حياة التخلي

أوزوالد تشيمبرز ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢

"مع المسيح صلبت" ( غل 2 : 20 )

لن يتمكن أحد بأي حال من الاتحاد بيسوع المسيح إلى أن يصير مستعدا أن يتخلى ليس فقط عن الخطية، بل وأيضا عن كل أسلوبه فى النظر إلى الأمور.

أن نولد من فوق من روح الله يعنى أنه ينبغي لنا أن نترك قبل أن ننال، وأن نتخلى قبل كل شئ عن كل ادعاء وتظاهر. إن ما يريد ربنا منا أن نقدمه له ليس هو الصلاح ولا الأمانة ولا الاجتهاد، بل الخطية الخالصة الراسخة فينا، فهذا هو كل ما يستطيع أن يأخذه منا.

وماذا يعطينا مقابل خطيتنا؟ إنه يعطينا برا خالصا ثابتا. ولكن ينبغي أن نهجر كل تظاهر بأننا شئ وكل ادعاء بأننا جديرون بتقدير الله ..

ثم يرينا روح الله كل أمر لا يزال علينا أن نتركه ونهجره. فلا تزال هناك ضرورة أن أتخلى عن الادعاء بحقي في نفسي بأي وجه من الوجوه. فهل لدى الرغبة في أن أتخلى عن كل ما أمتلكه، وعن تمسكي بعواطفي وبكل شئ، وأن أتشبه بموت يسوع المسيح؟ ( فى3: 10).

لابد لنا أن نجوز الإحساس المؤلم الشديد بخيبة الأمل قبل أن يكون بإمكاننا أن نتخلى. فعندما يصحو المرء ليرى نفسه على حقيقتها كما يراه الرب، فإن ما يصدمه ليس خطايا الجسد البغيضة، وإنما هو طبيعة كبرياء قلبه المهولة تجاه يسوع المسيح. فهو عندما يرى نفسه في نور الرب ، ينتابه الخزي والفزع، ويتيقن من سوء حاله.

فإن كنت قد وصلت إلى الاقتناع بضرورة التخلي، فاجتز الضيقة متخليا عن كل شئ، وسوف يؤهلك الله لكل ما يتطلبه منك.

من كتاب :أقصى ما عندي لمجد العلي
للمؤلف : أوزوالد تشيمبرز
قراءات يومية – 8 مارس