مجال الحقيقة

أوزوالد تشيمبرز ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢

"بصبركم اقتنوا أنفسكم" (لو19:21)

عندما يُولد الإنسان من جديد، لا يكون له نفس النشاط السابق ولا الفكر المعتاد. علينا أن نفصح عن الحياة الأبدية التي فينا، أن نعبّر عن فكر المسيح . "بصبركم اقتنوا أنفسكم". كثير منا يفضل التوقف عند عتبة الحياة المسيحية بدلاً من التقدم لبناء النفس بحسب الحياة الجديدة التي وضعها الله فينا. والفشل في تحقيق ذلك يرجع إلى جهلنا بالوضع الجديد الذي صرنا إليه، فنحن نعتبر بعض الأمور كأنها ناتجة من العدو بدلاً من أن نعتبرها ناتجة من طبائعنا الخاصة غير المدربة. فكر فيما يمكن أن نكونه عندما نستيقظ وندرك الحياة الجديدة التي فينا.
هناك أمور معينة يجب ألا نصلي من أجلها، كالطباع على سبيل المثال. فالطباع لا تمضي أبداً بالصلاة، ولكنها تمضي بركلها بأقدامنا؟ الطبع يتمركز غالباً في الحالة العضوية وليس في الحالة الأخلاقية. والأمر يتطلب مجهوداً مستمراً حتى لا تنصاع للطباع النابعة من الحالة العضوية، ولا تستسلم أو تخضع لها أبداً ولو لثانية واحدة. علينا إذاً أن نأخذ أنفسنا بقفا العنق ونهزها بشدة، وحينئذ سنجد أنه بإمكاننا أن نعمل الشيء نفسه الذي قلنا سابقاً إنه لا يمكننا أن نعمله؟ إن سبب البلاء عند معظمنا هو أننا لا نرغب. فالحياة المسيحية هي حياة تتجسم فيها الشجاعة الروحية.

من كتاب :أقصى ما عندي لمجد العلي
للمؤلف : أوزوالد تشيمبرز
قراءات يومية – 20 مايو

"هكذا أركضوا أنتم حتى تفوزوا! وكل متبار يفرض على نفسه تدريباً صارماً في شتى المجالات. فهؤلاء المتبارين يفعلون ذلك ليفوزوا بإكليل فانٍ، وأما نحن فلنفوز بإكليل غير فانٍ. إذن أنا أركض هكذا، … أسدد اللكمات إلى جسدي وأسوقه أسيراً ، مخافة أن يتبين أني غير مؤهل للمجازاة."

(1كو9: 24-27 كتاب الحياة)

"والمؤمن مع أنه أصبح خليقة جديدة في المسيح بفضل موته مع المسيح وقيامته معه، وصار شريكاً للطبيعة الإلهية بفضل ميلاده الثاني واتحاده بالمسيح المقام، فإنه لا يزال مثقلاً بجسد الخطية والموت، ولا يزال يقاسي في نفسه صراعاً مستمراً بسبب الجسد الذي يشتهي ضد الروح. ومن النافع للمؤمن لأجل تمتعه بالسلام وقدرته على السلوك بالروح أن يدرك جيداً أن إنسانه الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق لم يستأصل الجسد الفاسد الذي هو مولود به بالطبيعة بل لا يزال لسان حاله "فإني أعلم أنه ليس ساكناً فيّ أي في جسدي شئ صالح" (رو7: 18)
(ناشد حنا – من كتاب "الشكينة")