كيركجارد، رائد الوجودية - الجزء الأول: حياته ومؤلفاته

كيركجارد، رائد الوجودية - الجزء الأول: حياته ومؤلفاته
  • اسم المؤلف إمام عبد الفتاح إمام
  • الناشر دار الثقافة للطباعة والنشر
  • التصنيف فلسفة و منطق وإجتماع
  • كود الاستعارة 15/ 16

" لقد تصورت أن مهمتي هي أن أخلق المشاكل والصعاب في كل مكان..." بهذه الكلمات لكيركجارد بدأ عبد الفتاح إمام كلامه عن ذاك الشخص الفريد في الفصل الأول من الكتاب، وأثار على أثرها سؤالاً هاماً: هل يمكن أن يُعَد كيركجارد فيلسوفاً؟ وأول منْ يجيب بالنفي عن هذا التساؤل هو كيركجارد نفسه فهو كان يرفض أن يكون فيلسوفاً أو أن توصف أفكاره بأنها فلسفة، كما كان يخشى أن يتناوله الآخرون بالدراسة الأكاديمية. وهنا عرض الكاتب رأي أحد الأساتذة "كوفمان" الذي أخذ يدرس ويحلل كيركجارد وقام بوضع أربعة اعتراضات عن كون كيركجارد فيلسوفاً:



  1. أن كيركجارد نفسه لم يكن فيلسوفاً ولم يرد أن يكون كذلك. فإن الفيلسوف عند كوفمان يدرك عن وعي دوره البناء للحياة، كما قال سقراط "بأن الحياة التي لا يتم فحصها غير جديرة بأن يحياها الإنسان" فهذه دعوة للإنسان أن يكون ناقداً لمجتمعه ولما فيه من عادات وتقاليد، في حين أن كيركجارد يقول "أن المهم أن أفهم مصيري أنا، أن أجد الفكرة التي أكرس لها محياي ومماتي، "أن الفلسفة لا يمكن أن تقدم لنا الإيمان ولا ينبغي لها أن تفعل ذلك.." وبهذا كان كيركجارد معارضاً للفلسفة على نحو عميق.

  2. الاتهام الثاني لكوفمان أن كيركجارد كفيلسوف أعاد الثقة إلى سلطة الكتاب المقدس، فهذا فكراً لاهوتياً أكثر منه فلسفياً.

  3. تلاعب كيركجارد ببعض الكلمات مثل "جدل، روح، ابدي، عدم، خطيئة، حرية..." دون أن يوضح معناها الفلسفي

  4. أن نوع الجدل الذي برع كيركجارد في استخدامه يمكن استخدامه في البرهنة على أي شيء دون التركيز الفلسفي على إثارة الشكوك والتساؤلات كما فعل سقراط من قبل.


قد لا يكون كيركجارد فيلسوفاً مثل أفلاطون أو أرسطو لكن هذا لا يمنعه من أن يكون فيلسوفاً من طراز بسكال ونيتشه الذين مزجوا فلسفتهم بإيمانهم تارة وبدمائهم تارة أخرى. وإن كان كوفمان يتعجب كوننا ندعى أن كيركجارد فيلسوفاً وهو نفسه لم يرد أن يكون هكذا فمن الممكن أن نجيبه او لعلنا نسأله: متى كان الباحثون يتقيدون بما يقوله الفلاسفة عن أنفسهم؟ ألم يرفض وليم جيمس تسميته فيلسوفاً.


برع كيركجارد في التهكم والسخرية، وقد عمل بجهد في رسالة الماجستير عن "مفهوم التهكم" (عن سقراط) أملاً في أن يفتح هذا الباب أمامه للتدريس في الجامعة لكن هذا لم يتحقق له، وصحيح أنه عمد خيبة الأمل هذه تعمداً دينياً ورأى أنها أشارة من الله توحي له بأن لا يسلك سلك التدريس الجامعي. ولكنه مع هذا لم ييأس بل أخذ يستمع لـ"شلنج" وقال تعقيباً على هذا "أنا سعيد سعادة لا توصف لسماعي محاضرات شلنج ..حتى إنني تنهدت طويلاً بما فيه الكفاية، وتنهدت الأفكار بداخلي، فهو حين نطق بكلمة "الواقع" ركض جنين الفكر بداخلي في فرح كما قفز الجنين من قبل في بطن أليصابات".


 


نجد في اتهام كوفمان لكيركجارد، كما يقول الكاتب، أنه أعاد الثقة بالكتاب المقدس اتهام به الكثير من المبالغة لسببين:



  1. أن التيار الفلسفي الحديث لم يكن قد تخلص تماماً من لاهوت العصور الوسطى" فهو لم يرفض سلطان الكتاب المقدس رفضاً تاماً، فديكارت قال" أن ما ينكشف لنا بواسطة الله يجب أن نؤمن به بوصفه أكثر الأشياء يقيناً... لابد أن نثق في السلطة الإلهية وحدها أكثر من ثقتنا في حكمنا الخاص"، وأيضاً نجد خواطر بسكال قد لا تخلو كل صفحة تقريباً بأية من أيات الكتاب المقدس.

