7 يحتاج إليها الولد

7 يحتاج إليها الولد
  • اسم المؤلف جان م. دريشر
  • الناشر دار منهل الحياة
  • التصنيف أسرة وتربية
  • كود الاستعارة 2 /6

مقدمة:


 


ما كانت تربية الأبناء يوماً بالمهمة السهلة. وهي اليوم أصعب منها في أي وقت مضى. إذ يبدو أن العالم يدور بسرعة هائلة، وثمة واقع جديد يفرض ذاته بقوة ومعه معرفة جديدة دافقة كالسيل.


 


هذا يعني أن الحاجة إلى الآباء الصالحين ماسة جداً، كما يعني أن تنشئة النفوس يلزمها وقت وصبر وتأن وإيمان وتضحية ومحبة وعمل. لكن لا يوجد شيء يفرح القلب مثل مراقبة الطفل وهو يتدرج نحو البلوغ والاستقلال. ولن تكون لنا فرصة أروع من مساعدة الأبناء كي يصبحوا أشخاصاً يحملون المسؤولية ويحيون حياة صالحة.


 


هذا الكتاب يبحث في سبع من الحاجات الأساسية التي يحتاج إليها الابن الناشئ، بل نحتاج إليها كلنا في أية سن كنا.


 


يبدأ الكاتب بتناول أول شيء يحتاج إليه الطفل وهو الحاجة إلى الاعتبار


 


ويحدثنا عن كيف أن الطفل يلفت الأنظار عن طريق رفع الصوت أثناء الكلام أو اللبس الغريب أو يعرض شيء أنجزوه.


 


هناك افتراضات مغلوطة يعتقدها الآباء أنها تلبي هذه الحاجة الأساسية عند الطفل وهي:


 


1-     أن العلاقة بين الأبوين والطفل يجب أن تكون لها الأولوية بالنسبة إلى العلاقة بين الزوجين، وهذا من أهم العوامل التي تؤدي إلى انهيار الزيجات، لذا ينبغي للوالدين أن يخصصا مزيداً من الوقت والجهد لتمتين علاقتهما، فإذا كان الأب والأم سعيدين بعضهما مع بعض ينتقل الشعور بالرضا إلى الطفل ويشعر أيضا بالقيمة الذاتية.


 


2-     أن الطفل يستحق أن يكون مركز الاهتمام وما أكثر ما ينصب كل شيء على إتمام مصلحة الطفل وإشباع رغباته، فتكون الحصيلة أولاداً أنانيين منشغلين بذواتهم فقط. وإذا لم ينالوا ما يريدون، تجدهم أميل إلى الرد بالتمرد أو الهروب.


 


3-       انه من الواجب أن يدفع الطفل بأسرع ما يمكن إلى تأدية المزيد من الأدوار البالغة فأننا نلبسهم ملابس تشابهه الكبار ونلاعبهم ألعاب على هوى الكبار وكم دراجة ثلاثية العجلات تركن بانتظار سائقها الذي مازال في القماط. الولد يتعرض دائماً للضغوط التي تضطره إلى التقدم والتفوق في هذه المجالات بدلاً من حقيقته، والواقع أن مركبات النقص الناشئة من الرغبة الملحة في التفوق، تتفاقم قفزاً ووثباً.


 


وينتقل بنا الكاتب في هذا الفصل بسؤال هام وهو كيف تبني الشعور بالاعتبار؟


 


1-     إن موقفك من نفسك بوصفك أباً أو أماً هو جوهري ولابد أن يؤثر في تقدير ابنك لقيمته الذاتية.


 


2-     شجع الطفل على مساعدتك في الشئون المنزلية.


 


3-     عرف الآخرين بابنك.


 


4-     ليعبر الطفل عن رأيه بحرية.


 


5-     يَسر للطفل سبيل الاختيار واحترام آراءه متى أمكن.


 


6-     كرس لولدك وقتاً.


 


7-     عزز الشعور بالقيمة والشأن لدى الطفل بأن تعهد إليه من حين لآخر بمهمات تدهشه.


