خدمة العبادة الحارة

أوزوالد تشيمبرز ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢

"أتحبني؟..ارع خرافي" (يو 21: 15)

لم يقل يسوع أن تهدي المتجددين إلي طريقة تفكيرك، بل قال: "أرع خرافي"، وتأكد أنهم يغتذون من معرفتي. إننا نعتبر ما نقوم به في مجال العمل المسيحي على أنه خدمة، ولكن ما يدعوه يسوع المسيح خدمة هو ما نكونه نحن له وليس ما نعمله لأجله. فالتلمذة قائمة فقط علي أساس التكريس ليسوع المسيح وليس اتباع عقائد إيمانية معينة. "إن كان أحد يأتي إلي ولا يبغض .. لا يقدر أن يكون لي تلميذاً" (لو 14: 26). في هذه الآية لا توجد مجادلة أو ضغوط من يسوع لاتباعه، بل بكل بساطة هو يقول: إن أردت أن تكون لي تلميذاً، يلزمك أن تتكرس لي وحدي فقط. والإنسان الذي يحركه روح الله عندئذ يقول: "الآن أنا أفهم من هو يسوع" وهذا هو مصدر التكريس.
نحن اليوم قد استبدلنا الإيمان الشخصي بالإيمان العقائدي، ولهذا السبب كثيرون جدا هم المكرسون للقضايا المنطقية، وقليلون جدا هم المكرسون لشخص يسوع المسيح. الناس لا تريد أن تتكرس ليسوع بل للقضية التي ابتدأها يسوع فقط. فيسوع المسيح هو اليوم مصدر إساءة وامتعاض شديد للذهن المثقف الذي لا يريده إلا رفيقاً فقط، ولكن غير مستعد أن يقبله باعتبارات أخرى. لقد كانت طاعة ربنا الأولى موجهة لعمل مشيئة أبيه وليس لاحتياجات الناس، وكان خلاص البشرية هو النتيجة الطبيعية لطاعته للآب. فإذا أنا تكرست لقضية الإنسانية فقط، فسرعان ما سينالني الإنهاك وأصل الي المرحلة التي فيها تتعثر محبتي، أما إذا أحببت يسوع محبة شخصية شديدة فيمكنني عندئذ أن أخدم البشرية فعلاً، حتى وإن كنت مزدرى من الناس. أن سر حياة التلميذ هو التكريس ليسوع، والذي يميز هذه الحياة هو الوداعة ومظهر عدم الأهمية البادي عليها. أنها مثل حبة الحنطة التي تسقط علي الأرض وتموت، لكنها عن قريب ستنبت وتغير منظر الأرض المحيطة كلها (يو12: 24).

(أوزوالد تشيمبرز)
من كتاب :أقصى ما عندي لمجد العلي
قراءة يومية – 19 يونيو