التوافق النفسي (تحليل المعاملات الإنسانية)

التوافق النفسي (تحليل المعاملات الإنسانية)
  • اسم المؤلف توماس أ. هاريس
  • الناشر الهيئة المصرية العامة للكتاب
  • التصنيف مشورة وعلم نفس
  • كود الاستعارة 36/2

نبذة مختصرة عن الكتاب:   

يشرح هذا الكتاب نظرية أريك بيرن "تحليل المعاملات Transactional analysis"، والتي وضعها في منتصف القرن الماضي وذاع صيتها بشدة في الستينيات وأوائل السبعينيات ثم بدأ يخف سريعاً نتيجة بعض الثغرات الفكرية بها والتي أهمها التعميم و"التبسيط المخل" في شرح مشاكل البشر. فيركز هذا الكتاب، وفقاً لهذه النظرية، على أهداف معينة وهى:
1- أن يعيش الإنسان التوافق مع نفسه والآخرين باستخدام تحليل المعاملات.
2- علاج الانحرافات النفسية في الأدوار المختلفة للشخص (والد-  طفل- راشد).
3- تحرير الراشد، والذي ليس الهدف منه ذلك إلغاء الراشد أو الوالد أو الطفل بل تطويرهم.
4- يهدف أيضاً الي كيفية اختيار ايجابيات كل من الوالد والراشد والطفل.
5- وصول الشخص الى موقف "أنا على ما يرام، وانتم (الآخرين) على ما يرام" فهذا هو النضج، بحسب هذه النظرية.


ويدور الكتاب حول هذة الفكرة في 13 فصل نوجزهم كما يلي.

الفصل الأول:
ناقش هذا الفصل قضية لماذا لا يتغير الإنسان رغم كل ما تقدم لهم من معرفة وقام الكاتب بنقل بحث لبنفيلد الذي قد قام بتجربة بأستثارة نقطة من قشرة المخ بأستخدام القطب الكهربي، فتوصل الي أنه يمكن استثارة ذكرى واحدة فقط وهذه الذكرى (موقف حدث في الماضي) دائماً يكون مقترناً بالمشاعر. ولقد أهتم توماس هاريس أيضاً بالبحث في ماضي الشخص لذا اهتم بدراسة المعاملات.

الفصل الثاني:
كل شخص يستطيع أن يعيش في حياته ثلاث أدوار (والد – راشد – طفل)
1- الوالد: (تسجيل للأحداث والتعاملات الخارجية) وهوتسجيل داخل  الشخص لما تلقنه من والديه في طفولته من قواعد ونواهي وتصرفات وفيه يستقبل الأمور الإيجابية والسلبية.
2- الطفل: هو تسجيل للأحداث الداخلية، أي إلى استجابات الشخص الصغير (مشاعره) لما يرى ويسمع. ويتكون الطفل من المولد حتى 5 سنوات، وفيه يتكون المفهوم الشعوري.
3- الراشد: وهو القدرة على اختيار الاستجابات، ويظهر الراشد بداية رغبته في الاكتشاف وجمع المعلومات ويبدأ من سن (10شهور – 5 سنين)، ويكون لدية القدرة على البحث والابتكار وتعليل الأسباب والتقييم وإعطاء النتائج المضبوطة والقدرة على اتخاذ القرار.