 


 


 


ثم ينتقل في الفصل الثاني إلى الحاجة للطمأنينة:


 


فيقول أن الأبوان لا يستطيعان تغير لون عيني طفلهما، لكنهما يقدران أن يمنحا العينين نور العطف بما فيه من دفء القبول والرضا. ولا يستطيعان أن يغيرا ملامح الابن، لكنهما يقدران أن يمنحاه ألق الروح الإنسانية واللطف والمودة بطرائق شتى. وذلك قد يؤدى بالطفل على المدى الطويل مزيداً من السعادة.


 


ونتعرف على الظروف التي لا توفر الطمأنينة:


 


النزاع بين الأب والأم، التنقل الدائم، قلة التأديب اللازم، غياب الوالدين، الانتقاد الدائم، الأشياء لا الأشخاص، أباء غير مطمئنين.


 


ثم ننتقل إلى كيفية طمأنة أولادنا:


 


الطمأنينة السائدة بين الأب والأم، المحبة الوافرة والدائمة من الأبوين للابن، العائلة المجتمعة الشمل، الانتظام في القيام بالأمور الاعتيادية في البيت، التربية المناسبة، لمس الطفل، الشعور بالانتماء.


 


إن الإحساس بالأمان والطمأنينة أمر جوهري لتوفير شعور الولد بالقيمة، وينشأ لديه شعور بأنه مقبول ومحبوب وذو قيمة عند الله والناس.


 


 


 


وفي الفصل الثالث يحدثنا عن أن الطفل يحتاج إلى المقبولية:


 


فيقول أن الطفل يحتاج إلى قبول الآخرين له، ويتساءل لماذا يشعر الطفل بالافتقار إلى المقبولية؟


 


فيعرفنا الإجابة في عدة نقاط وهي:


 


1-     انتقاد الطفل بصورة دائمة يولد عنده شعوراً بالفشل والمرفوضية والغربة.


 


2-     مقارنة الطفل بغيره توحي بالافتقار إلى القبول.


 


3-     التوقع من الطفل أن يحقق أحلام أبويه التي لم يحققاها، يجعله يشعر بأنه مقبول.


 


4-     الإفراط في حماية الطفل يعزز شعوره بعدم المقبولية.


 


5-     التوقع من الطفل أن ينجز الكثير يسبب لديه شعوراً باللامقبولية.


 


ثم يؤكد لنا الكاتب أن الشعور بالمقبولية مهماً لأجل الثقة بالذات والإنجاز الحسن، فهناك أمور يستطيع كل أب أو أم فعلها لإفهام الطفل أنه مقبول وهي أن نعتبر الطفل فرداً مستقلاً، ساعد الطفل كي يحرز الرضا إزاء ما يحققه، ليعرف الطفل أنك تحبه وتريده وتتمتع به، اقبل أصدقاء الطفل، حافظ على علاقة بالولد شريفة ومستقيمة، أصغ إلى ما يقوله الطفل وخصص له وقتاً للاستماع إليه، عامل الطفل معاملتك لشخص ذي قيمة، دع الطفل ينمو ويتطور بطريقته الفريدة الخاصة.


 


 


 


"كل طفل يأتي حاملاً رسالة تقول إن الله لم ييأس من الإنسان".


 


- طاغور


 


إذا عاش الطفل على الانتقاد، يتعلم أن يدين الآخرين.


 


وإذا عاش على العداء، يتعلم القتال.


 


وإذا عاش على الهزء، يتعلم الخجل.


 


وإذا عاش على الخزي، يتعلم الشعور بالذنب.


 


وإذا عاش على المسامحة، يتعلم الصبر.


 


وإذا عاش على التشجيع، يتعلم الثقة.


 


وإذا عاش على المدح، يتعلم التقدير.


 


وإذا عاش على الإنصاف، يتعلم العدل.


 


وإذا عاش على الأمان، يتعلم الإيمان.


 


وإذا عاش على الاستحسان، يتعلم قبول الذات.


 


وإذا عاش على الترحيب والالفة، يتعلم أن يجد محبة في العالم.


