متفرقات -1

أكثر من كاتب ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢

إن تجريب الله يعنى فرض أوضاع عليه وجعل رد فعله نحو ما يطلبه منه شعبه في وقت التجربة شرطاً لاستمرار مسيرتهم معه. فعندما احتاج الشعب في البرية إلى ماء، طلبوا من موسى أن يأتيهم بالماء ليجربوه ليقرروا إن كان الرب بينهم أم لا (خر17: 7)، لكن عملاً كهذا كان وقاحة منهم ودليلا على عدم الإيمان، لأنه يرفض العلامات التي سبق أن قدمها الله من قبل ويطلب علامات أخرى تكون مقبولة لدى الإنسان.
فعندما شعر الشعب بالشك في وقت الحاجة والضيق وأظهروا عدم ثقتهم في سيادة الله وسلطانه آنذاك، أرادوا أن يأخذوا زمام المبادرة بأيديهم، ويجبروا الله على أن يثبت لهم وجوده بطريقة استعراضية على حسب ما يريدون. وقد رفض يسوع أن يقوم بمثل تلك الأعمال التي طلبها منه الكتبة والفريسيون (مت12: 38، 39/16: 1- 4 / مر8: 11،12 / لو11: 16،29،30 / 1كو1: 22)
( ج. أ. طومسون )
من تفسير التثنية 6: 16
"التفسير الحديث للكتاب المقدس"

من حق الله أن يمتحن الإنسان ( تث 8: 3) ولكن ليس من اللائق أن يجرب الإنسان الله، فإن ذلك من عدم الإيمان. (قارن مز95: 8 مع عب 3 : 15)
( ج. ت. مانلى )

"لا يكن لك آلهة أخرى أمامي." (خر 20: 3) هذه الوصية تحرم كل أنواع الوثنية الفكرية وكل تعلق مفرط بالأشياء الأرضية والحسية. فحيث أن الله هو منبع السعادة ولا خليقة عاقلة يمكنها أن تجد السعادة في سواه، فكل من يطلب السعادة في الخليقة فهو بالضرورة من عبدة الأوثان، إذ أنه يضع الخليقة في موضع الخالق، متوقعاً أن يجد السعادة في إشباع أهوائه (شهواته) ورغباته باستخدام أو سوء استخدام الأشياء الأرضية، الأمر الذي لا يستطيع أن يجده سوى في الله وحده.
( أدم كلارك )
من تفسيره لسفر الخروج

"وفي الصبح باكراً جداً قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء، وكان يصلي هناك." (مر1: 35)
"إن قام يسوع بذلك في الصباح فكم يكون ذلك أكثر أهمية بالنسبة لنا، قبل أن يتملك العالم على أفكارنا ويملئنا إبليس بمشاعر غير مقدسة، حينما نقوم من فراش النوم في حالة صحوة والعالم من حولنا لازال ساكناً! هكذا أيضاً صلى داود (مز 5 :3 / 119: 147).
من يريد أن يتمتع بالحياة الروحية يطلب موضع الصلاة السرية في الصباح. فإن أهُمِلَ ذلك تذبل تقوانا ويضيع كل شئ آخر، يملأ العالم أفكارنا وتقوى التجربة علينا. وخلال النهار، نجد من المستحيل علينا أن نرفع مشاعرنا لمستوى التكريس اللائق. فسوف نكتشف، على مستوى العالم بأسره، أن التمتع بالحياة الدينية عبر اليوم يتوقف على حالة القلب في الصباح، ولذا يمكننا قياس هذا التمتع بالحياة الدينية من خلال أمانتنا في الصلاة السرية باكراً.
كم كان أيضاً مسلك المخلص هذا مختلفاً عن هؤلاء الذين يقضون ساعات الصباح الثمينة في النوم! فقد عرف قيمة ساعات الصباح، وقام بينما العالم بعد ساكناً، ورأى النور وهو ينتشر عبر المشرق حاملاً علامات جديدة لحضور الأب السماوي، واشترك مع كل خلائق الكون في تقديم السبح لله الحال في كل مكان."
( ألبرت بارنز )
من تفسير مرقس 1: 35