عندما اتمعن فينا وفى الحياة من حولى!

ابتسام عدلى ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

 

يا رب انما الصديقون (يعرفون ان يحمدوك) يحمدون اسمك. (المستقيمون والمستقيمون فقط) يجلسون فى حضرتك.
عندما اقرأ اي جزء كتابى ,اجدنى جدا مجبرة على التساؤل ,وليس ذلك فقط بل اجدنى اتعمق وانخرط فى المكتوب بطريقة تفعل وتورط قلبى وعقلى فى الكلمة التى هى عميقة عمق البحار والمحيطات.
واجدنى اشتاق الى الفهم واتوق الى مزيد من الانخراط فى المكتوب لعلنى اسبر غوره واصل الى ما وراء الكلمات ,لعلنى المس صاحب الكلمات ,لعلنى اراه هو هو.
ارفعك يا الهى الملك وابارك اسمك الى الدهر والابد.فى كل يوم اباركك واسبح اسمك الى الدهر والابد.
بجلال مجد حمدك وامورعجائبك الهج.
لعله يتراءى لى ويشبع جوعى وعطشى ربما.
ثم اخرج--- بعد ذلك وانا حقا لا---- اريد الخروج.
واجدنى اتعجب لنا ولحالنا,لمن يظن انه فى ربع ساعة او اكثر قادر على اخذ اى شئ او فهم ولو الفتات الذى اعتدناه ورضينا به.
كيف لنا ان نرضى بهذه الصحراء الجرداء على انها حقول مزهرة؟ وكيف لنا ان نعيش على الشاطئ لكل هذه السنوات ونحن قانعين ومكتفين باللعب على الرمال؟
وكيف لنا ان نشترى كل هذه السلع الرخيصة التى روجوا لها؟
ولماذا لا نبحث ولا نرجو ولا نأمل فى اكثر من هذا الوضع الوضيع؟
ولما نرضى كل الرضى بالفانى والمهترء والزائل؟ ونمسك بتلابيب الارض ولانرنو الى السماء هنا -هنا على الارض؟
ولماذا نصدق ان السماء هناك حيثما, واما الانى والحالى فلا علاقة له بالاتى؟
يا رب طاطئ سمواتك وانزل المس الجبال فتدخن.
نقرأ القليل القليل ونهرع لميكانيكية حياتنا,لبرنامجنا اليومى ,ولبرمجتنا السابقة الاعداد والتجهيز.
واستغرب تلك البلوة الحادثة بيننا,واقول البلوة لانها حقا كذلك.
ان رب الحياة وسيدها يتلذذ فى بنى ادم ولكن بنى ادم مشغولين وليس عندهم من الوقت ولا الجهد ما يؤهلهم لملاقاته او للتعرف عليه.
وطوبى لمن اله يعقوب معينه ورجاؤه على الرب الهه.
لانك انت الهى. رحمتى وملجأى صرحى.
فان كلمة الله العميقة ,والعسرة الفهم احيانا كثيرة, والتى تحتاج الى مجهود وانخراط يومى بل وتوغل على مرالسنين, نتناولها بهذا الاستخفاف, وهذه السهولة والسطحية ولا نجعلها متميزة ونعطيها المكانة الاولى والعظمى فى الحياة المسيحية.
والاهم اننا لا نتسائل عن طبيعة تلك الحياة التى نحياها وما هو مختلف وما يميز حياتنا عن غيرنا من الناس؟
الرب قريب لكل الذين يدعونه الذين يدعونه بالحق.
لقد فقدت حياتنا النغمات الخاصة بالحياة المسيحية, لقد فقدنا النوته فماذا نعزف وكيف نعزف؟
وهل هناك عزف بدون نوته و هل هناك اخراج بدون تدريب شاق؟
لقد اصبحنا تروس فى ماكينة الحياة, لقد نجحت الحياة ان تاخذنا فى غمارها.
واضحك فى قلبى لمن يبحثون عن بر الامان! بعيدا بعيدا عن مصدر الامان الحقيقى.
ما نوع هذا الامان؟ واين البَر فى هذا العالم؟
وهل هناك شاطئ امن فى هذه الحياة؟
نحن فقط مبرمجين! فقط مبرمجين
يجمل الودعاء بالخلاص. ليبتهج الاتقياء بمجد ليرنموا على مضاجعهم.

 

ابتسام عدلي