 


- دوروثي لو نولت.


 


 


 


ثم يحدثنا عن الحاجة إلى المحبة وهذا هو الفصل الرابع:


 


يقول في الواقع أن الرغبة الباطنية عند الإنسان في أن يحب ويُحب هي قوية جداً. والطريقة التي نلجأ إليها نحن الوالدين للتعبير عن محبتنا للطفل، تؤثر تأثيراً بالغاً في قدرته على التواصل مع الآخرين بفاعلية. وبمقدار ما نضمن طفلنا في حياتنا ونبدي له المحبة ونستجيب لمحبته لنا، بذلك المقدار يقوى على تضمين الآخرين في حياته وصداقاته ومحبته.


 


إن المحبة استجابة نتعلمها تعلماً فالطفل يولد وهو لا يعرف كيف يحب، ولكن طاقة كامنة تمكنه من الحب. بعض الأطفال إذ يحرمون من المحبة يذبلون حرفياً ويموتون. وأطفال آخرون تتكون لديهم شخصيات منحرفة.


 


المحبة بين الوالدين تؤثر في قدرة الطفل على الحب، وهذا يعني أن تكون المحبة ظاهرة للعيان ويجب الإفصاح عن المحبة، إن الطفل في حاجة لأن يعرف عن المحبة أكثر مما يعرف عن أي شيء أخر فالمحبة تستلزم العمل وتتضمن الثقة، وتقتضي استعداداً للإصغاء، وتتضمن المشاركة في الاختبارات، المحبة ترسخ علاقات منفتحة ومريحة، وتعي أن الأشخاص أهم من الأشياء. المحبة تترعرع في الجو العائلي المرح فتقوي الشعور بالانتماء في أفراد العائلة الواحدة.


 


 


 


أما الفصل الخامس؛ الحاجة إلى المدح فيقول


 


"إن فن المدح هو بداءة فن الإرضاء الجميل" جورج كراين


 


من الخطأ الشائع عند الوالدين عدم امتداح أولادهم. فأولاد كثيرون قلما يسمعون إطراء، ومع ذلك يوبخون إذا لم يحسنوا صنعاً. في الواقع أن الطفل الذي لا يتلقى مدحاً وتقديراً بالطريقة السوية، يسعى إليها بطرائق غريبة، بل مؤذية أحياناً وقد يؤدي درهم من المدح خيراً مما يؤديه قنطار من الذم. إذا استذكرنا الماضي، يرجح عندنا أن الكلمات اللطيفة المنطوية على تشجيع من الأهل والمعلمين والأصدقاء هي التي بثت فينا الثقة بالنفس والصورة الحسنة التي نراها في ذواتنا. أما المشكلات المتعلقة بشخصياتنا، فسببها الانتقاد الذي كنا نتلقاه.


 


هناك نصائح عامة بشأن المدح:


 


1-     ليكن تركيز المدح على انجازات الطفل أكثر منه على شخصيته.


 


2-     امتدح ما للطفل يد فيه، وليس ما لا حيلة له به.


 


3-     الطفل يحتاج إلى تلقي الإطراء ممن يهمه أمرهم.


 


4-     امتدح بإخلاص.


 


5-     امتدح الطفل على ما يفعله من تلقاء ذاته.


 


6-     لا تنس أن الإسراع إلى المدح خير من الإبطاء.


 


7-     اذكر أن مواقف الوالدين مهمة – تماماً مثل كلماتهم – في إبداء التشجيع.


 


 


 


وينتقل في الفصل السادس إلى الحاجة إلى التأديب:


 


يعرفنا الكاتب ماهية التأديب: يعرف التأديب عادة بأنه اللجوء إلى العقاب جلباً للطاعة ولكن هذه النظرية ضيقة للغاية. فلا يخفي أن للتأديب علاقة بالتعليم والتدريب والتهذيب. والتأديب يتضمن قولبة شخصية الطفل كلياً من طريق تشجيع السلوك الحسن وتقويم السلوك الرديء. أما المعاقبة فهي جزء من التأديب عابر ويشكل كابحاً لا بد من اللجوء إليه عندما تدعو الحاجة.


