التربية المثالية للأبناء

التربية المثالية للأبناء
  • اسم المؤلف هايم جينو
  • الناشر الدار العربية للعلوم
  • التصنيف أسرة وتربية
  • كود الاستعارة 80/ 6
هذا الكتاب هو أحد كلاسيكيات التربية بمنتصف القرن الماضي (القرن العشرين) للأخصائي النفسي الأمريكي الشهير هاييم جينو، وقد أعادت صياغاته وتحديثه أرملته حديثاً مع أحد الزملاء المعاصرين في مطلع القرن الواحد والعشرون لطرح هذه النسخة الجديدة، والتي ترجمت إلى العربية مؤخرا، ليكون متوائماً مع قراء اليوم.
يبدأ الكتاب بقواعد التواصل حيث يقول أن المحادثة مع الأولاد فن فريد من نوعه له قواعد ومعاني خاصة به، وان الأبناء ينفرون من الوعظ والانتقاد، فلغتنا اليومية ليست كافية لتواصل ذو معنى معهم.
ولأن الأولاد يجدون صعوبة بمشاركة الغير بمشاعرهم، سيكون من المساعد لو أمكن للوالدين تعلم الاستماع إلى مشاعر الخوف، اليأس، والشعور بالعجز التي تخفيها الفورات الغاضبة، بدلاً من القيام بردة الفعل تجاه السلوك. فيمكن للوالدين أن يركزوا ردة فعلهم على مشاعر أولادهم الغاضبة ويساعدوهم على التحمل.

أما عن طرق التوجيه والتشجيع، يقول الكاتب أن القاعدة الوحيدة والأكثر أهمية هي أن المديح يجب أن يوجه نحو مجهودات الطفل وإنجازاته، وليس إلى شخصيته ونفسيته. يجب أن لا تكون شخصية الأطفال وذاتهم موضع تقييم. فالكلمات التي نقولها للأبناء يقولونها لأنفسهم بدورهم. إذن فالعبارات الوصفية (عن جهودهم وعملهم وإبداعهم) واستنتاجات الأطفال الإيجابية هي أحجار بناء الصحة الذهنية. إن التصريحات الواقعية والإيجابية التي تتكرر في أعماق الأولاد تقرر إلى حد بعيد رأيهم الصالح عن أنفسهم والعالم من حولهم.
وهنا يعطي الكاتب بعض الأفكار التطبيقية مثل كيفية تزويد الأبناء بالتوجيه بدلاً من النقد، كيفية تقديم الاستجابة بدلاً من القيام بردة فعل عندما تقع الأخطاء، التعامل مع الحوادث المؤسفة الصغيرة والقيم المهمة من ورائها، تلافي النعوت المهينة التي تؤذي الأبناء، التعامل مع غضبنا الذاتي، وأخيراً كيفية الاستجابة للطفل الغاصب: الطريقة هي الرسالة
عندما يغضب الأطفال، لا يمكن التواصل معهم بواسطة المنطق. إن رد الفعل المتعاطف الذي يعكس للأطفال مشاعرهم المضطربة ذاتها ويعبر عن تعاطف الوالدين وتفهمهم، هو عنصر فعال في تغيير أمزجة أولادهم الغاضبة.

في الفصل الثالث يتعرض الكاتب لبعض الأنماط المحطمة للذات، مثل التهديدات،الرشاوى، الوعود، السخرية، والخطب المسرفة حول الكذب والسرقة، والتعليم القاسي للتهذيب. بينما في الفصل الرابع يتحدث عن المسؤولية وايصال القيم بدلاً من طلب الطاعة وكيفية العمل على رعاية استقلالية الأبناء.
في الفصل الخامس، يأتي إلى الموضوع العملي الهام الذي يسميه العامة العقاب أو التأديب بينما يسميه الأخصائيون الانضباط ، فيتحدث الكاتب عن إيجاد بدائل فعالة للعقاب ومعنى السماح وتحديد الأفعال وما هي المناهج المساعدة وغير المساعدة للانضباط، ومناطق الانضباط الثلاثة (المشجعة، والمسموحة، والممنوعة)، وما هي الطرق المختلفة للتعبير عن حدود معينة، وأخيراً الأمر الشائك جداً والمسمى بالضرب. في الفصل اللاحق ينتقل الكاتب إلى الجانب الإيجابي من التربية وكيفية وضع جداول عملية للطفل، ويناقش الكاتب التفاصيل الدقيقة بطريقة رائعة حتى إلى تناول الإفطار وارتداء الثياب والذهاب إلى المدرسة والعودة منها، ووقت النوم الذي قد يكون لدى بعض الأسر معركة يومية وكيف يجب أن تتحول إلى سلام.

