ذكرى زواجي الثالث

Myriam ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

في عيد زواجنا الثالث-أحترت ماذا أكتب لك يا زوجي الحبيب، سأكتب لك عن مشاعري الحقيقية فقد حان وقت الحقيقة، فلن أكتب لك الشعر كما أفعل عادة ولن أتغنى بحبك، ولكن عليك أن تتأكد تماما من أنني أحبك وسأظل أحبك..
سأكتب لك عن الحسرة، نعم الحسرة، فقد أمتلأت حسرة أعمق وأكثر إيلاما من أي حسرة عرفتها في حياتي، ليست الحسرة بسببك صدقني وأتمنى أن تفهمني لمرة واحدة في حياتي وحاول أن تجد لي معنى لتلك الحسرة التي دائما أعيش بها وفيها، أبحث معي لا عن الحسرة بل عن معناها.
-في عيد زواجنا الثالث- أنا ممتلأه حسرة، حسرة على مالا أستطيع استقباله منك وحسرة على مالا أستطيع أن أعطيه لك، حسرة الحب الذي عشناه وتشبثنا به ولكنه رغم كل شئ هرب وأختفى، حسرة لقائي بك والذي لا أشعر بعده سوى أنك تستعملني، حسرة الضياع الذي لا أستطيع أن أفهمك إياه، حسرة الحيرة واﻹهانة التي سببناها لبعضنا البعض، حسرة الحلم الذي أنتحر، حسرة اﻹدعاء والكذب والهروب، حسرة ولدي وأنا أراه لا يكتسب منا إلا الوجع والتشويش.
نعم يا زوجي، أنا من أخترت أن أرتبط بك لباقي العمر، وقد تسألني عن السبب، فأتعجب، أخترتك ربما ﻷني أحببتك، رأيت فيك عمق مختلف، أخترتك ربما ﻷني أعتقدت خطئا ووهما بأنك مخلصي من ذاك الجحيم الذي كنت أعيش فيه، أوهمتك أنا بذلك فأوهمت أنت نفسك وأعتقدت أنك صاحب فضل علي ووجب عليك أن تأخذ ثمن أفضالك، ومن هنا بدأت الحسرة يا زوجي، حسرة البحث عن نفسي وحسرة الذل والاغتراب، فأنت سرت على النهج كما كانوا يفعلون تماما ولم تخطئ خطاهم الملوثة بدمي.
نعم، إنها الحسرة، حسرة ضياع صوتي وأنا أصرخ بأن تتركني ولكن ماعاد يجدي الصراخ، حسرة احتياجي لمن يكون بجانبي ولكني لا أجدك ولا أجد أحد، فقط أجدك تستعملني فقط،ولا تغهمني خطأ فأنا لا أعترض حتى على كونك تستعملني_فلقد تركتني إرادتي_ ولكني أعترض فقط على كوني شئ.
حانت لحظة الحقيقة يازوجي الحبيب وأبو ولدي الوحيد، الحقيقة وفقط الحقيقة قبل أن يفوت اﻵوان، وقبل أن يصبح كل ما تبقى داخلي منك هو ذكرى عفنة كريهة الرائحة من العطف المشئوم والسيطرة القذرة وسوء اﻹستخدام، وقبل أن تتكون داخلي ذكرى سنوات مريضة نعيشها معا رغما عنا ولم يتبق منها على قيد الحياة إلا ذاك الولد التعيس. فقد أحببتك يوما، أحببتك حد الجنون، ولكن أنكسر قلبي عندما وصفتني مرة بأني كرهت نفسي في يوم من اﻷيام ولا أعلم لماذا سامحتك بعد هذا، ولكننا تزوجنا..!!
وحتى تلك المحبة ستظل تحملني بالحسرة؛ حسرة مابعدها حسرة..!!
أنا أعلم أني مريضة، ليس ﻷنك دائما تذكرني بعجزي ومرضي بل ﻷنني أعلم يقينا أنه ما من أحد يرى مارأيت إلا وسوف يصاب بالجنون، نعم أنا مريضة وربما لا أشفى تماما، إلا إنني أحاول أن أتحدى ضعفي وأتحدي الموت الكامن بداخلي وما أكسبتموني إياه من غربة، وأعيش فقط أعيش قبل أن تهرب مني سنون العمر وأجد نفسي في النهاية في عدم، فأنا على يقين أنه لن يتبقى لي في النهاية سوى قلبي، سينتهي كل شئ سواء حزن أو فرح، لذلك أتمنى منك دائما أن تساعدني ﻷنمو وإن كنت لا تستطيع فلتتركني دون أن تحط مني كما تفعل دوما، دون أن تكون أنت من يعجزني ويقهرني، فلتتركني وأنا أتذكر ذكرانا الجميلة الشابة لا أي شئ أخر.
وستظل يازوجي، ورغم كل شئ، هو من أحببته بجنون....!!

 

 Myriam