دع الله يكمل شخصيتك

دع الله يكمل شخصيتك
  • اسم المؤلف دان مونتغمري - جان باول اليسوعي
  • الناشر دار المشرق
  • التصنيف مشكلات شائعة
  • كود الاستعارة 35/ 3

مقدمة


يسوع قادر على دخول حياة الإنسان من خلال قلبه وينشر سلامه في ثنايا تلك النفس بكليتها فالفراغ اليائس بداخلي والطوق المنبعث من أعماقي لم يلبث يتملكني وأعوزتني الكلمات لأعبر عنه وما عدت أنشد سوى السلام الذي يقدر الله وحده أن يمنحني إياه وعرفت أنني بدونه لن أبقى على قيد الحياة. (دان مونتجمري)


لكل شخص واجب أخلاقي يرتب عليه أن يطور نفسه لأقصى حد والمتصوفون الذين قالوا بأن اكتشاف الله إنما يتم في النفس كانوا مدركين معنى أقوالهم لذا لم يفلح الكثيرون في إيجاد الله لأنهم أهملوا أنفسهم. (إغناطيوس لب) عالم نفساني وكاهن.


بوصلة الذات


ما يرضي الله هو النظر إلى شخصية تغيرت..


يسوع زهرة الشارون (الحب) المرأة الخاطئة، وأسد يهوذا (الجزم) طرد الباعة، وحمل الله (الضعف) الموت على الصليب، وإله السلام (القوة) القيامة من الموت. تصميم الله للشخصية المتزنة.


لو كانت البوصلة تعمل بانتظام فسنتمكن من الوصول للمنزل رغم الغيوم السود الحاجبة للشمس والنجوم.


يعبر قطبا الجزم والحب عن كيفية شعورنا الأولية بالآخرين، ويبين قطبا الضعف والقوة كيف نشعر على نحو متواصل بأنفسنا.


العلاقة بين الأقطاب الأربعة


ليس الحب أعظم من الجزم، ولا القوة أعظم من الضعف لأن هذه الأقطاب الأربعة تعكس تلك الطاقة التي جعلها الله فينا لنكون متزنين نشطين..


لو أهملنا واحدة أو أكثر أعقنا تطور شخصيتنا وجعلناها تشتد قساوة في حين أن فقدان المرونة وجماد الشخصية يفسدان نظرتنا لله وينقصان قدرتنا على توليد الألفة مع الآخرين وعلى المشاركة في جماعة محبة، والانغماس في حياة تخلو من الصدق.


سيان لو دعونا النواحي المنحازة خطيةً أو تلاعباً فهي تمثل أساليب عمل جامدة ومبالغ فيها وموانع تحول دون صدور العفوية المرنة التي تميز الشخصية السليمة فضلاً عن أنها تأتي لتفسد النظرة السليمة للذات ولله وللآخرين موقفة من تطور الشخصية وتحولها الروحي، فيتوقف النمو ويصبح الخوف لا الحب هو المسيطر على المواقف والتصرفات.


لو حدث تهديد للإنسان في وقت مبكر من حياته حين تتكون شخصيته الأساسية يتخذ وضعاً دفاعياً لدرء هذا الخطر، هذه المواقف الدفاعية تشمل أساليب الشخصية المنحازة، وما هي إلا حلول خاطئة لا تأتي بالخير علينا فنمو كل قطب من أقطاب البوصلة يكون بتمدده نحو باقي أقطاب البوصلة بحيث نتوصل تدريجياً إلى اتزان شخصيتنا.


يحررنا الروح القدس ونتقدم في بلوغ الاتزان الذي عرفه المسيح.


"إن تفتح أبواب جديدة والتوصل إلى شيء ما وإدراك أمر ما والغوص في الذات وتطور العلاقات كل ذلك يمثل نقطة وصول ما هي إلا بداية جديدة." (برناديت فيتر) قديسة


يهب الله لنا ذاته هبة شخصية في صميمنا الروحي حيث المسيح حاضر أبداً هوذا ملكوت الله داخلكم، وهذا يظهر من خلقتنا على صورة الله ومثاله وأن علاقة حميميه تربطنا به. "إن هذا الملكوت الذي داخلنا ملكوت نعمة ورحمة في متناول جميع الناس ومع ذلك يشق كل إنسان طريقه من خلال تجدد داخلي كامل يطلق عليها الإنجيل اسم التوبة التحول الباطني التام أي تغيير العقل والقلب معاً تغييراً جذرياً والكنيسة نفسها قامت لتؤلف جماعة باسم يسوع تجد في طلب الملكوت وتبنيه وتعيشه وما ذلك إلا إعلان الملكوت بواسطة الكلمة والأسرار والشهادة والخدمة." (ريتشارد ماك براين) رئيس قسم اللاهوت بجامعة نوتردام