  2. حين كان كيركجارد يلجأ للكتاب المقدس لم يكن يلجأ له كالوعاظ التقليدين، لكنه كان فيلسوفاً دينياً ينظر إلى هذه النصوص بمنظور وجودي يحتم على المرء أن يعيشها ويفهمها فهماً ذاتياً. فمثلاً كيركجارد ذهب إلى أن الخطية هي أقوى تعبير عن الوجود لأن شعورنا بها ليس إلا شعورنا العميق بوجودنا، لان الذات تؤكد نفسها في الخطية باعتبارها موجوداً مستقلاً عن الله. وحينما يستولى الشعور بالخطية على النفس الآثمة المنسحقة أمام الله، فإنها لابد أن تجد نفسها بإزاء الله وجهاً لوجه، فإن الخطية هي التي تقودنا إلى أعتاب الوجود الديني الصحيح. تحدث أيضاً ديفيد روبرتس عنه قائلاً "سوف يكون كيركجارد الشخصية المحورية في أي مناقشة وجودية بغير جدل، فلم يقتصر أثره على مجال اللاهوت وأنا أمتد إلى أولئك الكتاب الذين سوف نعرض لهم فيما بعد بوصفهم ممثلين للوجودية غير المسيحية (كالوجودية اليهودية، والوجودية الملحدة مثال سارتر) ففي خلال جيل واحد قفزت مؤلفات كيركجارد من ظلمات النسيان إلى مركز السيادة، فلم يكن أحد يعرف عنه الكثير حتى في أوربا نفسها"، واستكمل الكاتب هذا الفصل في شرح ومقارنة فلسفة كيركجاد بفلسفة الآخرين من الفلاسفة وخصوصاً هيجل، وتحدث عن مفارقة الإيمان الذي سيفرد لها جزءاًً وافراً في الجزء الثاني من هذه الدراسة.


 


ذلك الفرد:"لو سئلت عن العبارة التي أتمنى أن تكتب على قبري (هكذا يقول كيركجارد)، فلن أطلب إلا عبارة واحدة هي: ذلك الفرد..." ، "عزائي أن أحداً لن يستطيع بعد وفاتي أن يجد بين أوراقي تفسيراً واحداً لما كان يملأ حياتي كلها، لن يجد الكلمات التي تفسر له كل شيء.." ، ترى ماذا كانت مفاتيح هذه الشخصية أو إن صح التعبير ما هي سماتها البارزة وملامحها الرئيسة؟ سأعرض فيما يلي،كما يشرح الكاتب، بعض سمات هذه الشخصية النادرة الفريدة "شخصية كيركجارد" وما أثر على تكوين هذه الشخصية:



  • يقول براند أن العامل الحاسم والأساسي في شخصية كيركجارد أنما يكمنْ في قدرته على الجمع في مركب واحد بين "الاحترام والاحتقار" ، "الازدراء والتوقير"، بينما يُرجع هدفونج هذا العامل المُشكل لكيركجارد إلى الاكتئاب والمزاج السوداوي، وآخرون أرجعوا هذا العامل إلى الانفعالات الجياشة والعاطفة المتوهجة التي كان يحملها في صدره، ويرى روبرت هيس أنه التمزق النفسي أو الأنشطار الداخلي.

  • أخرون رأوا أن الصراع الذي كان بين روحه وجسده، بين طاقته الروحية الهائلة وبين جسده الشائه السقيم والذي كان يسميه كثيراً "الشوكة في الجسد" على حد تعبير القديس بولس الرسول، والتي يقول عنها هيرش "أنها الدونية التي تحولت إلى علو.... لأنها جعلته يقفز إلى أعلى".

  • يرى آخرون أن أحد العوامل التي لعبت دور في شخصية كيركجارد هي عزلته التي فرضها على نفسه وانعدام صلته بالواقع الحي الذي ظل طوال حياته يتطلع إليه، أنها أيضاً خبراته الضئيلة التي كان يجترها صباح مساء. ونجده يقول عن نفسه "أنا شجرة الصنوبر المتوحدة، مغلق على نفسي، أتطلع على السماء لا ألقي حولي ظلاً وليس سوى الخفاش هو وحده الذي يستطيع أن يبني عشه بين غصوني.." فقد كانت شخصية كيركجارد تشبه كثيراً شخصية "نيتشه" ضحلة التجارب وصلتها بالواقع الحسي هزيلة وخبراتها بالحياة سطحية غير أن هذا الافتقار إلى التجارب الحية يعوضه عند تجسيمه للمشكلات الفكرية وإضفاء الحياة عليها. فحياة كيركجارد رغم كونها فقيرة في الأحداث الخارجية إلا أنها تحوي ثروة من الأفكار لا نظير لها وهذه الثروة الفكرية جاءت عن طريق إثراء الفكر وبعث الحياة فيه لا عن طريق امتلاء الحياة.