 


ينبغي للوالدين أن يسألوا أنفسهم دائماً: ما هو الهدف الأسمى الذي ننشده من تربية أولادنا؟


 


إن تجاوب الولد مع التأديب الوالدي أهم بكثير من الأسلوب المستعمل.


 


وفيما يلي بعض المبادئ الهادية قد ترى فيها فائدة:- استعمل المدح أكثر من اللوم، شجع ولا تكثر من التذمر، كن صارماً ومطواعاً في آن، راع الفروق الشخصية بين طفل وطفل آخر وابن أحكامك على هذا الأساس.، إذا دعتك الضرورة إلى إجراءات سلبية، فقم بها بحكمة، وليكن عندك تمييز بين التأديب والمعاقبة، لتكن قوانينك قليلة في عددها، لكن القوانين التي وضعتها حافظ على تطبيقها.


 


أحيانا قد يؤذي التأديب، جسدياً و نفسياً. ولكن الطفل الذي لا يؤدب ولده لئلا يؤذيه، يسيء إلى الطفل ولا ينصفه.


 


من الممكن حصر التأديب في ثلاثة: التنظيم، التقليد، الإيحاء.


 


والواقع ان التأديب والتهذيب يخطئان الهدف ما لم يتواجد في إطار من العاطفة والمرح والمشاعر الطيبة. وليست أساليب التأديب الفعلية على الإطلاق مهمة مثل ثبات الأبوين على مبادئهما واستعدادهما الدائم لمعاونة الأولاد.


 


 


 


ثم يتحدث الكاتب عن مبادئ دوبسون الخمسة للتأديب الجيد وهما بالتفصيل في كتاب "رب ولدك" وسنسردهم بإيجاز وهم:


 


1-  تنمية احترام الوالدين لأن العلاقة القائمة بين الطفل ووالديه توفر الأساس الذي تنبني عليه جميع العلاقات في المستقبل.


 


2- التنبه إلى أن لغة الكلام غالباً ما تتحسن بعد المعاقبة. فبعد الخضة النفسية التي يحدثها إنزال العقاب، تجتاح الولد غالباً رغبة في التعبير عن حبه بتقبيل والده أو والدته.


 


3- ممارسة السيطرة من دون تذمر أو زعيق.


 


4- ألا يغرق الأبوان الطفل في المادية المفرطة. فهو يرى أن الحرمان الوقتي يرفع التقدير والمادية المفرطة تقلل بهجة الحصول على الشيء.


 


5- وجوب تحاشي الأبوين في ممارسة السيطرة أو إبداء المحبة.


 


 


 


وفي فصله السابع يتحدث عن الحاجة إلى الله:


 


نجد في هذا الفصل بضعة مبادئ هامة معروضة بوضوح كأساس لما يتكرر في سائر أجزاء الكتاب المقدس:


 


1-     يعلم الكتاب المقدس –قبل كل شيء – أنه ينبغي للوالدين نفسهما أن يكون لهما الموقف السليم من الله.


 


2-     يضع الكتاب المقدس مسئولية التربية الدينية على الوالدين بالتحديد.


 


3-     يعلم الكتاب المقدس بوضوح أن تعليم الأبوين يجب أن يكون ثابتاً ومستمراً.


 


4-     يقول الكتاب "رب الولد في طريقه، فمتى شاخ أيضاً لا يحيد عنه".


 


 


 


ربي،


 


لا أطلب إليك أن تكلفني عملا رفيعاً من أعمالك،


 


لا أن تدعوني دعوة سامية أو تضع على عاتقي مهمة فائقة.


 


بل أعطيني يداً صغيرة أمسكها بيدي.


 


أعطني طفلاً غضاً يضيء لي السبيل على الدرب الموحش واللذيذ الذي يفضي إليك.


 


أعطني صوتاً صغيراً أصلي به.


 


أعطني عينين بارقتين أرى بهما وجهك


 


كاتب مجهول