تحقيق تجددنا الداخلي مرتبط بتجاوبنا مع الروح القدس في شخصيتنا. الروح القدس يعمل كبئر ارتوازية –كتلك التي في أرتيزيا في نيو مكسيكو- تفيض في أعماق كياننا، والبئر الارتوازية عبارة عن حفرة اصطناعية في الأرض بلغت ماء وبفعل الضغط الداخلي يفيض الماء ويرتفع كنافورة أما منبع الماء الرئيسي فهو دائماً في موقع أعلى من موقع البئر في سفح جبل أو تل، ويتسرب الماء في باطن الأرض متحولاً إلى أنهار قوية، فإن أردنا استخراج الماء بالحفر ترتب علينا أن نعمق الحفرة حتى يصل قعرها بمجرى النهار الجوفي، فتدفع قوى الطبيعة حينذاك الماء في داخل البئر فتمتلئ، و لكيما تصبح البئر فياضة توجب الحفاظ على نظافة داخلها وفتحتها على النهر. "من آمن بي فليشرب ولتجري من جوفه أنهار ماء حي".


النواحي الهامة في صميم الذات:


الثقة بمحكمتك العليا الداخلية الباطنية بالمسيح في شأن اتخاذ القرارات


قدرتك على استخدام ذكائك بعقل منفتح بدون أحكام سابقة


الرغبة في الشعور بجميع ما يعتريك من مشاعر بما في ذلك الحب والجزم والضعف والقوة والرغبة في التعبير عنها


الثقة بالإيحاءات والأحاسيس الباطنية والحدس بها لأنها غالباً وتتوافق مع مشيئة الله


الانفتاح في الحياة اليومية على الطرق الخفية التي يتدخل الله من خلالها في حياتك الشخصية


الجرأة على أن تكون إنساناً يتغير باستمرار ويتقدم في حب الحياة بنعمة الله


موقف صلاة باطني حتى يعضدك الروح القدس ويعزيك


الجرأة على النمو:


ما من أحد يعيش من صميمه طوال الوقت ولربما لم نعش على ذلك النحو أغلبية الوقت فالخطية والإرادة الذاتية والأقنعة يسماننا جميعاً، والنمو في الشخصية الحقيقية يتم ببطء إذ لا يسعنا أن نغير أنفسنا فجأة حتى لو أردنا ذلك وفي الواقع التغيير يكون حقيقياً وثابتاً إن جرى بصورة تدريجية. يتغذى نمونا الداخلي بقبولنا دواتنا بشجاعة بما فيها من حب وجزم وضعف وقوة، وإن لم نتابع نمونا الشخصي فعلياً فقد لا ننمو على الإطلاق، لأن الله يحترم إرادتنا الحرة، أما نقيض متابعة النمو الفعال فهو مقاومة النمو وهي تضم خصال خاطئة كالعناد والقسوة وتصلب القلب والوقاحة والسخرية، لكن الروح القدس يشجعنا على الانتقال من المقاومة إلى فرح النمو بالنعمة، فيساعدنا أن نخضع له ونصير أكثر واقعية ونطور فينا حباً سليماً ونبتهج بالحياة اليومية فجل ما يترتب علينا هو الشجاعة لننمو..


إن الألم والظلم والمعاناة والشر بمثابة سماد حيوي للنمو.


في عملية تطوير عمقنا الروحي نجد أن الله يستخدم لاوعينا لكي يساعدنا على معرفته ومعرفة أنفسنا بتزايد، لذا فنحن نتعلم أن نشعر بالحضور الإلهي الخفي في كياننا حتى في أعماق لاوعينا، وإخفاقنا على أن نقبل دوافع صميم لاوعينا يحرمنا من التكامل ويبقينا عالقين في أطر جامدة.