  • عامل أخر هام لعب دوراً في تكوين شخصية كيركجارد: وهو أسرته، أو "الأسرة اللغز" كما أطلق عليها.


ونستطيع أن نقول أن شخصية كيركجارد هي مزيج فريد من كل هذه العوامل السابقة، فهي تجسيد للمفارقة، فإن وجوده العيني الفعلي أنما هو نسيج من عوامل كثيرة متناقضة ومتنافرة تفاعلت معاً وانصهرت في "ذلك الفرد" ، فرغم المزاج السوداوي الذي كان له فقد كان مرحاً يحاول أن يُضحك الآخرين بتهكمه ومزاحه. فقد عاش وحيداً ومات وحيداً وقضى حياته القصيرة في عزلة رهيبة لا يصاحبه فيها سوى ذاته. وقد كان اسمه أيضاً قاتماً كروحه فكلمة "كركجور" تعني حرفياً "المقبرة"، فقد استسلم كيركجارد إلى كل هذه العوامل التي لعبت دوراً في تشكيله وقد حول هذه الفكر "فكرة الاستسلام والإذعان" فيما بعد إلى "استسلام وإذعان الإيمان". وقد أراد كيركجارد أن تكون فلسفته تعبيراً عن وجوده الخاص الذي هو نسيج من التناقضات وأن يستخرج من أعماقه ما يشعر به من ألم وتوتر وعذاب ومعاناة ليكوِّن نظرية عن الإنسان بصفة عامة وليس عن نفسه فقط.


ما المقصود بالشوكة في الجسد عند كيركجارد؟ هي أشارة في أغلب الظن إلى تكوينه الفسيولوجي والذي سبب له أنواعاً لا حصر من الصراع النفسي الحاد والآلام النفسية الشديدة، فقد كان هناك تنافراً بين روحه وجسده وهذا التناقض والتنافر أضفى عليه مزيداً من الاكتئاب والذي دفعه إلى مزيد من العزلة والبعد عن الحياة الاجتماعية. فلا شك أن مزاجه السوداوي وحبه للعزلة كان يرجع إلى صحته السقيمة وتكوينه الجسدي الشائه فقد كان غير جميل المنظر، قميء القامة، ذا صوت نشاز كأنه نعيب غراب، أحدى ساقيه أطول من الأخرى محروماً من محاسن الجسد، هناك تقوس في عموده الفقري نتيجة سقوطه من أعلى شجرة عندما كان صغيراً (وهذا التقوس كان يسبب له متاعب بين الحين والأخر فقد كان يسقط خائراً على الأرض دون أن يستطيع النهوض بسهولة ولقد كان يكره كراهية شديدة أن يراه أحداً في هذا المنظر وإذا حدث هذا ورآه شخصاً ما كان يتألم بشدة ويسارع أن ينهي الموقف بدعابة خارجية ولكن في اعتصار ألم داخلي)، ولهذا فقد شعر أن باب السعادة قد أُغلق من دونه، ولكن رغم هذا كان هناك جانباً أخراً بداخله وهو جانب الروح، فقد كان صعب المراس، ساخر المزاج، حاد الذكاء، لآذع التهكم، ذا خيال عجيب وعبقرية ساحرة. فقد كان مُطوباً ومُتجنباً في آن واحد، محبوباً مكروهاً في ذات الوقت.


 


الاتصال غير المباشر مع الواقع ونرى هنا التأثير البالغ لبعض العوامل :



  • "النزهات الخيالية" فقد كان والده يمنعه من الخروج من المنزل ليلعب مع الأطفال في مثل سنه، فعندما كان يريد الخروج خارج المنزل كان والده يقوده في رحلة خيالية بالغة الغرابة وهما يجولان ويدوران في ارض الغرفة ويصف له بدقة ما يريد الطفل أن يراه ويزوره من أماكن فما كان من خيال كيركجارد الطفل أن يشتعل بهذه النزهات الخيالية الخالية من الحياة المتجسدة لكنها مليئة بالحياة التخيلية والصور الذهنية.

  • "الإصغاء العميق" عندما كبر قليلاً كان والده يسمح له بالجلوس في حلقات المناقشة بأنتباه شديد وتركيز تام لما يدور بين والده وأصدقاء والده من نقاش حول القضايا الفلسفية واللاهوتية وهذا زاد خياله اشتعالاً والتهب حماساً لعالم الخيال وزج به أكثر فأكثر للهروب من الواقع. وفي المراحل العمرية الأكبر تنمو موهبة الاستماع هذه لديه وتشعله مناقشات اخوه بطرس كريستيان حول اللاهوت. وهكذا أخذت تنمو لدى كيركجارد موهبة وملكة الخيال خلال مراحله العمرية المختلفة – طفلاً ثم صبياً ثم شاباً ثم ناضجاً – أن يخلق بخياله عالماً من لا شيء. فلن يكون غريباً أن يحيط نفسه بمجموعة من الشخصيات التي اخترعها بخياله الخصب وكساها لحماً ودماً فأصبحت تؤلف كتباً وتعرض آراءً وتعبر عن مواقف مختلفة، بطرق وبأساليب كتابية تختلف باختلاف ذلك النمط الذي تنكر فيه كيركجارد وهو يتقمصها.