الفصول التالية تتناول مشكلات محددة مثل: الغيرة وكيفية العمل على الإحساس بالمساواة، القلق وتوفير الأمان العاطفي، الجنس ومعالجة حساسة لهذه القيمة الإنسانية بجميع أسئلتها وحتى كيفية التعامل مع الجسد.

وأخيراً أود أن أترك معكم مبادئ التواصل التالية كما سطرها الكاتب، حيث يقول أن تطبيق مبادئ التواصل المتعاطف مع الأبناء من شأنه مساعدة الأهل على أن يكونوا مهتمين وفعالين بعلاقتهم مع أولادهم.
(1) إن بداية الحكمة هي الإصغاء. يتيح الإصغاء المتعاطف للآباء سماع المشاعر التي تحاول الكلمات أن تنقلها، وسماع ما الذي يشعر به الأطفال ويمرون به. وأن يستمعوا لوجهات نظرهم وبهذا يتفهمون جوهر التواصل معهم.
(2) لا تنكر نباهة ولدك، ولا تختلف مع ما يبديه من مشاعر، ولا تستبعد رغباته، ولا تستهزئ بذوقه، ولا تشوه آراءه، ولا تستصغر شخصيته، لا تجادل مع تجربته أو تجربتها. بدلاً من ذلك اعترف بها كلها. لن يكون الأولاد صادقين إلى أن يحدث الآباء مناخاً من الثقة يشجع أولادهم على مشاركة مشاعرهم المقلقة، آراءهم، شكاويهم، وأفكارهم. وإلا سيقول الأولاد لآبائهم ما يريدون أن يسمعوه فقط.
(3) استعمل التوجيه بدلاً من النقد. صرح عن المشكلة والحل الممكن لها. لا تقل أي شيء سلبي للطفل عن نفسه.
(4) عندما تغضب، قم بوصف ما تراه، ما تشعر به وما الذي تتوقعه، مبتدءاً بالضمير أنا... تجنب مهاجمة الأبن.
(5) المديح، عندما تريد أن تخبر أولادك كم تقدرهم أو كم تقدر مجهوداتهم، قم بوصف التصرفات المحددة. لا تقم بوصف خصائص شخصياتهم.
(6) تعلم أن تقول "لا" بأقل الطرق تسبباً للأذى بواسطة المنح بالخيال ما لا تستطيع إعطاؤه بالحقيقة. يلاقي الأطفال صعوبة في التمييز بين الحاجة والرغبة. من الأفضل أن لا تجيب باقتضاب "لا". إن الجواب الأقل تسببا للأذى هو أن نعترف على الأقل برغبات الطفل عن طريق وصفك لتفهمك رغباته ومنح ما يريده بالخيال.
(7) اسمح للأولاد بالاختيار والتعبير عن القضايا التي تؤثر على حياتهم. يعتمد الأولاد على والديهم، والاعتماد ينتج العنف. لتقليل المشاحنات، يوفر الآباء الفرصة للأولاد لتجربة الاستقلال عنهم. كلما زادت الاستقلالية كلما قلت المشاحنات. كلما زاد الاعتماد على النفس من قبل الأولاد، كلما قل تذمر الأهل.

أيضاً يوجد في نهاية الكتاب ملحقين هامين جداً، عن:
(أ) كيف يمكن مساعدة الأطفال،
(ب) كيف يتعامل المعالجون النفسيون مع أولادهم