تفتح الشخصية الحقيقية


إذا صادفتني رغبة في استقطاب انتباه الآخرين وجدت وسيلة للتفاخر، وإذا رغبت في الفوز بحب شخص ما أثرت إعجابه عن طريق عرض انجازاتي عليه وإذا لحقت بي إساءة أخفيت ألمي في وجه متجهم مقطب الجبين، وإذا شعرت بالاستياء والغيظ جعلت ابتسامة باردة على شفتي لأحجب غضبي الذي يغلي غلياناً في داخلي إلا أن هذه المناورات حالت دون أن أتفاعل بصدق مع الناس وفوق كل ذلك وجدت نفسي غير قادر على تغيير تلك الأساليب، ورفعت صلاتي لله لأعيش حسب قلبي لا حسب عقلي، وللتخلص من المغالاة والغرور ومن الانسحاب عندما أفشل في تحقيق قصدي ومن تخزين الغضب في نفسي وأتوسل إليه ليمد لي يد العون لأحب نفسي والآخرين كما يريد.


وسمعت صوت الرب الخافت يخبرني أنه من الجيد أن أحبه وأخدمه ولكنني لازلت أخاف الناس وأخشى ألا يظهروا احترامهم لي إن لم أبين قوتي وأن يرفضوك إن كشفت لهم ضعفك وأن يلحقوا بك جرحاً إن فتحت قلبك للحب وأن يعارضوك إن عبرت بصراحة عن مشاعرك. فهو يحب الناس حتى لو فيهم من يكرهه ويرفضه ويجرحه فهل أرغب في أن أكون على حقيقتي وأغامر من أجل الحب.


كان هذا الأمر صلب المسألة، فقد كشف الله أن غروري الفكري ومواقفي الدفاعية عذلتني عن الجميع ووضعتني داخل حصن منيع، وفي الواقع لقد أردت أن أحب ولكن دون أن أكون عرضة للتأثر، وأن أكون قوياً دون أن أترك مكان للضعف، وأن أسيطر دون أن أحرك قلبي .. لاشك أن كل منا يعرف المناورات وفي الوقت نفسه يستطيع أن يحب على مثال المسيح فإن كنا أسرى مخاوفنا ونعتد بأنفسنا ونسرع لاتخاذ مواقف دفاعية يمكننا أن نجازف بأن نكون على حقيقتنا بقدر أكبر وبأن نحب بعيداً عن المناورات.


نستطيع قلب الأوضاع إن استخدمنا بوصلة الذات ووثقنا بالروح القدس المقيم في صميمنا، فعندما نجهل قوانين الشخصية أو نتغاضى عنها ينحط تصرفنا ويصبح تلاعباً، فالتلاعب هو معاملة الآخرين وكأنهم أشياء فنستغلهم ونسيطر عليهم بطرق تؤدي للقضاء على الحب الروحي فيهم أما طريق المسيح فلا تعرف الخوف ولا الذنب ولا الإكراه بل تدعونا إلى أن نقدر ونحب الآخرين بصفتهم بشراً، وأن نفهم أنفسنا، وأن نشارك في جماعة تقوم على المحبة، وأن ننضج ونتخطى التلاعب.


غالبيتنا يتلاعبون بالآخرين انطلاقاً من موقعين إما موقع السلطة والنفوذ فيستعملون الهجوم والقوة ليسيطروا على الآخرين، وإما موقع الخنوع والاتكال فيستعملون الحب والضعف لكي يجعلوا الآخرين يتحملوا المسئولية عوضاً عن أنفسهم، وفي كلتا الحالتين يمثل أسلوب التلاعب علامة على قلة ثقتنا بأن الآخرين يقبلوننا كما نحن.


تبنى الحكمة الحقيقية على قواعد الطبيعة البشرية وأنسجتها وعندما نفتح صميمنا على المسيح، لا تعود الطبيعة البشرية عدواً بل تصبح صديقة، وعندما نسلم أمرنا إلى الله نقبل أنفسنا فالتناغم الناتج من الأقطاب الأربعة يسمح بتدفق الروح القدس فتمتلئ شخصياتنا من المسيح.


كل تصرف ناتج منا قد يدل على الصدق أو التلاعب، فقد نبتسم فرحاً عندما نلقاك أو لنتظاهر بفرح غير موجود، وقد نبكي نتيجة تأثرنا الصادق بأذى ألحقته بنا، وقد نبكي لنجعلك تشعر بالذنب


التعبير الصادق يصدر تلقائياً من دون تصميم مسبق، في حين أن التلاعب يكيف الأمور لكي تفي بالغرض المطلوب، فمن يتلاعب يريد جواباً لذا فالتعبير يبدو كينبوع، والتلاعب كدوامة، فمع التعبير نشعر بأننا متأثرون عاطفياً، ومع التلاعب نشعر بأننا مستنزفون، مع التلاعب تبدو الحياة مباراة مصارعة ومع التعبير تبدو رقصة.