نشأة حمقاء: تعرض الكاتب في هذا الجزء لحياة كركجارد وما أثر عليه بأكثر تفصيلاً من خلال أسرته "الأسرة اللغز" كما سماها كيركجارد، وبالطبع لن نتطرق لسرد هذه القصة الغريبة جداً، الفريدة جداً، المؤلمة جداً لطفل نشأ مع أب يحمل في أعماق فكره أنه ملعون من الله وأخذ يفسر كل شيء في حياته من مطلق تنفيذ هذه اللعنة المنتظرة من العناية السماوية، فيصب كآبته ومرضه على هذا الطفل كيركجارد، حتى اختمر في ذهنه أن الطريق الوحيد للمصالحة مع الله أن هو أن يترك هذا الطفل "كيركجارد" مُحرراً لله وأن يضحي به كما ضحى إبراهيم بابنه أسحق من قبل. وأنه عليه أن يربي الطفل بطريقة خاصة تمنعه من أن يهرب من مصيره المحتوم. وبهذا نرى خاصيتين أساسيتين تعبران عن حياة الطفل الصغير في مرحلة الطفولة: الخاصية الأولى: الانفصال عن الواقع والخوف من أي احتكاك بالواقع لأن هذا يعني مزيد من التوتر والصراع، الخاصية الثانية: هي الارتداد المستمر على الذات والبعد عن دنيا الناس بحيث لا يكون له من العالم سوى ذاته بما فيها من مشاعر وأفكار وعواطف. وهنا نرى العوامل التي لعبت دوراً هاماً في تلخيص فكره، فهذه الخبرة التي تبلورت في بداية خبرته الحياتية جعلها المبدأ الحقيقي لكل فلسفته "فالإنسان ينبغي عليه أن يعرف نفسه قبل أن يعرف أي شيء أخر، وبعد أن يفهم الإنسان نفسه من الناحية الداخلية وأن يتبين طريقه على هذا النحو، هنا وهنا فقط سوف تنعم الحياة بالسلام والمعنى.."


 


الصورة القاتمة للمسيحية: لعب الأب دوراً لا يمكن إنكاره في بث هذه الصورة عن المسيحية في داخل هذا الطفل الصغير. فالمسيحية التي عرفها هي المسيحية الكئيبة المظلمة التي تركز باستمرار على العذاب والمعاناة فقد حلت صورة المسيح وهو على الصليب مركز أفكاره في فترة مبكرة جداً من حياته. وهنا نجد جذور فكرتين سوف يتسم بهما موقف كيركجارد تجاه المسيحية: الأولى: كان يشعر انه مخصص للعذاب في هذا العالم وانه ضحية. الثانية: شعوره بالعثرة تجاه المسيحية ومن ثم أحياناً بالثورة والتمرد ضد الله لأنه خلق العالم على نحو ما هو عليه وفرض على الناس مثل هذه المطالب ولكنه كان يشعر أن المسيحية صادقة صدقاً مطلقاً رغم شعوره بقسوتها. ورغم وراثته للسوداوية من والده إلا انه ورث صفة المرح من أمه، وهذا يفسر الصفتين التي سبق وتحدث الكاتب عنهما "الجانب الداخلي المكتئب من الأب، والجانب الخارجي المرح من الأم"


 


روجينا أولسون (وهي خطيبته التي تركها، رغم حبه الشديد لها، إيماناً منه بأن الله يطلب منه ذلك): سنكتفي بكلماته هذه عنها "الشيء الوحيد الذي يعزيني إنني استطيع أن ارقد لأموت واعترف ساعة وفاتي بذلك الحب الذي لم استطيع أن اعترف به طوال حياتي، وهو الذي جعلني سعيداً وشقياً بدرجة واحدة"


 


الصراع حتى الموت: في هذا الفضل يتناول الكاتب صراع كيركجارد الدامي مع صحيفة القرصان، ومع ما نُشر عنه وعن هيئته ومع سفاهة ما كُتِب عنه، وأختيار كركجارد أن لا يرد عليهم لأنه وجد في هذا إقلالاً من شأنه ونزولاً لهذا المستوى المتدني، فهل سيرد على هؤلاء السفهاء، السوقة، الدهماء.


