المواجهة مع حقيقة الخطية

أوزوالد تشيمبرز ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢

"هذه ساعتكم وسلطان الظلمة" (لو22: 53)

"إن عدم الاصطلاح مع واقعية وجود الخطية، وعدم إدراك هذا الواقع ورفض التعامل معه، إنما هو سبب كل الكوارث في الحياة. قد تتحدث عن سمو الطبيعة البشرية، لكنه يوجد شئ في هذه الطبيعة سوف يسخر من كل المثل العليا في حياتك. فإن رفضت أن تقبل بحقيقة وجود الرذيلة والأنانية وأمور شريرة وخاطئة تماماً في البشر، فعندما تصطدم تلك الأمور بحياتك، فبدلا من أن تتواجه معها فأنك سوف تتساهل معها وتقول بأنه لا فائدة من محاربتها. هل أخذت في حسبانك "هذه الساعة، وسلطان الظلمة" أم أنك لا تضع في ذاتك أي اعتبار لوجود الخطية؟ هل تواجهت مع واقعية وجود الخطية في علاقاتك وصداقاتك العادية، واصطلحت مع هذه الحقيقة؟ إن لم تواجه هذه الحقيقة، فإنك سوف تقع في فخ التساهل مع الخطية عند أول منعطف قادم يقابلك. ولكن إن اصطلحت مع حقيقة وجود الخطية في داخلك فسوف تدرك في الحال الخطر المحدق بك، وتقول: "نعم أنا أرى ما الذي تعنيه هذه الحقيقة". إن اعتبار وجود الخطية في حياتنا وعلاقاتنا لا يهدم قواعد الصداقة، إنه فقط يضع تقدير متبادل لكارثة وجود الطبيعة الخاطئة في قوام الحياة الأساسي. عليك أن تحذر دائما من أي قياس للحياة لا يضع في الاعتبار واقع وجود الخطية.
إن يسوع المسيح لم يثق أبداً بالطبيعة البشرية، لكنه لم يكن أبداً مرتاباً وسيئ الظن إذا أنه كان واثقاً تماماً مما يمكن أن يفعله مع هذه الطبيعة البشرية. فالإنسان الطاهر النقي فقط وليس الساذج، هو الذي ينعم بالحماية والأمان من الأذى. إن ما يُسمى بالإنسان الطيب أو الساذج أو البريء لا يزال دائماً غير محمي من الأذى، ولا تجدي محاولات الناس في الحصول على هذه البراءة؛ فالله إنما يظل يطالب بالطهارة والنقاء. أما الطيبة أو البراءة فهي سمة لا يتمتع بها سوى الأطفال.ولذا فأي إنسان، راشد، إنما هو مستحق للعقاب ما لم يكن مستعداً للتواجه مع حقيقة الخطية في نفسه.

(أوزوالد تشيمبرز)
من كتاب :أقصى ما عندي لمجد العلي
قراءة يومية – 24 يونيو