ما يميز التلاعب أنه يقضي على قدرة الاختيار عندنا وتكرهنا أن ننتقل لموقع دفاعي في الإطار الذي اختاره لنا الآخرون، فلم يفلح من حاولوا التلاعب بيسوع في الحصول على الجواب الذي يبتغوه بل بادرهم بتعبير صادق وانسحب من أمامهم في حالة أخرى وفي كلتا الحالتين حافظ على قدرة الاختيار عنده.


هناك فرقاً جوهرياً بين العبودية القسرية والخدمة الاختيارية، فعندما قال يسوع أنه يهب حياته باختياره وصف عنصر الحب الأساسي، فلا يمكن للحب الحقيقي أن ينتج من قرار استخدام القوة والإكراه ولا باللجوء إلى التلاعب.


يمكنك أن تقول للآخرين إنك تريد منهم ألا يسترعوا انتباهك بطرق سلبية، أن تقلع عن محاولات نيل رضاهم، أن تعمل على بناء احترام الذات والحفاظ عليه بالرغم من المواقف السلبية للآخرين، أن تواجه الذين يحاولون أن ينتقدوك في كل مرة، أن تستخدم الفكاهة لتواجه تعليقاتهم اللاذعة وتعييرهم.


التحول من التلاعب للصدق ينمي الشخصية:


الطريق إلى مصادقة اللاوعي


الذنب شعور مقلق ولكن التخلص منه أو الرزح تحته أمران يعودان إلينا.


إن الاكتئاب تعبير آخر عن استياء مكبوت.


اغضبوا ولا تخطئوا ولا تغرب الشمس على غيظكم أفسس 4


إن الألم والظلم والمعاناة والشر هي بمثابة سماد حيوي للنمو.


في عملية تطوير عمقنا الروحي نجد أن الله يستخدم لاوعينا لكي يساعدنا على معرفته وعلى معرفة أنفسنا بتزايد لذا نتعلم أن نشعر بالوجود الإلهي الخفي في كياننا حتى في أعماق لاوعينا وإخفاقنا عن أن نقبل دوافع صميم لاوعينا يحرمنا من التكامل ويبقينا عالقين في أطر جامدة.


لا تقتصر المعرفة على ما نفكر فيه في عقلنا فليست الأحداث الخارجية هي التي تحثنا على التحرك فقط بل ذلك العالم المظلم والسري في لاوعينا.


نستطيع أن نصادق لاوعينا ونستقبله في عقلنا الواعي ونقيم معه حواراً دافئاً وحميماً.


يشبه اللاوعي أصابع البيانو الثمانية والثمانين، فبقدر ما تكون المفاتيح كلها مرنة وصالحة للاستعمال يستطيع العقل الواعي أن يعزف اللحن الذي يريده ولكن إن تعطل أحد المفاتيح وأصبح جامداً فحينذاك لا يمكننا إلا أن نعزف عدد محدد من الألحان فنكون قد سلبنا جزءاً من إمكانيات البيانو.


إن لاوعيك هو الحصيلة النهائية لكل ما اختبرته وشعرت به وتعلمته في الحياة فهو أشبه بمستودع حكمة ضخم يساعد عقلك الواعي على أن يكون أميناً لكيانك كله.


يعرف لاوعينا هل نحن نقوم بالخير أم بالشر وهل نحن قد شفينا من صدمات ماضية أو هل نحن نتحاشاها ويعرف أي مهنة علينا أن نختارها لكي نكتشف إرادة الله فلا وعينا يعلم من نحن حقيقة وما هي الخطو السليمة التي علينا أن نخطوها.


في الثقافة المعاصرة يقوم الوعي بإسداء صيغ من الوجوب تترك آثاراً سلبية على لاوعينا مثل يترتب علينا أن ننجح بأي ثمن وأن نتصف بالقوة لا الضعف وأن نرضي من يعيشون حولنا وأن نطيع السلطة حتى لو أساءت إلينا، فيعطي اللاوعي علامات إنذار قد تكون القرحة أو وجع الرأس أو ارتفاعاً في ضغط الدم أو  كوابيس أو نوبات ذعر أو انهياراً عصبياً، فعندما يفتقر العقل الواعي إلى الفصاحة يستخدم اللاوعي لغة الإحساس والعاطفة والعوارض الجسدية وحالما نسمع رسالة اللاوعي ونتخذ في ضوئها قرارات صائبة تزول تلك المشاعر سريعاً.