وفي صراعه مع الكنيسة: لقد أنشغل كيركجارد بقضية "آدلر"  ذلك الفرد الذي كان له توجهاً دينياً وأيماناً بأن الله قد دعاه لشيء ما ولكنه سرعان ما تنصل منه عندما شُنت عليه حملة تفنيد وتشكيك فيما يؤمن به، ومن هنا أهتم كيركجاد بهذا الفكر وأراد أن يؤكد حقيقة "أن الفرد المستثنى ينبغي عليه إلا يخضع للنظام القائم، بل على العكس، عليه أن يقطع علاقته بهذا النظام مادامت له رسالة سيقوم بها، فإذا كان هذا الفرد مُصلحِاً حقيقياً فأن عليه أن يتوقع باستمرار أن يُسلط السيف على رقبته وأن يتهدده الخطر بصفة مستمرة. فآدلر لو كان تجربته مع المسيح حقيقة ما كان تراجع عنها"، وبعد هذا توالت الحروب بينه وبين الكنيسة، وخصوصاً بعد أن وصل كيركجارد لتصور واضح لمهمته وهي المطالبة بتحقيق الشرط الأساسي للمسيحية وهو أن تكون حياة الواعظ مطابقة لوعظه. وشيئاًً فشيئاًً بدأ يوجه تهمه الواضحة للمعاصرين من رجال الدين متهماً إياهم بتزييف المسيحية، وأن المسيحية اليوم لم تعد موجودة في هذا العالم المسيحي. وشعر أنه لا أحد يستطيع القيام بهذه المهمة إلا هو وحده وأن حياته الماضية كلها لم تكن سوى أعداداً وتمهيداً لهذه المهمة، واقتبس كلماته "أنا على أتم الاستعداد  للقيام بهذه المهمة الآن، ولقد ندمت ندماً أبدياً على أنني لم أقم بها من قبل، وسوف اندم ندماً أبدياً أيضاً لو تركت نفسي تهاب أو تجفل؛ أن الدولة بتعينها للقساوسة قد جعلت المسيحية مستحيلة" "تخلصوا من المسيحية الرسمية، وافتحوا الباب ليدخل الاضطهاد، تلك اللحظة التي ستعود فيها المسيحية إلى الوجود"


 


وفاته: وهنا سنختار فقط كلماته شديدة التأثير التالية: ".. نعم سلامي إلى البشر جميعاً لقد أحببتهم وحرصت عليهم كثيراً، قل لهم أن حياتي كانت عذاباً هائلاً لم يعرفه ولم يفهمه الآخرون، ربما بدت كبرياء وغروراً لكنها لم تكن قط شيئاً من ذلك. أنا لست أفضل من الآخرين.... كانت عندي شوكة في الجسد ولهذا لم أستطع أن أتزوج وأن أدخل في العلاقات العادية المألوفة. ولهذا استنتجت أن مهمتي غير عادية. ولقد حاولت أن أقوم بهذه المهمة قدر أستطاعاتي".


فالعبقرية إذن تحتاج إلى نار مستعرة توقدها وتلهبها وتقدح قدراتها، لهذا انصرف كيركجارد عن الزواج ليتفرغ إلى ما هو أهم وأبقى في مجال الفكر ومجال الروح، وهو هنا الصراع مع مجتمعه وما فيه من زيف وفساد أدى إلى "تزييف" الذات البشرية وطمس معالمها الشخصية، فلم يعد هناك شيء أسمه "الفرد" المتميز، وإنما هناك الشخصية المهلهلة غير المستقرة التي يسهل ان تسير مع القطيع فيتحكم فيها الطغاة الذين هم "الجماهير" مرة و"الكنيسة"مرة أخرى.


 


كيركجارد بين الدين والفلسفة والسياسة: "يقوم الفساد الأساسي في عصرنا، كما يقول الكاتب، على إلغاء الشخصية، فلا أحد يجرؤ أن تكون له شخصية بسبب الخوف الجبان من الناس، ومن هنا فإن كل فرد تتقلص "ذاته" وتنكمش أناه في مواجهة الآخرين..، والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الفصل : هل كان كيركجارد مًصلحاً دينياً من طراز "مارتن لوثر " و "جون كالفن" وغيرهم من الرجال الذين أرادوا أن يعيدوا إلى المسيحية بساطتها الأولى وأن يطهروها مما علق بها من شوائب؟!


