لا تُطفئوا الروح (1تس 5: 19)

أزوالد تشيمبرز ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢

إن صوت الروح رقيق وهادئ كنسمة الريح؛ هادئ للدرجة التي فيها إذا لم تكن في شركة كاملة مع الله فإنك لن تسمعه على الإطلاق. حتى توبيخات الروح تأتي بطرق هادئة فائقة، وإذا لم تكن لديك الحساسية الكافية لكي ما تُميز صوته فإنك سوف تطفئه، وتتعوق حياتك الروحية.

وتوبيخاته تأتي دائمًا كصوتٍ ضعيف خافت، خافت لدرجة أنه لا يلاحظه سوى القديس.

احترس إذا كنت في شهادتك عن نفسك تسترجع الماضي وتقول: "حدث مرة، منذ سنوات عديدة، أنني خلصت" فإذا كنت تسير في النور فلا رجوع إلى الوراء؛ لأن الماضي يتحول إلى الشركة الحالية العجيبة مع الله. أما إذا ابتعدت عن النور فإنك تصبح مسيحيًا تغلب عليه العاطفة ويعيش على الذكريات، وتكون شهادتك لها طابع جاف وغير حية.

احترس من محاولة إصلاح رفضك الحالي للسير في النور باسترجاعك للخبرات السابقة عندما كنت تسير في النور فعلاً. فعندما يوبخك الروح، توقف قليلاً وضع الأمور في نصابها، وإلا فإنك سوف تستمر في إحزان الروح دون أن تُدرك ذلك.

افترض أن الله سمح لك أن تجتاز أزمة ما، ولكنك لم تتقبلها، فإنه سوف يسمح بحدوث الأزمة مرة أخرى، ولكنها لن تكون بنفس الشدة كما كانت من قبل. سيكون هناك إحساس أقل بالله، وخزي أكثر لأنك لم تطع؛ وإذا استمريت في إحزان الروح، سيأتي الوقت الذي لا يمكن أن تتكرر فيه الأزمة، لأنك أحزنته وأبعدته. أما إذا قبلت أن تجتاز الأزمة، فسوف تتحول إلى أنشودة تسبيح لله. لا تتعاطف أبدًا مع الأمور التي تُحزن الله باستمرار. إن الله سوف يُبطل تلك الأمور حتمًا.

 

 

تأديب الرب

 

"يا ابني لا تحتقر تأديب الرب ولا تخر إذا وبّخك" (عب 12:  5)

 

من السهل جدًا أن نطفئ الروح؛ ونحن نفعل ذلك حين نحتقر تأديب الرب، وحين تخور قلوبنا إذا توبخنا منه. إذا كانت لدينا فقط خبرة ضعيفة بالتقديس، فإننا نرى الظل عوضًا عن الحقيقة، وعندما يبدأ روح الله أن يختبرنا، نقول: آه، لابد أن هذا هو العدو.

 

لا تطفئ الروح أبدًا، ولا تزدر به عندما يقول لك: "لا تتعامى عن هذا الأمر بعد الآن؛ إنك لست في المكان الذي ظننته. وحتى هذه اللحظة لم أستطع أن أُظهر ذلك لك، ولكني أُظهره لك الآن". فعندما يؤدبك الرب هكذا، دعه يعمل عمله فيك. دعه يوصلك بالله على الوجه الصحيح.

 

"ولا تخر إذا وبّخك" إننا كثيرًا ما نعبس أمام الله ونقول: "آه، ليس له حيلة في ذلك، لقد صليت كثيرًا ولم تنصلح الأمور، وإني على وشك أن أستسلم لليأس". فكِّر ماذا يمكن أن يحدث إذا ما تحدثنا هكذا في أي مجال آخر من مجالات الحياة!

 

هل أنا مستعد لأن أدع الله يمسك بي بقوته ويعمل فيَّ العمل الذي يليق به؟ ليس التكريس هو فكرتي عما أريد من الله أن يعمله لي؛ ولكن هو فكر الله فيما يريد هو أن يعمله لي، إذ يدخلني في حالة ذهنية وروحية تجعلني أسمح له أن يقدسني كليًّا مهما كلفني هذا.

 

أزوالد تشيمبرز

من كتاب: أقصى ما عندي لمجد العلي
قراءات يومية  13، 14 أغسطس