المسيحيون المنسجمون مع لاوعيهم ومع صوت الروح القدس يعيشون كل يوم بيومه ويقدرون الحوار الخلاق بين الأفكار الواعية والحدس اللاواعي.


لتتصل بالحكمة الكامنة في لاوعيك وتستفيد مما تقوله لك ابدأ حواراً مع ضجرك، واجه نزعاتك الداخلية، حاول أن تسمع ما يريد اعتلالك الجسدي أن يقوله لك، حول كوابيسك إلى أحلام تتحقق.


اللاوعي لا يعوق إرشاد الله لنا بل هو وسيلته.


"لماذا علينا أن نمضي حياتنا ونحن نعيش شيئاً لم نرده يوماً؟ لماذا نضيع وقتنا لنقوم بأشياء لو تمهلنا وفكرنا فيها لوجدناها نقيض ما خلقنا لأجله؟ لا نستطيع أن نكون أنفسنا إلا عندما نعرف أنفسنا، غير أن معرفة النفس تبقى مستحيلة مادام الطيش والنشاط التلقائي يدخلون التشويش والارتباك في أرواحنا، فلا يمكننا أن نبدأ بمعرفة أنفسنا إلا عندما نكتشف الأسباب الحقيقية التي تجعلنا نقدم على ما نقوم به." (توماس مارتن)


طريقة للعلاج: تخيل لون المشكلة ثم تخيل شكلها ثم أعطها اسماً ثم تخيل ما تريد أن تفعله بها.


طريقة أخرى للعلاج: اجلس المشكلة على مقعد وحاورها حتى تصل لحل. ومن الممكن أن نكتشف أن المشكلة شيئاً آخر غير ما ظنناه.


عش أحلام اليقظة لأشياء تتمنى فعلها ولا تستطيع وتخيل حدوثها. بلغة علم النفس يسعنا القول إن صوت العقل الباطن يرتفع إلى الله ويجد طريقة صلاة تماثل تعبير وجهنا الباطن في الأحلام والضحك والدموع والرسم والرقص وهذه الصلاة في أعماق كياننا تشفي على مستوى نفسي عميق يمكن إدراكه جراحاً خفية تعترض سبيل تطور حياتنا الداخلية.


العبرة من كل ما سبق ليس في الهرب من ما يضايقنا بل في إقامة حوار دافئ هادئ هادف معه لنصغي لما تريد قوله، هذه العناصر المرفوضة في كياننا ومصدر العذاب والقلق ما إن نصغي لها حتى نستوعب الأجزاء التي انشقت عنا سابقاً حتى يملأ السلام روحنا، فنزداد حكمة عندما نقبل أنفسنا الحقيقية ونسلمها بالكامل إلى الله..


 


بوصلة الصلاة


لا يحتاج الله إلى أناس يعرفون كل شيء ليطعم خرافه. أفضل جو لنمو شعب الله هو تعزيز الألفة والهوية والجماعة المحبة فالشعب ينمو بقوة الروح القدس..


هل يمكنك أن تكلم الله بدون أن تكون رسمياً، وتشركه تلقائياً في كل ما تفعله يومياً، تكلمه في كل موضوع أم تصمت بشأن الموضوعات المحرمة، هل تسعى لتظهر بمظهر المستقيم الطاهر، هل تكلمه نهاراً وليلاً حيث تكون أم في الكنيسة فحسب، هل تعبر عن جميع مشاعرك في الصلاة أم تخفي غضبك وكآبتك وقلقك ووهمك وشهوتك وجشعك وحسدك وغيرتك وكرهك وارتباكك وإحباطك ووحدتك وخوفك وحزنك ومعاناتك؟؟


الله يجرؤ أن يكون صديقك فهل تجرؤ أنت أن تكون صديقه؟ يجب أن تكون حقيقياً معه لن نستطيع أن ننمي علاقة حميمية معه، علينا أن ندع الله يحبنا ويقبلنا كما نحن، فحياة الصلاة الحميمة تبدأ على هذا النحو وبوصلة الصلاة تعلمنا أن نعبر عن كل ما فينا بطريقة متزنة.


