من خواطر الزوار الشخصية

تقييم المستخدم: 5 / 5

تفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجوم
 

س : فى رأيك ما أسباب المغالاة عند المتدينين و الملحدين ، و ما رأيك في مثقفينا ؟

أنا أعتقد أن الأزمة الحقيقية هى في الإنسان وليس في الدين أو الأيدلوجية طالما لم تكن تدعوا إلى العنف والإيذاء ، إن مجتمعنا يعانى من هوس الأستعراض و المغالاة سواء لدى المتدينيين أو الملحدين . المغالاة عند بعض المتدينين تحدث بسبب الرغبه فى خداع الأخرين و السيطرة عليهم و أستغلالهم لأسباب سياسيه و أحياناً جنسيه ، كما ان المغالاه فى أظهار التدين هى دليل على عدم الاحساس بالقيمة الذاتية و الرغبة فى الانتماء لشئ له قيمه و مكانه لدى البيئة المحيطة به ، خاصةً إذا ما كان هذا التقدير يصل إلى الهوس ، و هذا هو السائد في مجتمعاتنا نتيجة الفشل الذريع فى عدة مجالات وبشكل خاص العلم و الفن و الحضارة ، و أيضاً نتيجة أن الأغلبية الساحقة فى مجتمعاتنا الناطقة بالعربية لم يختار أحدهم ديانته ، بل أنتقلت إليه بالوراثة و ليس بعد بحث و دراسة ثم أختيار ناتج عن قناعه _المغالاة والمظهرية الشديدة أحياناً تكون بهدف إسكات أزعاج الشك. أما المغالاة في الألحاد فتنشأ فى الغالب نتيجة مراهقة فكرية و رغبه فى الشهرة وعدم بحث ودراسة حقيقية للأديان ولمختلف العلوم الإنسانية، و أيضاً المغالاة لدى بعض الملحدين تكون بمثابة إعلان كراهية و رفض لبعض موظفي المؤسسات الدينية المسترزقين من وراء التحدث فى الدين ، و رغبه فى التمرد على القيود الخانقة للفكر الديني الشعبي السائد فى مجتمعاتنا ، أو فى بعض الأحيان بسبب أنبهار ساذج بالنموذج الغربى الذى يسبِّح بحمده الكثير من مثقفينا ، بخلاف شئ هام متفشي فى مجتمعاتنا المتطرفه فى معظم توجهاتها ، و هو إذا رفضت شيء و أقتنعت بخطأه لا بد أن تنتقل الى الإيمان بنقيضه ، و لذلك نرى أن الكثير من المنتمين _ بالطبع ليس الجميع _ للتيارات التى لا تعتمد على الصبغة الدينية فى ترويج أفكارها رداً على التيارات المعتمدة على الصبغة الدينية فى كسب الأتباع لتحقيق مصالحهم الشخصيه، تحصر قضية المرأه و تقزمها ، و تنادي ليل نهار أن المرأة لن تتحرر و تحصل على حقوقها ،إلا إذا تحررت من ملابسها أولاً ، و مارست الجنس كما تشاء . !!! بعض المثقفين المنبهرين أنبهاراً أعمى عن عدم درايه عميقه بالنموذج الغربي يعتقدون أن المرأه عندما تمتلك الملابس تفقد العقل و عندما تفقد الملابس تمتلك العقل !! هذه هى قضية المرأه فى نظر أغلب مثقفينا ، و يا لها من مأساة !! و كأن كافة قضايا مجتمعاتنا المأزومه من جهل وفقر ومرض قد انتهت ولم يبقى ألا الجنس فقط ، المرأه ليست جسد فقط ، قضية المرأه أهم و أعمق من ذلك بكثير، و تحريرها هو تحرير للرجل.
و أيضاً للأسف البعض من رواد التيار النسوى و أتباعهم لا يروا فى تحرير المرأة إلا التشبه بالذكور فى الملبس و المظهر الخارجى بل و حتى طريقة التحدث و أرتكاب نفس الأخطاء و المبيقات و تحقير الرجل ونعته ليل نهار بأبشع الصفات و أسوء الخصال ، و أيضاً بعض المؤسسات النسويه _ البعض و ليس الجميع _ تركز فقط على تحرير المرأه لأسباب بعضها عنصرى و بعضها أقتصادى للحصول على المزيد من الدعم و التبرعات ، فهى لا تريد حدوث تحرير حقيقى للمجتمع فهذا يعنى نقص الدعم المالى و الشهره والشعبيه ، فى مجتمعاتنا كلما كنت مزايداً متشدداً متعصباً عنصرياً بذئ اللسان داعياً للكراهيه كلما كنت أكثر شعبيه وقدره على أجتذاب الأتباع فى مجتمع تسوده ثقافة و قيم القبيله و العصبة . و بخلاف أن المغالاه أساسها بنسبة كبيرة نفسي ، هى دليل على قناعة الطرف المغالي بأمتلاك اليقين ، و من أعتقد بامتلاكه لليقين حكم على عقله بالموت بخلاف حكمه على الطرف الأخر بعدم الحق فى الوجود ، و أزدرائه وتحقيره و هذا ما نراه لدى الكثير من المتدينين و الملحدين .
