ضع حدوداً لمحبتك

الأب هنري نووين ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢

حين يظهر لك الآخرين حدودهم (قائلين، مثلاً: "عفواً، لا أستطيع أن أقدم لك ذلك") فإنك تشعر بالرفض. فأنت لا تستطيع أن تقبل بحقيقة أن الآخرين لا يستطيعوا أن يقدموا لك كل ما تتوقعه منهم. أنت ترغب في حب غزير ورعاية وعطاء لا ينتهيا.
إن جزء من صراعك هو أن تضع حدوداً لمحبتك الشخصية، وهو الشيء الذي لم تفعله من قبل. فأنك تعطي كل ما يسأله الناس منك. وحين يسألون المزيد، فإنك تعطي المزيد، حتى تجد نفسك مستهلكاً، ومستغلاً، ومستنفذاً. فلن تستطيع أبداً أن تعترف وتحترم وتـُقدر أيضاً حدود الآخرين قبل أن تتمكن من أن تضع حدودك الشخصية أولاً.
في محضر من تحبهم تأخذ احتياجاتك في التزايد والتنامي إلى الدرجة التي فيها يشعر الآخرون بأنهم مغلوبون من جراء احتياجاتك حتى أنهم يضطروا عملياً إلى تركك بمفردك حتى ينجوا بأنفسهم.

إن مهمتك الكبرى هي أن تطالب نفسك بنفسك، فتحتوي احتياجاتك في حدود ذاتك وتمسكها في محضر من تحبهم نفسك. إن التبادل الحقيقي للحب يتطلب أناس يملكون أنفسهم ويقدرون على العطاء بعضهم للبعض في الوقت الذي يتمسكون فيه بهويتهم الذاتية. لذا فلكي تتمكن من العطاء بأكثر فاعلية وتتمكن أكثر من كبح احتياجاتك، يجب أن تتعلم أن تضع حدوداً لمحبتك.

(الأب: هنري نووين)
من كتاب: "صوت الحب الداخلي"
ص 9، 10

تفهم محدودية الآخرين

لازلت تنصت لمن يبدو وأنهم يرفضونك. ولكنهم، في الحقيقة، لا يتكلمون أبداً عنك. بل هم يتحدثون عن محدودياتهم. هم يعترفون بفقرهم أمام احتياجاتك ورغباتك. هم ببساطة يطلبون تفهمك لذلك. هم لا يقولون أنك سيئ، أو قبيح، أو حقير. هم فقط يقولون أنك تطلب شيئاً ليس في مقدورهم، وإنهم يحتاجون إلى أن يبتعدوا شيئاً عنك حتى يلتقطوا أنفاسهم وينجوا عاطفياً. الأمر المحزن هنا، هو أنك ترى انسحابهم الضروري على أنه رفض لك بدلاً من أن تراه دعوة لك للعودة إلى داخلك واكتشاف المحبة الحقيقية هناك.

(الأب: هنري نووين)
من كتاب: "صوت الحب الداخلي"
ص 13

ترجمة: مشير سمير
يُسمح بإعادة نشر المحتوى بشرط ذكر المصدر واسم الكاتب والمترجم