 


الاقتراب من الله في الأقطاب


الضعف يؤول إلى الاعتماد على الله، والنعمة هي تدخل الله لينقذ. نصلي ونقول يا رب ادخل حالتي وحولها إلى الخير. في الضعف نشعر بانسحاق القلب والتواضع ونعترف بقلقنا وألمنا ونتضرع إلى الله لكي يهبنا القوة ونتكل عليه لنحصل على تعزيته.


يصير الحب هو موضوع المسيحية الوحيد والسماء تتحول لأنشودة، عندما نحب الله من أجل حبه ونشعر بعرفان الجميل إزاء كل ما قام به يسوع ونرفع الشكر من أجل تعزية الروح القدس.. تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك


من خلال قطب القوة نقترب من الله مفعمون بالإعجاب به وبإرشاده لنا واضعين فيه ثقتنا عالمين أنه يسر بنا، فنتهلل ابتهاجاً بجودة الرب ورحمته ونمجد المسيح لأنه بذل نفسه من أجل خطايانا. القوة تنجز الخدمة للآخرين الضرورية.


نقترب إلى الله خلال الجزم بعزم وجرأة، مثل الأرملة التي أزعجت القاضي بلجاجتها، فقطب الجزم يعلمنا كيف نصلي بقوة واضعين توسلاتنا أمام الله ملتمسين رحمته للآخرين مقاومين الشرير مطالبين الله بتحقيق وعوده. بالجزم ننتصر على الشرير باسم المسيح وندافع عن قيمنا ونواجه من يريدون التحكم فينا ونصلي بشجاعة من أجل شفاء القلوب والأجساد، والنعمة لمقاومة التجربة وعطايا الروح القدس القادر أن يلبسنا القوة من علٍ.


 


الصلاة هي حوار في اتجاهين


"ليس المهم ما نقوله بل ما يقوله الله لنا وما يقوله للآخرين من خلالنا ويسوع ينتظرنا دوماً في الصمت، وفي الصمت يصغي إلينا وفي الصمت يكلم أرواحنا وفي الصمت نعطي امتياز الإصغاء إلى صوته." (الأم تريزا)


 


مقدمة الفصل الأول: الله وشخصيتك (تمارين) الفصل الثاني: بوصلة الذات (قطب الحب – قطب الجزم – قطب الضعف – قطب القوة) الفصل الثالث: صميم الشخصية (ريح قوية عاصفة – ينبوع النعمة في داخلنا – مواصلة النعمة بفعالية - تمارين) الفصل الرابع: المسيحيّ التبعيّ (قطب الحب – علامات التبعية غير المتزنة – الغضب شعور طبيعي ) الفصل الخامس: المسيحي التهجمي (قطب الجزم – يظن التهجميون أنك ملكهم – خطوات عملية في سبيل النمو) الفصل السادس: المسيحي المنعزل (قطب الضعف – جميعنا يشعر بالقلق والضعف – التقدم نحو الشخصية المتزنة – إرادة الله أن يهب لنا الحياة) الفصل السابع: المسيحي المسيطر (قطب القوة – ما هي سمات المسيطرين؟ - كيف يبلغ المسيطرون الاتزان؟) الفصل الثامن: تفتح الشخصية الحقيقية (موقع السلطة والنفوذ وموقع الخسارة والاتكال – تفتح الشخصية – تمارين) الفصل التاسع: طرق تحول الشخصية (الشجاعة تجاه النواقص والشوائب - تكامل إنساننا الداخلي والخارجي – تعلموا من الوردة!) الفصل العاشر: الطريق إلى مصادقة اللاوعي (ما هو اللاوعي ؟ - أبدأ حواراً مع الضجر – في مواجهة الأزمات الداخلية – كيف نحول كوابيسنا إلى أحلام تتحقق؟) الفصل الحادي عشر: صور عن الله (نظرة التبعيين المشوهة إلى الله – نظرة المسيطرين المشوهة إلى الله) الفصل الثاني عشر: بوصلة الصلاة (الصلاة في الضعف – الصلاة في الحب – الصلاة في القوة – الصلاة هي حوار في اتجاهين) الفصل الثالث عشر: التغيير في داخلك (كلمة إلى القارئ – كيف تبدأ دراسة هذا الكتاب؟)