من كتاب "الاقتداء بالمسيح" (النسخة العربية) - (2)

القديس توما الكمبيسي ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢

إذا ما بلغ الإنسان إلى حد أن لا يتوقع سلوى من مخلوق، يأخذ آنذاك يستطيب عذوبة الله. ويلبث طيب النفس مهما حدث من أمر، ولا يفرح لأمر مهما عظم ولا يحزن لغيره مهما خف، بل يوطد آماله كلها في الله فلا يرى في الكون غيره، ولا يرى مخلوقات تحيا وتموت بل يرى كل موجود ثابتاً على الحياة التي من الله متمماً بلا مرد أمره.
(السفر الأول 25: 10)
إن أنت ملكت المسيح فحسبك غنى. لأنه يسهر عليك ويعتني بك، مهما احتاجت إليه نفسك، فتستغني به عن غيره. ما أسرع ما يتقلب البشر، وهم يهجرونك، أما المسيح فيثبت إلى الأبد (يو12: 24)، ويثبت حتى النهاية. لا تتكل على بشرٍ، فالإنسان سريع العطب زائل، وإن نفعك وأحبك، ولا تحزن شديد الحزن، إن لقيت مقاومة أو خصومة من قبل الناس. فقد يقوم عليك غداً من هم اليوم معك، وقد يميل إليك غداً من هم اليوم عليك، لأن الإنسان كالريح يتقلب.
لا تعلق أملاً إلا إلى على الله، ولا تخشى أو تحب غيره.
إنما الحكيم من قدّر الأمور حق قدرها، غير آبه لرأي الناس؛ وحكمته هذه من الله لا من الناس.
(السفر الثاني 1: 2،3،7)
إنما يتمتع بطمأنينة عميقة من لا يبالي أمدحه الناس أم لاموه. نقي الضمير ميال إلى القناعة والفرح. لن تزداد براً إذا مدحك الناس، أو شراً إذا لاموك. أنت من أنت، ولا سبيل لك لتـُعتبر فوق ما يشهد الله لك به. لو تبصرت فيما أنت عليه في قلبك، لما اهتممت بما يقوله الناس عنك.
(السفر الثاني 6: 2)
لا تستمد سلامك من ألسنة الناس. فأنت من أنت سواء أوّلوا أعمالك بالخير أو بالشر. أين السلام الحقيقي والمجد الحقيقي؟ أليس فيّ؟ ومن لا يشتهي أن يروق للناس، ولا يخشى أن يسوء الناس. فهذا يتمتع بوفرة السلام. إن عاقبة الهوى غير المشروع، والخشية التي لا طائل تحتها، هي اضطراب القلب وإفلات الحواس.
(السفر الثالث 28: 2)
من تعلق بمخلوق زل لزللِه، ومن اعتنق يسوع ثبت إلى الأبد.
(السفر الثاني 7: 1)
وإن أحسنت إخلاء قلبك من الخلائق، فلابد أن يرضى يسوع بالسكنى معك. إن التمست في الناس تعزية وغنيمة، فكثيراً ما تلقى ضيماً.
(السفر الثاني 8: 2)
ولن يدوم لك سلام تستمده مما حولك، ما لم تؤسسه على استعدادات قلبك، أي ما لم تثبت فيّ، فقد تغير مكانك لكنك لن تحسن حالك.
(السفر الثالث 27: 3)

(القديس توما الكمبيسي)

هولندا 1380 – 1471