة لها .. كما كان يفعل دائماً...

نعم ... لقد أعلنت احتجاجها فى بداية زواجهما و لكن سرعان ما أستسلمت و تقبلت هذا الأمر...

و ها عشرون عاماً تمضى على زوجهما...

و بالرغم من هذه السنين الكثيرة... إلا أنها تقف مذهولة أمام نظرات زوجها...

إنها تراه متماسكاً بالرغم أنهم تواً استقبلوا الخبر .. أنهُ مصاب بالسرطان و فى مرحلة متقدمة جداً.

أنها لا تستطيع التماسك .. و لكن رد فعل زوجها الثابت هو ما يصدمها حتى أنها مأخوذة به.

كانت اصعب اللحظات بعد سماع هذا الخبر من الطبيب .. عندما التقت أعينهما...

كانت عيناها مرقرقتان بالدموع ... كانت تحمل له اّلاف من الرسائل ...

هل هى النهاية ؟ .. هل ستتركنا ؟ .. إلى أين أنت ذاهب ؟ ...

و أيضاً رسائل لوم .. هل هانت عليك العشرة لترحل فجأة ؟ ...

و لكنه قرأ هذه الرسائل  فى عيناها .. و أرتسمت أبتسامة خفيفة من الألم على شفتيه ...

و قال لها " لا تخافى ... فحِسابات السماء أدق "

 

البــقـيـــة  فــى  حـيـــاتـك " ... أيقظتها هذه الكلمات من الشرود بفكرها ...

و نظرت حولها … و ها هى ترى الكل متشح بالسواد و الدمع تبلل خديها و تخترق إلى اطراف لسانها ...

و نظرات الحزن و الشفقة تطل من أعين الجالسين حولها ...

حينها لم تستطيع ان تمسك دفعة أخرى من الدموع الساخنة أن تنفجر من عيناها ...

الأن أدركت انه رحل عنها ...

و لكن ما زال صدى كلماته يدوى فى مسامعها ...

" لا تخافى .. فحِسابات السماء أدق "

 

اشرف فلتس