تقبل هويتك كابن لله

الأب هنري نووين ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢

إن هويتك الحقيقية هي أنك ابن لله. هذه هي الهوية التي يجب أن تقبلها. فبمجرد الحصول عليها والاستقرار بها يمكنك العيش في عالم يمنحك الفرح كما يمنحك الألم، يمكنك تقبل المدح كما يمكنك تقبل اللوم الذي يأتيك كفرصة لتقوية هويتك الأساسية، لأن الهوية التي تمنحك الحرية تتعلق بما وراء كل مدح ولوم إنساني. فأنت تنتمي إلى الله، وكابن لله قد أتيت إلى هذا العالم.

أنت تحتاج إلى توجيه روحي، لا تحتاج إلا لمن يساعدوك على أن تظل متعلقاً بهويتك الحقيقية. فالإغراء يكمن في أن تنفصل عن ذاك الموقع العميق بداخلك حيث يسكن الله وتسمح لنفسك بالغرق في المدح أو اللوم الذي لا يكف عنه العالم أبداً.

لما كان هذا الموضع العميق بداخلك الذي فيه هويتك متأسسة كابن لله غائباً عنك لفترة طويلة، صار لهؤلاء الذين استطاعوا التلامس مع أعماقك تأثير مفاجئ وغلاب عليك. إذ صاروا جزء من هويتك. ولم تستطع الحياة بدونهم.
لكنهم لم يستطيعوا أن يملئوا هذا الدور الإلهي. فتركوك، وصرت أنت متروكاً. ولكن هذا الترك عينه هو ما دعاك إلى الرجوع لهويتك الحقيقية كابن لله.
فقط الله وحده من يستطيع أن يسكن هذا المكان العميق بداخلك ويمنحك الإحساس بالأمان. ولكن الخطر بأن تدع أشخاص آخرين يهربون ومعهم جزء من مركز حياتك الخاص هذا سيظل قائماً، وهكذا يلقون بك في كرب وألم مبرح.

قد يتطلب الأمر وقت وتدريب ليس بقليل لتعيد الترابط بين ذاتك العميقة والخفية وبين ذاتك المعلنة والتي يعرفها العالم ويقبلها ويحبها وإنما أيضاً ينتقدها. وتدريجياً تبدأ في الشعور بالترابط والاتساق وتصير أكثر فاكثر كما أنت على حقيقتك، ابن لله، حيث تكمن حريتك الحقيقية.

(الأب: هنري نووين)
من كتاب: "صوت الحب الداخلي"
ص 70، 71

ترجمة: مشير سمير
يُسمح بإعادة نشر المحتوى بشرط ذكر المصدر واسم الكاتب والمترجم