الفصل الثالث: مواقف الحياة الأربعة
أي شخص منا لأبد وأن يكون له مشاعر مرتبطة بإحدى المواقف الآتية، وأي منا يمكن أن تتكون لديه أحدى هذه المواقف:
1- أنا لست على ما يرام وأنت/أنتم على ما يرام: وهذا الموقف ينتج مباشرة بعد ولادة الشخص، فهو طفل صغير لا حول ولا قوة له فهو يشعر بأنه (ليس علي ما يرام) ولكن بسبب حب وحنان وتدليل الآخرين يشعر بأنهم (هم على ما يرام).
2- أنا لست على ما يرام وأنت/انتم لستم على ما يرام: فهم ليسوا على ما يرام حيث تقل المداعبة والتدليل ولكن لو زاد الأمر بعد العام الثاني فيتأكد هذا الموقف، وهنا يتوقف نمو دور الراشد حيث أن الراشد ينمو بالحب وربما ينتهي الأمر بدخول الشخص المصحة النفسية.
3- أنا على ما يرام وأنت/أنتم لستم على ما يرام: وهذا ينشئ من والدين قاسيين سببوا جروح بسبب الضرب والإهانة القاسية، فهو يشعر بالظلم وعندما ينفرد بنفسه عنهم فهو على ما يرام، وهؤلاء الأشخاص يخرج منهم المجرمين، وشعاره "اقترب مني حتى أنال منك".
4- أنا على ما يرام وأنت/أنتم على ما يرام: وهذا لن يتحقق إلا بتحرير الراشد، وهو موقف يرتكز على الفكر، فالمواقف الثلاثة السابقة ترتكز على المشاعر، أما الرابع يرتكز على المعتقد ووزن الفعل وفيه يتم توجيه السؤال (لماذا لا) وهو يحتاج دائماً الي معلومات.

الفصل الرابع: نستطيع أن نتغير
لا يكفي الاعتراف بأن لدينا مشاكل، بالأولى أن نقول أن طاقاتنا تستنفذ في صنع قرار وذلك لأن إي قرار يتخذ معلوماته من (والد - طفل – راشد). فعند اتخاذ قرار معين يظهر الوالد بتسجيلاته ومحاذيره "لا تفعل هذا". ولو كان شخص بسيط فهو يقبل والده دون مناقشة، ثم يأتي دور الطفل بمخاوفه ومشاعر الطفولة. ولو تحكم الراشد فهو الذي يقوم بجمع المعلومات ويفكر في مدى خطورتها، وهو يقوم بفحص الوالد لديه وانتقاء ما هو مفيد منه، وكذلك يفحص طفله فيتخلى عن مشاعر الطفولة. وهنا يمكن أن يكون القرار ناجح، ولكن التغيير يأتي بالتدريج فهو تغيير موقف وليس مشاعر.

الفصل الخامس: (تحليل المعاملات)
الهدف من تحليل المعاملات هو معرفة أي عناصر الإنسان (والد- راشد- طفل) هو منشأ كل استجابة وهناك إشارات عند تحليلنا للاستجابة، إشارات لفظية وبدنية.
- إشارات الوالد (البدنية) مثل: النظرة المرعبة – التأوه – هز الرأس.
                  (اللفظية) مثل: تذكر دائماً – لازم تعمل كده – أنت غبي كسول.
- إشارات الطفل (البدنية) البكاء – رعش الشفتين – الضحك.
                  (اللفظية) مثل: مش عارف – أريد كذا.
- إشارات الراشد (البدنية) الحركة المستمرة للوجه والعينين والجسم – صمت.
                   (اللفظية) مثل كم – كيف – أظن – لماذا.
ويوجد نوعين من المعاملات:
1- معاملات تكميلية: وهي معاملات مرغوب فيها مثل (والد – لوالد)  أو (طفل- لطفل)  أو (راشد – لراشد).
2- معاملات غير تكميلية: وهي نوعية التعاملات غير المرغوب فيها. فمثلاً، تبدأ المعاملة براشد يطلب شيء من زوجته فترد من الراشد فهنا تكون معاملة تكميلية، لكن يمكن أن تتحول إلي غير تكميلية غير مرغوب فيها حين ترد من موقع الوالد أو الطفل مثلاً.
لكن كيف نبقى في الراشد؟ وذلك بإعطائه الزمام لينتقي ما هو قوي وجيد في الوالد والطفل، فالراشد هو الذي يهتم بإنشاء قيم جديدة وهو لا يتعجل المكافأة ويقيم النتائج ويتمسك بموقفة.