لم يكن كركجارد مصلحاً دينياً، فقد هاله ما وصلت له الكنيسة في عصره، وأراد أن يعمل على إصلاحها وأن يعود بالدين إلى نقاءه الأول، على العكس فقد كان كيركجارد مُفكراً ذاتياً من طراز نيتشه، وفيلسوفاً دينياً من طراز باسكال. وعن طريق التفكير في وجوده الخاص الذاتي وصل لمجموعة من الأفكار الفلسفية الخاصة التي تدور حول بناء الفرد وماهيته الحقيقية. فقد أتخذ كيركجارد اتجاهاً مضاداً لهذا التيار الهيجلي، نسبة إلى هيحل الذي قضى على الفرد وعلى شخصيته البشرية، وعمل على محو الفروق الكيفية الأساسية بين الناس وهذا بدوره جعل الفرد مجرد رقم وسط الجماعة. وهذا أنعكس على الكنيسة وعلى إلغاءها لخصوصية الذات وعلاقاتها الحية بالله بما فعلته الكنيسة من جعل الفرد فقط يقوم بتأدية الطقوس الدينية مع جموع المصلين، ويفعل ما يفعله "القطيع " ويخفي ذاته وشخصيته. فنجد كيركجارد يقول "ونفس الشيء يحدث بالضبط في مجال الدين، إذ نرى القساوسة يستغلون "الكنيسة" في مساعدة الفرد للاختباء وسط القطيع، فما يرغب فيه الناس هو أن يعثروا على تجريد يحميهم بحيث لا يستطيع المرء أن يقول "أنا" هذه الكلمة الخطيرة هذه الأيام" وهكذا تكاتفت وتضافرت جهود الكنيسة مع رجال السياسة مع المفكرين على القضاء على الشخصية البشرية ومحو الفروق الفردية الكيفية بين الناس وإعلاء ما يسمى بالشعب أو الجموع"، فقد كان كيركجارد يهدف إلى إنقاذ الشخصية البشرية من الضياع وإلى أن تسترد ذاتها وأن تستعيد خصوصيتها التي فقدت وسط الجماهير، فقد كان كيركجارد يحرص على أن يستعيد الفرد شخصيته المتكاملة وأن يكون الفكر نابعاً من الشخصية ذاتها ومن خبرة الفرد الشخصية وأن لا يعيش إلا أفكاره هو. وقد وجد كيركجارد أن هذا التباعد بين العقائد والسلوك ملمحاً أساسياً لمرتادي الكنيسة وأطلق على هذه الصفة أو الظاهرة "انفصاماً في الشخصية" فما يُنادي به في الكنائس من طقوس وعقائد في وادٍ وما يحياه الفرد في الحياة الشخصية في وادٍ أخر. فما كان يحاربه كيركجارد هو "انفصام الشخصية" الذي يعني أن تنقسم الشخصية البشرية على نفسها فتتحول إلى شخصيتين مستقلتين داخل الشخصية الواحدة وهنا جاءت العبارة الشهيرة "كنْ ذاتك"، فما حاربه كيركجارد هو ذلك التدين المزيف للكنيسة حيث يقول: "كل منْ أراد أن يعلم المسيحية ممنوع عليه أن يذهب إلى الموضوعية أو أن يخفي شخصيته، فكل ما يقوله وكل ما يعلمه، لابد أن يؤكد شفافية الشخصية الخالصة أعني أن تكون حياته هي تعليمه" " التهمة التي أوجهها على الكنيسة القائمة هي ان كل شيء يقوم على الكذب، عبادة الله ليست سوى سخرية من الله والمشاركة فيها جريمة..." ، ولهذا فقد كان المطلب الأساسي لكيركجارد هو "الصدق"، ذلك الصدق الذي يوحد ويلغي الفصام بين الفكر والحياة "القاعدة العامة في كل اتصال ديني هو أن يكون صادقاً ولماذا؟ لأن المطلب الديني يستهدف الفعل" أي تتحول الأفكار إلى سلوك وفعل.


يؤكد الكاتب عبد الفتاح أمام أن ما كان يطلبه كيركجارد من "صدق" لم يكن فقط في الاتجاه الديني الكنسي، فما يطلبه كان "الصدق والأمانة، والتكامل بين الفكر والعمل" في كل المجالات السياسية والاجتماعية. فهذا مطلب لكل زمان ولكل مكان. وما يثير الإعجاب حقاً هو كلمة الحق التي قالها الكاتب عن مجتمعنا العربي وما به من مرض "فهذا الصدع في الشخصية بارز في مجتمعنا العربي بصورة أوضح مما كان في عصر كيركجارد، فهذا الفصام الذي يتحدث عنه موجود عندنا من الرأس حتى القدم"


 


الحقيقة هي الذاتية: "أن ما ينقصني في الحقيقة أن أرى نفسي بوضوح وان اعرف ما يجب على أن اعمله لا ما ينبغي على أن اعرفه إلا بمقدار ما تسبق المعرفة العمل. أن المهم أن افهم مهمتي في الحياة"


أن المعرفة ليس قيمة بدون عمل، المهم أن تتحول الحقيقة إلى ذاتية، أن تمتزج الحقيقة مع الذات وتصبح شيئاً واحداً، وهنا نجد نوعين من الحقيقة لدى كيركجارد: الأولىالحقيقة الموضوعية: تلك الحقيقة العارية "التي تقف أمامي باردة"، حقيقة خارجية لا تهتم بالشخص الذي يعرفها. وقد كان كيركجارد أول من بدأ الاحتجاج على الحقيقة الموضوعية، ثم سار الفلاسفة الوجوديين على هذا الدرب. فهذا الفكر المجرد الذي تميز به الفكر والفلسفة الهيجيلية عمل على إلغاء الشخصية وإزاحة الفردية، وهكذا نقضي على الحرية التي هي صميم الوجود البشري. والثانية: الحقيقة الشخصية: الحقيقة التي تصبح جزء مني وتكون "علاقة" بين الذات والموضوع (موضوع الحقيقة). أي ان يكون لها بعداً شخصياً. هنا نجد خطورة الفكر الموضوعي والحقيقة الموضوعية المجردة على المسيحية "فالقبول الموضوعي للمسيحية يعني تحويلها إلى ديانة وثنية وتفريغها من الفكر". في مواجهة هذه الدعوى الموضوعية يسعى كيركجارد لإيجاد رؤية جديدة للإنسان، أخذاً منهجاً وفكراً جديداً يسعى للوصول إلى الحقيقة، فالوصول إلى الحقيقة يحتاج إلى "شخصية"، و"ذات" فإن كانت العلاقة مع الله تتطلب الحقيقية فلهذا لابد أن تؤسس هذه العلاقة مع الله على الشخصية الحقيقية "أي على الذات المتفردة". ولهذا فلا يصلح معها تلك النزعة الموضوعية التي لا تبني على الداخل، بل تبنى على علاقة خارجية بالطقوس


