المحارب

عماد ميشيل ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

المحارب

 

ارتدت الهوية خوذتها وتشبثت ببندقيتها, وقبل أن تعي أصول المعركة, وقبل التلقين, وقبل التعليمات انهالت الصواريخ والقنابل والدانات والنيران عليها, وأفاقت بساق مصابة وبذراع أيمن مبتور, ووقعت في دمها مهانة.

نظرت حولها فوجدت مصابين مثلها استندوا على حطام الحوائط المتهدمة, ودفنوا أنفسهم أحياء في حفر برميلية للاحتماء, وقد اختاروا الحياة كأموات. لكن لا.. لقد اختارت الحياة.

وقفت وتعلمت استخدام يسراها في استخدام البندقية وفي إطلاق النيران, وتجاهلت نزيف ساقها, وشرعت تمطر نيرانها على الأعداء, وتناور لليمين ولليسار وتقفز في الهواء وتغوص لأسفل, وتغمس البندقية في الرمال, لتأخذ من الأرض البرودة وتشحن حرارتها في الرمال الذائبة في الدماء, وأعادت ملء الذخيرة, وألقت بقنابل يدوية, وبدأت جولة ثانية, وانحنت على جرحي تضمد جروحهم وبعد جروحها مفتوحة, واختلط دمها بدم زملائها, واستمرت في جبر الكسر, وتضميد الجرحى, ومداواة المصابين, كما استمرت في إمطار الأعداء بالنيران, وبعد بضعة ساعات, رمقت من يجاورها في القتال, إنها في حاجة لبعض المساعدة, بشأن ذراعها المبتور, حصلت عليها, واستكملت القتال, وقد انتوت ألا تتوقف عن القتال حتى تنتهي المعركة.

 

عماد ميشيل

25 يوليو 2010