جوع للحب وليس للرب

متألمة ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

كانت صغيرة جداً يكاد يراها الجميع من صغر حجمها.

ارادت ان تكون محبوبة عند أمها.

ارادت ان تكون سبب فرحتها.

ان تكون محور حياة أمها.

تُقبِّلها تحضنها تهدهدها.

فلم تجد!

صرخت كثيراً بكت لكيما تُلفت الانتباه.

فضاق هذا بالام وارادت ان تكبتها.

حاولت بكل الطرق ان تُسكت صوت الاحتياج.

ويزداد الاحتياج عند الطفلة الصغيرة.

ويزداد معها شكوى أمها.

حتى فجأة بعد كل المحاولات الفاشلة.

صمتت الطفلة الصغيرة وصمت معها عالمها الصغير.

لكيما تستسلم لمصيرها الأليم.

الجوع والعطش للحب وليس للرب.

وكبرت الفتاة.

ولازالت تصرخ بصوت عالي:

"جوع للحب.

جوع للحب.

وليس للرب.

عطش للحب.

عطش للحب.

وليس للرب."

والتفتت في يأسها حولها.

فوجدت كثيرين جائعين.

ياللهول ما هذا الجوع؟

لماذا الجميع جائع للحب؟

اين المحبة؟

اين السلام؟

اين الفرح؟

تَربت في كنائس.

حَفظت تعاليم المسيح.

خَدمت في كنائس.

لعلها تجد ضالتها.

وفشلت.

وفشل عالمها معها.

طلبت المشورة.

ومن هنا بدأ الألم.

وكُشِفت معالم الحياة.

فوجدتها قاسية.....صارمة.

فيها جهد وعرق.

فيها مثابرة واستمرارية.

ما هذا؟؟

لم يقل احد لها هذا؟

فبدأت تبحث عن الحياة ذاتها.

وإذ بها تُصدم بأمها من جديد.

تريد ان تكون محور حياتها.

تريد حبها.

تريد قبولها.

نعم تريدها.

والحياة تقول:

جاهد.

أصبر.

وانا اصرخ:

"ليس لي في هذا العالم مكان"

متألمة

(10/02/2016)