 


نظرية كيركجارد في اليأس: هناك ثلاث صور لليأس في نظر كيركجارد: الصورة الأولى: أدنى صور اليأس: هي تلك التي لا يشعر فيها المرء بأنه ذات أي أنه موجود روحي وليس فقط موجود مادي. الصورة الثانية: هي الصورة التي يعرف المرء فيها أنه ذات، لكنه لا يريد أن يكون ذاته فالذات تهرب من نفسها وتهرب من الذات التي تعرفها، أنها ترغب في أن تهجر بشريتها وهذا هو "يأس الضعف " ولهذا فهذه الذات نجدها تلجأ على "الانطواء" و"التقوقع" على نفسها. الصورة الثالثة:هي مستوى أعلى من اليأس "يأس التحدي"، وهي المرحلة التي فيها تريد الذات أن تؤكد نفسها بوصفها ذاتاً بشرية لكنها تريد ذلك دون أن تعترف بارتباطها واعتمادها المطلق على الله وهذا هو يأس التحدي، وهذا النوع من اليأس هو يأس كيركجارد نفسه وأمثاله من العباقرة، في هذا اللون من اليأس تريد الذات أن توجد وأن تحقق نفسها، وهذه الذات هي ما يريدها المرء أن تكون.


 


التفرد والإيمان: هنا يرى كيركجارد أن هذا الشخص الذي اكتشف تفرده وأنه ذاتاً مستقلة ولا تخضع للحشد، أن هذا الفرد هو وحده منْ يستطيع أن يدخل محراب الإيمان، ألم يقل المسيح "ادخلوا من الباب الضيق"؟ وكما قال سقراط "إن باب الرزيلة واسع يدخله الناس جماعات أما باب الفضيلة فضيق لا يدخله إلا الشخص الأوحد"، هذا الشخص الأوحد في منظور كيركجارد هو الذي يستطيع الدخول إلى مضايق الإيمان فينفتح الطريق أمامه ثم ينغلق عليه، وهذا الطريق لا يعبره في المرة الواحدة إلا شخص واحد، ولا يستطيع المرء المرور إلا بشرط أساسي هو ألا يكون له دليل يدله أو رفيق يهديه "فارس الإيمان لا يستطيع أن يساعد أي فارس آخر، الفرد المتطور من الناحية الروحية يحمل معه في قبره سر تطوره وهنا لا يوجد مجتمع ولا يوجد تآلف اجتماعي"


 


نقد لفلسفة كيركجارد:


1.  أخطأ كيركجارد في فهمه "للمساواة" ومن ثم كراهيته للديمقراطية، فإن المساواة التي تنادي بها الديمقراطية هي مساواة الجميع أمام القانون فهي لا تلغي التفرد ولا تقوم بتسطيح الآخرين جميعاً على سطحية أو سطح واجد متجاهلة في هذا أي تفرد أو تميز أو تفوق أو مواهب أو إمكانيات، وأن هذا الحسد والكراهية والمقت يخلقها ذلك الاستعلاء المتغطرس الذي يظن أنه من طينة مختلفة عن طينة البشر.


2.  هل الفرد يستطيع أن ينمو بمفرده في عزلة دون هذا الاحتكاك بالمجتمع والأفراد؟! هل من الممكن تجاهل كل هذا الانجاز الاجتماعي الذي أنجزته البشرية في طرق التواصل الاجتماعي بدافع أن هذا قد يفسد فردية الفرد وتميزه؟!


3.  قد كان مذهبه محافظاً يخشى الجديد، لا لأن الجديد باستمرار أسوأ من القديم وإنما لأنه يحتاج إلى التكيف والتوافق مع أساليب جديدة في الممارسة وذلك باستمرار مضيعة للوقت وللجهد الذهني. وأن الشيء الوحيد المهم هو الإنسان وموقفه تجاه الفكر. فيكف يكون ثائراً دون أن يسعى للتجديد؟ أليست الثورة تحمل في طياتها بحثاً عن التجديد والتغيير؟


 


