حصاد العمر

منى يعقوب ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

حصاد العمر

 

شيخ في جهات الأرض يمشي

ولحيته تقابل ركبتيه

سألته: لماذا أنت محني؟

فقال، وقد لوى يديه نحوي

شبابي في الثرى قد ضاع مني

وها أنا منحني بحثاً عليه.

 

ويحي أنا الإنسان الشقي!

وماذا عني؟

العشبُ يبس! والكلأُ فنى! والخضرُة لا توجد!

أُنْتزِعَ الفرحُ والابتهاجُ من البستان،

ولا يُغَنى في الكروم ولا يُتَرَنمُ،

وها أنا! أبكي بكاءً عزيزاً على كرمتي اليابسة!

 

أفيقي يا نفسي وانظري!

هوذا يومُ الربِ يأتي قاسياً بسَخَطٍ، وحُمو غضب،

يعاقب المسكونةَ على شرِها والمنافقين على إثمهم،

وأنا!؟ أين حصادي؟ وماذا جمعت في مخازني؟

الأغصان عارية- والمخازن خاوية

 

كيف جعلتُ عمري يمضي هكذا؟

مضى بي العمر يجري لاهثاً

وراءَ اهدافٍ واحلامٍ واهية

 

أفيقي يا نفسي وانظري!

البائسين والمساكين طالبي ماء ولا يوجد،

لسانهم من العطش قد يبس،

فهل استجبت يوما لهم؟

بكاء الأرامل واليتامى،

توسلات المرضى والمسجونين،

هل أعرت لها اهتماماً؟

ماذا فعلت يا نفسي في دنياك؟

انشغلت بذاتك وآهاتك!؟

ماذا زرعت؟ ماذا حصدت؟

وماذا جنيت يا نفسي؟

أفيقي وأنفضي عنك ظلاماً أعماك سنين عمرك

 

أنظري يا نفسي الرب إلهك الممسكَ بيمينِك،

القائل لك لا تخافي أنا أعينُك،

أنا الربُ الهُكِ استجبتُ لكِ،

وأرسلتُ لكِ كلمتي،

بها افتح على الهضاب أنهاراً وفي وسط البقاع ينابيع ماء،

كلمتي تجعلُ القفرَ اجمة ماءٍ والأرضَ اليابسةَ مفاجرَ مياه!

 

هيا يا نفسي ازرعي واحصدي،

واخبري بكم صنعَ الربُ بك،

كيف انمى غرسَكِ وأحياكِ بعد موتِكِ،

واكرزي بكم صنع الربُ بكِ وانسي آلامكِ،

دعي الماضي يمضي ودعي أحزانه تمضي مَعَه

هيا انهضي واجمعي حصادَك وأفرحي بالرب إلهكِ.

وها هي ثماركُ حلوةٌ وشهيةٌ للنظرَ،

يراها كلُ من حولِكِ ويمجدون الربَ إلَهك.

 

منى يعقوب