أي مشروع فكرى أو رؤية أو معتقد يحتوى على جانب سلبي و جانب إيجابي لذا أنا مع حرية الأختلاف و أحترام كل ألأديان و المعتقدات و التوجهات الفكريه من أقصى اليمين لأقصى اليسار _ ما عدا التيارات التي تنادى بإقصاء الأخر و إيذائه _ و أنادى بالسماح بالحرية الدينية و الفكرية و النقد الموضوعي و التعبير عن مختلف الأراء و التوجهات بكافة الوسائل السلمية . أن القس كوستي بندلي في كتابه أله الإلحاد المعاصر لم يخطئ حينما شكر الملحدين حتى المتطرفين منهم لما قدموه من خدمه للفكر الدينى ، لأن أنتقاداتهم قد ساعدت على أن يصبح المجتمع و الفكر الدينى فى الغرب أكثر أنفتاحاً و ليبراليه و قبول للأخر ، لأن التنافس يحفز على بذل الجهد و الأهتمام بالجودة و أن يقدم كل طرف أفضل ما لديه و الأبتعاد عن الركود و الثيوقراطيه و البيروقراطية ، فالسوفييت عندما أمتلكوا زمام الحكم فى روسيا أضطهدوا المتدينين و حطموا المؤسسات الدينيه و منعوا الأفكار الدينيه من التداول و حولوا الشيوعيه الى دوجما مقدسه غير قابله للنقد ، فكان سقوطهم سريعاً و أنهار الأتحاد السوفيتى أنهياراً مروعاً ، لكن المجتمعات الليبراليه سمحت لكل الأفكار بالتداول سواء افكار دينيه أو لا دينيه و أستفادوا من كافة العقول و التوجهات ، فلا نستطيع أن ننكر أن الأغلبيه العظمى من العلماء و الفلاسفة و المخترعين لم يكونوا متدينين بالمفهوم الشعبي السائد، بل و أيضاً منهم الملحد و اللاديني . و للأسف يجب أيضاً أن نذكر أن مثقفينا مهووسين بتقديس التراث الثقافي و تأليه بعض أعلامة _ هذا بخلاف هوس البعض منهم بأصطياد النساء وبشكل خاص صغيرات السن _ فلا يستطيع أى مفكر شاب أنتقاد طه حسين أو العقاد أو جمال حمدان أو نجيب محفوظ ، والتصريح بأنه أفضل منه ربما بالكثير ، إلا و رجمه المثقفين و أكلوه حياً إن أستطاعوا ، خاصةً أذا كان من خارج دائرة الأقارب و المحاسيب و أهل الثقه ، فالوسط الثقافي و الأعلامي  بأنواعه محكوم بالشلليه و تبادل المنافع و الأعتماد على أهل الثقه من المصفقين و لاعقى الأحذية و ليس أهل الكفاءة . بل و حتى فى المجال الفنى بأنواعه ، يجب على كل فنان الأمتناع عن المساس بالذات الكلثوميه ( أم كلثوم ) أو الحافظيه ( عبد الحليم حافظ ) بل يجب على كل فنان شاب أن يسرد الأناشيد فى مدحهم و أن لا يتحدث عنهم إلا بالتبجيل و التعظيم و الأعتراف ليل نهار بأستحالة وصوله هو أو غيره الى مكانتهم !! إن الوجوه فى مختلف المجالات لا تتغير و إن تغيرت الوجوه لا يتغير المنهج و الفكر .
حقاً كم بمثقفينا و نخبتنا و ثقافتنا الفكرية و السلوكية من مضحكات و لكنه ضحك كالبكاء .
إن اليقين المطلق جهالة و الفطرة هى التساؤل و البحث المتواصل رسالة ، و أحترام الأخر قانون ، و تحقيق أقصى جوده للحياة هو الهدف و الغاية .

 

سامح سليمان

 

قل رأيك بصراحة

تعرضت للحرمان العاطفي كطفل تحت سن 15 عام

نعم - 74.3%
لا - 25.7%

Total votes: 1664
The voting for this poll has ended

خواطر وأفكار جديدة

اعتناق الضعف؛ جرأة عظيمة

 

جرأة شديدة.. جرأة عظيمة

خرافة رقم 1، "إن الضعف عجزٌ، الضعف نقصٌ". هذه هي الخرافة والمسلّمة الأكثر شيوعًا والأكثر خطورة كذلك.

إقرأ المزيد...

كن من اصدقائنا