المؤلفات والمنهج: كان كيركجارد غزير المؤلفات، فقد جُمِعَت مؤلفاته في أربعة عشر مجلداً فضلاً عن ما يقرب من ثمانية عشر مجلداً لليوميات، وقد اتسمت كتاباته بنوعي من الأتصال، الأتصال المباشر، والأتصال غير المباشر. ومن الممكن تقسيم مؤلفاته إلى ثلاثة أقسام:


القسم الأول: يشمل مجموعة المؤلفات المستعارة، والتي اطلق عليها كيركجارد نفسه "المؤلفات الجمالية" وهي تحوي على "أما – أو " في مجلدين، "الخوف والقشعريرة (الرعدة)" و "التكرار" و "مراحل على طريق الحياة"، و"مفهوم القلق". وهذه المؤلفات تتميز بخاصيتين أنها كُتِبت بلغة رومانتيكية شاعرية، والثانية أنها كُتِبت بأسماء مستعارة. القسم الثاني: وهي تضم المؤلفات الفلسفية، وفيها يتحدث كيركجارد بلغة الفيلسوف وليس الشاعر، وهذه المجموعة تحمل اسماً مستعاراً واسم كيركجارد كالمسئول عن النشر. منها "الشذرات الفلسفية" ، و"حاشية ختامية". القسم الثالث: يضم مجموعة المؤلفات الدينية – كتب و مقالات و نشرات- وهي تتميز أنها تحمل اسم كيركجارد شخصياً كمؤلف وأيضاً أنه يتحدث فيها بلغة الوعظ، مثل "أحاديث تهذيبية"، هذا التقسيم لا يعبر عن تطور كيركجارد في الكتابة، فقد كان في الوقت الذي يكتب فيه شيئاً جمالياً شاعرياً يكتب شيئاً وعظياً أو فلسفياً (بالطبع جاءت أوقات غلب عليها نوعاً ما من الكتابة، كما حدث في بداية حياته غلب عليه الجانب الجمالي ، وفي آخر حياته غلب عليها الجانب الوعظي الديني). أيضاً هذا التقسيم لا يعبر عن أن الكتابات الجمالية شملت فقط موضوع العاطفة والحب، ولكنها تطرقت إلى موضوعات أخرى كما حدث مثلاً في "خوف ورعدة" أنه نعم تحدث عن حبه لروجينا ولكنه في نفس الكتاب تحدث عن التعليق الغائي، والاستسلام والإذعان، والإيمان.


 


منهج الاتصال المباشر وغير المباشر لكيركجارد: في الغالبية العظمى من مؤلفاته كان يتبع منهج الاتصال غير المباشر، هذا المنهج الذي كان يختار فيه أسماءً مستعارة لكتاب كتبه، وأيضاً تلك المؤلفات عبرت تعبيراً شديداً عن مراحل حياته المختلفة وما أثر في تكوين شخصيته وأسلوبه وفكره. ويقول كيركجارد نفسه أن الاتصال غير المباشر "هو من خاصيتي الطبيعية نتيجة لما مررت به في الحياة"، ويرى المحللون لفلسفة كيركجارد أن المؤلفات التي أتبع فيها منهج الاتصال غير المباشر هي من أقوى الكتب والأكثر أهمية لأن أسلوبه فيها تميز بالعمق. وهذا عكس منهج الاتصال المباشر الذي أتبعه في السنوات الأخيرة من حياته وهو ذلك الوقت الذي أقترب فيه من الاتجاه الديني (حيث قال أنه يقف في بيته) واخذ يعلن لمعاصريه اتجاه الشخصي وموقفه المسيحي، وهنا عبر عن أفكاره الشخصية بصورة مباشرة دون اللجوء لمنهج الاتصال غير المباشر أو استخدام الأسماء المستعارة.


 


ومن مؤلفاته: "من أوراق مازال حياً" ، "مفهوم التهكم"، "أما – أو"، "حديثان تهذيبيان"، "التكرار"، "الخوف والقشعريرة (الرعدة)"، "ثلاث أحاديث تهذيبية"، "الشذرات الفلسفية"، "مفهوم القلق"، "مراحل على الطريق"، "حاشية ختامية"، "أعمال المحبة"، "المرض حتى الموت"، "أزمة في حياة ممثلة"، مقالات صحيفة الوطن، اللحظة (عشرة اعداد).


نبذة مختصرة عن الكتاب:


 


 


إمام عبد الفتاح إمام من أعظم الشخصيات العربية التي نفتخر بها، والتي تعرضت خلال هذا القرن لأهم شخصيات وكتابات أهم رواد الفلسفة والفكر، أمثال كيركجارد الفيلسوف واللاهوتي الفذ الذي أجرؤ بالقول أننا ما كنا نستطيع فهمه دون أن يقدمه لنا شخص مثل إمام عبد الفتاح إمام. فقد أثرى إمام، هذا العقل النابغ المكتبة العربية بترجماته ومؤلفاته الثمينة الغنية بالعلم والفهم والدراسة والتحليل هذا المزيج النادر في أيامنا هذه، فقد أنطبعت أمانته وإخلاصه وجديته على كل عمل أمتدت إليه يده سواء بالترجمة أو بالكتابة.