يمكنك تقييم هذا الكتاب بالسطر السابق: ضع تقديرك له من 1 - 5 درجات ثم اضغط على Rate . أيضاً يسرنا تلقي تعليقاتك الخاصة بنهاية الصفحة
الكاتب: هيلين روس
المترجم: د. السيد محمد خيري دار النشر: الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية تاريخ النشر: 1986 موجود بمكتبة الخدمة لدينا تحت رقم 3/9 - التصنيف: "كيف نفهم الطفل - سلسلة دراسات سيكولوجية"
نبذة مختصرة عن الكتاب:
أحياناً يكون الشعور بالخوف مفيداً، بل وضرورياً ونعلمه لأولادنا كي يحموا أنفسهم بالخوف من الأخطار، فالخوف انفعال أساسي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمحافظة على البقاء. والطفل كلما نما تعلم أن يخاف المواقف التي تهدد سلامته أو المواقف التي تسبب له الضيق. ولكن بعض الأطفال تنشأ عندهم مخاوف لا أساس لها، كأن يتوهموا بأن اللصوص والأشرار في انتظارهم، فيذهبون للنوم كل ليلة يملأهم القلق ويفزعون من النوم في الظلام، ويحلمون أحلاماً مزعجة، فهؤلاء يتطور خوفهم الطبيعي إلى قلق. وقد يبدأ القلق كخوف له أساس نتيجة تجربة قاسية مع كلب مسعور مثلاً، وعلى العكس من ذلك قد ينشأ دون أي سبب ظاهر،فأغلب الحيوانات قد يتسبب عنها خوف مفاجئ لا يمكن أن نرده إلى مناسبة حدثت للطفل، فليس كل قلق مرده حوادث واقعية. إذن فالقلق أو الضيق المتوقع هو توقع للخوف، وقد يبدأ بتجربة واقعية لحالة قلق لم يستطع الطفل تفاديها، وهنا يحتاج الطفل أن يعرف أن هناك دائماً من سيأخذ بيده، وأن أي توتر نفسي يعانيه يستطيع من هو أكبر وأقوى منه أن يخلصه منه، وإلا شعر بالقلق والفزع وهو شعور يضعف الشخصية ويعوق نموها وسعادتها ويعطل مقدرتها.
للطفل في كل مرحلة عمرية حاجات خاصة، إذا لم تشبع نتج القلق تبعاً لذلك، وأولى هذه الحاجات لحياته هو الغذاء، وفي مرحلة تالية من مراحل نمو الطفل، يتطور إلى قلق يتعلق بجسمه وبعلاقته بأمه، وفي مرحلة أخرى تنمو عنده قوة داخلية هي الضمير، وتظهر حالات القلق لديه غالباً عندما يناضل مشاعره الداخلية للخير والشر، وفي مرحلة البلوغ يقوم الطفل بعدة ملاءمات جديدة للتغيرات التي تظهر على جسمه والدور الجديد الذي يأخذه وسط من حوله وقد تعود إليهم مشاعر قلق قديمة كانوا قد نسوها. وتحت عنوان الخوف من فقدان العطف تتعرض الكاتبة للعناصر الهامة التالية: الغذاء والحب: حيث تقول أن ضمان الغذاء ضروري، فلا يقتصر الأمر على الحرمان الحقيقي الذي يعانيه الطفل في صغره، بل قد يجد الطفل صعوبة تتعلق بتغذيته أو بقدرته على الهضم، تسبب له كثيراً من الألم والضيق فبعض الأمهات يتعجلن أطفالهن عند ارضاعهم من الزجاجة أو من ثديهن، أحياناً تكون الأم ( أو من تقوم مقامها ممن يجب على الطفل أن يعتمد عليها لبقائه) غير ميالة للطفل لسبب ما أو مهملة بطبيعتها- فخبرات كهذه في الشهور الأولى من حياة الطفل تسبب عنده حالات من القلق تتعلق بالغذاء، كما أنها تمهد السبيل لحالات أخرى من القلق تتعلق باحساساته بعواطف الغير نحوه، أو بمعنى آخر فانها تبذر بذور الخوف من ضياع العطف. الانفصال عن الأم: يعتبر انفصال الطفل عن رعاية أمه في نظره تهديداً لسلامته، فلكي يستطيع احتماله لابد أن يعرف عن طريق التجربة الشخصية بأن الشخص الذي كان يعتمد عليه في حياته وبعد عنه سيعود إليه يوماً ما، وأنه سيلقى من غيره أثناء هذا الغياب نفس العناية والاهتمام.هذا الشعور يسبب له ارتياحاً نفسياً. ويهدد الوالدان أحياناً طفلهما بالافتراق عنه، وقد يؤدي هذا بالفعل إلى أن يسلك سلوكاً يرضيهما، ولكن ينبغي ألا ننسى أن هذه التهديدات قد تسبب في نفس الوقت عنده شعوراً بالقلق ناجماً عن اعتقاده بأن والديه سيختفيان عنه يوماً ما. أيضاً عناصر مثل: الأماكن والمواقف الجديدة على الطفل، الظلام، الوقت الذي يقضيه الطفل وحيداً، الخوف من الموت، الشعور بالذات، الخوف من ألا ينال الطفل نصيبه، حاجة الطفل إلى أن يُحب وثقته من أنه من الممكن أن يُحب (وهو الشعور الذي ينبغي أن يبدأ الإحساس به من لحظة الولادة)، مشاعر القلق المستعارة (أي أن ينتقل قلق الوالدين إلى الطفل).
