الحياة الحقيقية

توماس كيلي ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢

في أعماق كل منا هناك قدسٍ داخلي مدهش عجيب تشتمل عليه النفس، مكان مقدس، مركزُ إلهي، حيث تستطيع النفس أن تسمع صوت الله، عندما تسكن هناك وترجع إلى ذلك المقدس على الدوام. إن الأبدية قد جعلها الله في قلوبنا، وهي تلح على حياتنا التي تتصارع مع الزمن، تومئ إلينا بأن هناك لحياتنا نصيباً سامياً مدهشاً مذهلاً، داعية إيانا إلى نفسها باعتبارها موطناً لنا. وإذ نذعن لهذه التحريضات المباركة، مسلمين ذواتنا بكل سرور جسداً ونفساً، بصفة نهائية وكاملة، لذلك النور الذي بداخل كل منا، فإن هذا عندئذ يكون بدء الحياة الحقيقية ... إنها بذرة الحياة بداخلنا، شريطة ألا نخنقها ... إنها "الشكينة" للنفس حيث يتراءى مجد الله، وحضور المسيح في الوسط. هنا نجد المسيح النائم في أعماق النفس، منتظراً منا أن نوقظه في حياتنا، وأن يصبح بالنسبة لنا النفس التي تلبسها أجسادنا الترابية وتتحرك بها. وهو - تبارك اسمه - بداخل كل منا.

 

"توماس كيلي"

من كتاب: "عهد التكريس"