أسلوب التدريب

أوزوالد تشيمبرز ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢

"إذا كانت يدك اليمنى تعثرك فأقطعها وألقها عنك. لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك، ولا يلقى جسدك كله في جهنم" (مت 5: 30)
لم يقل يسوع إنه يجب علي كل إنسان أن يقطع يده اليمنى، بل قال :"إن كانت يدك اليمنى تعثرك - في مسيرك معه - فخير لك أن تقطعها". توجد أشياء كثيرة هي مشروعة تماماً، ولكن إذا كنت مزمعاً أن تركز علي الله فلا يمكنك أن تعملها. فيدك اليمنى هي أفضل الأشياء لك، لكن يسوع يقول لك: إن كانت تعيقك عن اتباع وصاياي "فأقطعها". هذا الأسلوب من التدريب هو من أشق و اقسي الأمور التي تصطدم بها البشرية علي الإطلاق.
عندما يغير الله إنسان بالميلاد الثاني، فأول السمات التي تبدأ أن تميز حياته هي أنه يقطع من نفسه أمورا كثيرة. فهناك أمور شتي لم تعد تتجاسر أن تعملها، أمور هي بالنسبة لك وفي عيون الناس الذين يعرفونك، بمثابة يدك وعينك اليمنى، أما غير الروحيين فيقولون عنها: "أي خطأ في تلك الأمور؟ لكم أنت متزمت!"
لم يوجد بعد قديس واحد علي الإطلاق لم يضطره الأمر أن يحيا حياة القطع والبتر هذه بادئ ذي بدء. إنه لمن الأفضل لك أن تعيش أقطع وأعور في نظر الناس ولكن جميلا في عيني الله، من أن تكون جميلاً في نظر الناس وإنما أعرج في عيني الله. إن يسوع المسيح يضطر في البداية أن يضبطك ويمنعك بفعل روحه عن فعل أشياء كثيرة قد تبدو سليمة تماماً لكل شخص أخر، ولكنها ليست كذلك بالنسبة لك. ولكن أحذر من أن تستخدم ضوابطك هذه في انتقاد أي شخص أخر.
يلزم في البداية إذا أن تتسم الحياة المسيحية بالضبط والقطع والتقييد، ولكن يسوع في "مت5 : 48" يعطي الصورة لحياة تامة الاكتمال حيث يقول: "كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل".

(أوزوالد تشيمبرز)
من كتاب :أقصى ما عندي لمجد العلي
قراءة يومية – 29 يونيو