وتحت عنوان الخوف من الضرر الجسماني، تناقش الكاتبة الموضوعات التالية: تعلم النظافة، النظافة التسلطية، استكشاف الجنس، ممارسة العادة السرية، المنافسة مع الوالدين، تهيئة ذهن الطفل للعمليات الجراحية، وقلق الأطفال من أن يستمروا صغاراً ضعفاء (هل سأنمو باستمرار؟). بينما في فصل آخر مستقل تناقش الكاتبة مسألة الخوف من الضمير، أو خوف الطفل من أن يكون طفلاً سيئاً. فتشرح كيف ينمو الضمير، ومصالحة الطفل بين شعوره بالحب والغضب أحياناً تجاه نفس الشخص، كذلك التمرد في مقابل الاستكانة. كما تفرد الكاتبة فصل خاص بمخاوف طور البلوغ، فيه تتعرض لنمو المشاعر الجنسية ونمو المسئولية والاعتماد على النفس.
وتحت عنوان كيف يستطيع الآباء والمدرسون المساعدة، تقول الكاتبة: عندما يطرأ طارئ على حالة الفرد الانفعالية فانه يحاول من تلقاء نفسه أن يجد طريق تخلصه من هذا الضيق النفسي ويعيد توازنه الانفعالي، وهذا ما يسمى بـ "العمليات الدفاعية". والطفل لا يولد مزوداً بهذا، فعليه أن يتعلم عادات أثناء نموه، وهو يسيطر على أحد المواقف أو يهيئ نفسه لمواجهته ثم ينتقل لغيره، وتلك عملية النمو. إلا أنه أحياناً يجد صعوبة في هذه السيطرة وقد يضطر إلى مواجهة موقف لم يتهيأ له عقلياً أو جسمياً، فيسبب له هذا يأساً، وقد يخطي أو يعاقب أو يؤنب فيعدل عن المحاولة وإذا لم يتغلب على الموقف فقد يصبح جباناً ويعمد بعدئذ إلى تجنب الموقف الذي يسبب له القلق أو قد يخفي نفسه من القلق. أما وسائل الطفل الدفاعية التي تشرحها الكاتبة، فهي: التجاهل، التهرب، الاعتداء (حيث يعتدي الطفل الخائف ليبرهن لنفسه أنه ليس جباناً)، الإصابة بالمرض، توقف نضج الطفل، الطاعة البالغة. ولكي يساعد الآباء والمدرسون أطفالهم على التغلب على ما ينتابهم من قلق عليهم أن ينتبهوا للطرق الدفاعية التي يستخدمونها، وأن يعاونوهم على أن يجدوا طرقاً أفضل للتغلب على القلق. وهذه بعض الوسائل الصحية التي لا تعوق نمو شخصية الأطفال: (1) تشجيع الأسئلة. (2) التسامر حول الحوادث التي تسبب الاضطراب. (3) لا تحاول تعريض الطفل ثانياً إلى الخوف. (4) البحث عن السبب الحقيقي. (5) افحص مشاعرك الخاصة والتي قد تـُنقل للطفل. (6) مسايرة الطفل.
أخيراً، قد لا نستطيع مطلقاً أن نخرج أطفالاً خالين تماماً من الخوف، وحتى إذا استطعنا ذلك فلن يكون هذا من الحكمة، ولكننا نستطيع أن نعاون الأطفال أن ينموا حتى مرحلة نضجهم غير مثقلين بمشاعر القلق الهدامة، وأن ينشأوا أحراراً لديهم نشاط تلقائي، قادرين على الإنشاء، ومزودين بقدرة أوفر على أن يمتعوا أنفسهم بالحياة، وليسهموا في اسعاد الآخرين.