خواطر جديدة للأب هنري نووين

الأب هنري نووين ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢

الفرح والحزن هما أبوينا الروحيين

لا يمكن فصل الفرح والحزن أبداً، فعندما تبتهج قلوبنا عند نظرة مثيرة فاننا نفتقد اصدقاؤنا الذين لا يستطيعون أن يروها. وعندما نكون مسحوقين في الحزن نختبر معنى الصداقة الحقيقية.

إن الفرح مخفي بالحزن والحزن بالفرح. وإذا حاولنا تجنب الحزن، مهما كان الأمر، فلن نتذوق الفرح أبداً. فالفرح والحزن هما نمونا الروحي أبداً.

يسوع يمنحنا ذاته

حينما ندعو أصدقاؤنا لتناول الطعام معا، نحن نقدم لهم أكثر من مجرد طعام يقتاتوا به لأجسادهم. نحن نقدم لهم الصداقة، والشركة، والحديث الطيب، والحميمية، والتقارب. حين نقول: "أرجو أن تأخذ المزيد، تفضل ولا تكن خجولاً، فلتتفضل كوباً آخر..." حين نقول ذلك فنحن نقدم أنفسنا لضيوفنا، وليس مجرد الطعام والشراب. حينئذ يحدث رباط روحي، ونصير نحن طعام وشراب بعضنا للبعض.

ويحدث هذا في أسمى وأكمل صورة حينما يهبنا الرب يسوع نفسه في سر التناول: طعاماً وشراباً. فحين يهبنا الرب يسوع جسده ودمه، يهبنا أكثر أنواع الشركة حميمية؛ وهو الشركة الإلهية.

هنري نووين

من كتاب خبز لرحلة الحياة