نظرة تفصيلية على هذا الجزء الشهير من النظرية
(مقتبسة في كتيب: سمات ومعايير النضج النفسي -3)



الفصل السادس: كيف نختلف؟
كل الأشخاص متشابهون من حيث وجود تسجيلات (سابقة بداخلهم) ولكنهم مختلفون من حيث الوظيفة.
وهناك نوعان من مشاكل التشغيل هما:
1- الإفساد: يحدث بسبب تداخل دوائر الوالد والراشد والطفل وهذا يسمى إفساد الراشد، مثلاً:
 التحيز: يظهر بسبب تداخل الوالد بقيمه القديمة غير المدروسة في الراشد وفيه يكون للشخص حكم مسبق للأمور حسب تحيزه ( للوالد).
 الهلوسة: وهي أيضاً نوع من إفساد الراشد تنتج من الضغط الشديد على الطفل من التجارب الخارجية وفيها يسمع الشخص الأصوات التي عاينها في تجربة حقيقية في الماضي ويظهر في صورة كلمات نقد وتهديد وعنف.
2- الاستبعاد: وفيه يستبعد الشخص إحدى حالاته فيمكن أن يستبعد الطفل وهذا يظهر في رجل حاد جداً منشغل بالعمل طول الوقت وهذا بسبب التربية الصارمة.
والبعض يستبعد الوالد فيهيمن عليه الطفل في سلوكه ومشاعره وهذا يمثل الشخص السيكوباتي المجرم بسبب وجود أب قاسي أو أب قام بتدليله فصمم على طرد الأب وتحول الي "أنا لست على ما يرام وكذلك أنت"، مثلاً:.
الراشد الموقوف هو الشخص المصاب بالذهان فراشده لا يعمل فهو منفصل عن الواقع.
والعلاج هنا بالتركيز على (أنت على ما يرام وأنا على ما يرام) فهذا يساعده على عودة الراشد
الي (التفكير – تصنيف المعلومات).
3- الهوس الإنقباضي: وهي التغيرات المزاجية التي لا نعرف لها اسباب فمثلاً يشعر الفرد بالفرح الشديد جداً وهنا يكون راشدة (اُفسِدَ) وطفله يأخذ الزمام وبعدها يهدأ وحالته تستقر ثم يصل الى حالة حزن شديد ويكون راشدة (اُفسِدَ) ووالده هو المسيطر، وهذا يكون بسبب والدين متناقضين جداً في تعاملهم مع طفلهم ما بين الحب الشديد له ثم القسوة الشديدة عليه.
والعلاج: هنا يأتي بسؤال (لماذا) وتقويته عنده وهو السؤال الذي لم يعرف عند والديه اجابة عليه. وأيضاً بتناول العقاقير، وإن ما يفعله الشخص هو ما يستحق عليه المدح أو التأنيب.

الفصل السابع: كيف تستخدم الوقت
التخطيط هام جداً للوقت ولكن موقفنا أننا "ليس علي ما يرام" يجعلنا محدودين في هذا الاختيار
ويوجد 6 أنماط للخبرات في استخدام الوقت.منهم:
(1) الانسحاب: وهو وجود شخص بجسده فقط مع الآخرين نتيجة الملل.
(2) النشاط: وهو استخدام الوقت بالعمل في أي مشروع لكي يتعامل مع المجتمع الخارجي، وفيه يشعر الشخص بالأمان نتيجة انجازه ولكن يظهر الانسحاب حيث لا مجال كبير للأحتكاك بالناس.

