أيضاً يشتمل هذا الكتاب الشيق على مناقشة جادة حول موقع المرأة في الكنيسة ومكانتها في الإنجيل. فقد كان التصور اليهودي للمرأة في عهد الرب يسوع يشير إلى أن المرأة دون الرجل كرامة ومقاماً، كما إنها عُدت من ممتلكات الرجل استنادا علي الوصية (لا تشته بيت قريبك ولا تشتهي امرأة قريبك ولا عبده ولا أمته ولا ثوره .......) والتي يقابلها شرح لمكانة المرأة في تعليم الرب يسوع وسلوكه. فقد أعاد الرب يسوع للمرأة اعتبارها وحررها من نير الدونية والانتقاص وذلك في تعليمه عن الطلاق والشهوة.
لقد أخرج الرب يسوع المرأة من الهامشية والانزواء من حيث تعامله العلني مع المرأة ومصادقته لها، كما إنه اتخذ من المرأة مادة لتعليمه في الأمثال وأبدي إعجابه بإيمان بعض النساء وتحدي قسوة مجتمعه حيال المرأة.
بقي أن لا نكتفي بتأكيد مكانة المرأة في الإنجيل بحيث نستعفي من دورنا في ترجمة هذه المكانة في صلب الحياة اليومية وعلاقاتها وممارساتها وإلا نكون قد اتخذنا من الإنجيل تبريراً لاستمرار الأوضاع الاجتماعية الجائرة بحق المرأة علي ما هي عليه، ونستخدم الإنجيل كمخدر نلهي به الناس وأنفسنا بصورة مثالية نتشدق بها عن الواقع البشع الأليم.
ومن ثم يتعرض الكاتب للقضية الشائكة الخاصة بخضوع المرأة ويقدم الفكر المسيحي مستخلصاً إياه من الوجه الحضاري اليهودي في رسالة بولس الرسول والذي سوف يشكل انقلاباً جذريا في مفهوم الرئاسة الشائع بين الناس والمسخر لصالح تسلط القوي علي الضعيف.
فيقدم الكاتب الدعوة إلى قيادة مشتركة متبادلة يتناوب فيها الزوجان في الوقت أو المجال الذي يتقدم فيه علي شريكه، بالمحبة وتقديم الطاعة المشتركة بين الطرفين.
كذلك يرد الكاتب علي التساؤل الأتي:
هل يتوجب علي المرأة أن تغطي رأسها في الكنيسة؟
وما هي أسباب وصية الرسول هذه؟
وما الموقف الذي ينبغي أن نتخذه اليوم من هذا الموضوع؟
وما هو مدلول الشعر المكشوف وهل تغير في عصرنا هذا أم ماذا؟
واليوم تسعي المرأة بعد عصور من وصاية الرجل عليها إلي نيل الاعتراف بها شخصاً إنسانياً كاملاً حراً ومسئولاً يتساوى مع الرجل بالحقوق والواجبات. لذا يترتب علي الكنيسة اليوم أن تعيد النظر في ضوء علاقة الزمن هذه بمواقفها الراهنة من المرأة وأن تصحح ما قد تأثر من هذه المواقف بقراءة الوحي الإلهي.
وإلماماً بالقضية من عدة جوانب يتعرض الكاتب لدور المرأة المسيحية في المجتمع والكنيسة.
فالمرأة مدعوة لدور هام تقوم به في المجتمع دور لا يقل أهمية عن دور الرجل إنما يتلون بما لدي المرأة من فرادة.
ويدعو الكاتب الكنيسة إلي إعادة النظر إلي إنصاف المرأة وإعطاءها الدور الذي يتناسب مع طاقاتها الفعلية وكرامتها.
فالمرأة المسخرة لأغراض الرجل محرومة من المناخ الذي يسمح لها بتحقيق كامل إنسانيتها مما ينعكس سلبياً علي الرجل نفسه فيحرمه من الشريكة الكاملة التي يحتاج إليها.
وعلي المرأة المسيحية في مجتمعنا العربي أن تناضل في سبيل كرامتها وكرامة أخواتها النساء جميعهن لأن الرجل لا يحقق تمام إنسانيته إلا إذا عامل المرأة فعلا علي قدم المساواة.
كما علي المرأة أيضاً أن تسهر لحفظ هذا النضال من الانحرافات التي قد تشوبه إلي تقليد أعمي للرجل تفقد فيه المرأة أفضل ما في أنوثتها من فرادة، أو استعلاء علي الرجل ومحاولة استبدال تسلطه بتسلط عكسي.
أدعوك عزيزي القارئ إلى التحلي بالشجاعة الفكرية عند قراءة هذا الكتاب الفذ لأنه سيأخذك إلي رحب جديد ربما لا يستطيع الكثيرون الوصول إليه.
جرأة شديدة.. جرأة عظيمة
خرافة رقم 1، "إن الضعف عجزٌ، الضعف نقصٌ". هذه هي الخرافة والمسلّمة الأكثر شيوعًا والأكثر خطورة كذلك.
إقرأ المزيد...