الفصل الثامن: نموذج الراشد – الوالد- الطفل و"الزواج"
لو كان الذي يحرك الزواج هو الطفل فلابد من الفشل لأنه لن توجد فيه المسئولية، ولو كان الوالد فسوف يفشل، ولكن لو تولى الراشد فسوف يظهر النضج في علاقة الاثنين معاً.
العلاج: يكون بتطبيق النموذج وتحليل معاملات الزوجين فالتصادم يأتي عندما يكون طفل أو والد أو راشد أحدهما قوى والأخر ضعيف.

الفصل التاسع: نموذج الوالد – الراشد – الطفل و"الأطفال"
النضج في التعامل (راشد- لراشد) والعلاج يكون باستثارة المعالج للوالد لاكتشاف الضعف في والده – وطفله الداخلي، وكذلك بمساعدة الطفل للتعبيرعن مشاعرة الداخلية، وهذا يتم بأستخدام "النموذج"، والذي فيه يهتم الوالدين بتنمية الراشد في أطفالهم عن طريق المناقشة والحوار.

الفصل العاشر: نموذج الوالد – الراشد – الطفل و"المراهقين"
ينشأ الصراع نتيجة لما يسجله المراهق داخله من تسجيلات وبين ما يقوله المجتمع، وهنا بسبب معاملة الوالد للمراهق على أنه صغير، ومن ثم ينشأ تمرد المراهق وبسببه يشعر الوالدين بالمشكلة.
العلاج:  يكون بتطبيق النموذج وتحرير راشد المراهق. وكذلك أن يفهم المراهق أن لأبواه طفل ضعيف، وبمساعدة الوالد لتحرير راشده فيأتي التفاهم بين الطرفين (راشد – لراشد).

الفصل الحادي عشر: متى يكون العلاج (ضرورياً)؟
ذلك عندما يضعف راشد الشخص بسبب الفشل المتكرر، وهنا يجب استخدام النموذج. ويبدأ العلاج برغبة المريض وبكشف ضعفاته للمعالج، والعلاج يكون بتحرير الراشد، وهنا للعلاج الجمعي دور هام حيث (المواجهة والتعضيد).

الفصل الثاني عشر:  نموذج الوالد – الراشد – الطفل و"القيم الأخلاقية"
تتكون القيم الاخلاقية لدينا في كل من (الوالد – الراشد – الطفل) منذ صغرنا. إننا نعامل الناس كما نريد أن يعاملونا ولكن هذا لا يحدث بسبب الضعف البشري وحيث لا الزام، وهذا يتطلب الإحساس بالمسئولية لتطبيق القيم الأخلاقية (وهذا هو العلاج بالواقع). واما الراشد المتحرر فهو يستطيع أن يصل لراشد الآخرين و يتعامل مع أناس يشعر أنهم على ما يرام، فهو يحتاج للآخر ومسئول عن الآخر وهذه هي مراعاة القيم الأخلاقية.

الفصل الثالث عشر: المفاهيم الإجتماعية لنموذج (الوالد – الراشد – الطفل)    
تتكون المفاهيم الإجتماعية لنا في تسجيلاتنا فى الوالد والراشد. في (الوالد) مثل احترام الناس الكبار والسلطات، ولكن هذا لا يمنع في بعض الأحيان أن يخرج من الوالد مفاهيم إجتماعية غير صحيحة.
أما ما يخرج من الراشد فهو يخرج منضبط وبعد تفكيروبدون وجود رقيب، بل هو نظام أفكر فيه واقتنع به وهذا لا يرتبط بوجود مجتمع متحرر أو منغلق بل بما تعلمه راشد كل منا.
وهنا يأتي دور الراشد في التحرر من سلبية الطفولة ومن الوالد الممتلئ بالقلق والعنف ليكفوا عن معارضة السلطة ويكون هذا من راشدهم وليس من خوفهم من المجتمع ويأتي هذا بالتعامل (راشد – لراشد) حتى على مستوى البلاد بعضها بعض.


فالعلاج والنضج يأتي بتحرير الراشد وإعطاءه الزمام والوصول إلى "أنا على ما يرام وكذلك أنت"