إمرأة وأفتخر

سامح سليمان ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

إمرأة وأفتخر


المرأة كانت ومازالت أكثر فئات المجتمع تمييزاً وسحقاً!
ابتداء من امثالنا الشعبيه المقدسة (المرأة اسمها حرمة لان الله حرمها من العقل)، (اكسر للبنت ضلع يطلع لها اربعه وعشرين!)، (المرأة كل ما بهدلتها حبتك وكل ما دللتها سبتك)، (المرأة مثل السجادة ما بتنظف الا بالتخبيط)!
وطرقنا القويمة في التربية بتمييز الولد عن اخته بجعله المهيمن والمسيطر والسيد المطاع حتى وان كان يصغرها فى السن او اقل منها علما، واعطاؤة الشرعيه فى ضربها وشتمها حتى امام اصدقائها ان اخطئت او لم تحسن
التصرف، وان كان الولد على درجه جيدة من الوعى والانسانيه وعامل اخته معامله الند بالند اتهمناة بأن
(دمه بارد، او معندوش نخوة) وتوجد بعض الاسر التى تمنح حق التأديب لأبن العم او الخال او احد الجيران او الاقارب بصفه عامه او ربما عابر سبيل! وتكافأة الاسرة بأن تشكرة وتتمنى له الاجر والثواب!!
(في اغلب المجتمعات العربيه نحرص علي ان نعلم المراة فن الخضوع فهي مخلوق ناقص الأهليه يجب ان يبقي تحت الوصاية، وصاية الأسرة أو الزوج او حتي الأبناء ويجب عليها ان تعمل لأرضاء سادتها فهم الأعلم والأعرف يجب ان ينكر عليها حق الإختيار ويجب عليها أن تقبل بالخضوع للعادات والتقاليد حتي وان كانت ظالمه)
(سهام فوزى: الحوار المتمدن)
حتى فى شتائمنا،عندما يريد احدنا شتم الاخر واذلاله لايجد افضل من ان يقول له:
(يا مرة، او يتهمه بالخنوثه، او شتمه باعضاء امه او اخته الجنسيه!)
اما عن صورة المراة فى الاعلام  فحدث ولا حرج!
هى العاهرة او الراقصه، والمنتظرة سفر زوجها اومرضه لتبحث عن عشيق، المريضه بالشبق الجنسى والتى تغوى من يعجبها من الرجال، ولا تهدء ان رات فحلا ذو عضلات مفتوله، وان لم يرضخ لها ثارت ودمرته.
(تكفى قراءة العناوين التاليه للافلام المصريه للتعرف على صورة المراة فى هذة السينما:_المراة التى غلبت الشيطان،الشيطان امراة،،خدعتنى امراة، البنات والمرسيدس،جحيم امراة، العذاب امراة،وتعبر هذة العناوين عن رغبه المخرج فى اجتذاب المتفرج عن طريق الايحاء بالافكار السائدة عن المراة،فهى مخادعه ولا تريد
سوى الزواج اوالمتعه والنقود والشهرة والغنى) (الاعلام وقضايا المجتمع:أ.د.سوزان القلينى _د.منى حافظ)
اما عن صورة المراة الفاضله فى الدراما:_فهى المراة السلبيه الخانعه،التى لا هم لها سوى انتظار الزوج وهى متعطرة ومرتديه قميص النوم البمبى! ومهما فعل معها من خيانه أو اذلال،لا تفعل شئ سوا الدعاء له بالهدايه!
واذا تأزمت الظروف مع بطل العمل الدرامى وحاولت زوجته او حبيبته ان تساعدة يكون الرد بكل كبرياء وشمم (مش انا اللى اعيش من فلوس واحدة ست) او(مش انا اللى اقبل مساعدة من واحدة ست) فتحبه المراة اكثر!!
(ما اعظمك ايها البطل ترد الجميل بالاهانه والاحتقار!!)
حتى صورة العدو فى الكثير من اعمالنا السينمائيه نقوم بتحقيرة عن طريق اضفاء سمات انثويه على مظهرة، واتهام نساء العدو بالعهر والخلاعه. واتذكر فيلم( بورسعيد) للفنان الراحل فريد شوقى كاوضح مثال على ذلك.
حيث نجد ان البطل الوطنى هو النجم فريد شوقى، صاحب العضلات المفتوله،المشعر فى اغلب اجزاء جسدة،بينما العدو ضعيف البنيه،بشرته شديدة البياض،املس الجسد،وما ان يرى البطل حتى يصرخ بصوت نسائى ناعم!.
وللاسف حتى الكنيسه فى مجتمعنا ليست بريئه من تمييز الرجل عن المراة.
فاكثر الوعاظ فى الاجتماعات العامه يتكلمون عن الزوجه باسلوب مهين جدا!
من وصفها بالثرثارة والنكديه والجاهله،ولا باس من تلطيف الجو باطلاق بعض النكات عن سذاجه الزوجه وبلاهتها وللاسف الشديد اجد كثير من الحاضرين يضحكون فاغرين افواهم مؤيدين ومستمتعين،بل والادهى ان اكثرهم من النساء!. اما عن النصائح القويمه للمراة المقهورة،المذلوله فهى لا تخرج عن:
(لازم تخضعى لجوزك،استحملى دة صليبك،اكيد غصب عنه وانتى برضوة لازم تهتمى بنفسك شويه علشانه)
(رضا الزوج من رضا الرب)(الست فى الاول والاخر مالهاش غير جوزها) كأن الله خلقها لتكون وعاء لمتعه الرجل وخادمه مطيعه لرغباته،فهو سيدها وتاج راسها،هو الله على الارض بالنسبه اليها!
ولكن اكثر ما يؤلمنى هو الرفض العارم داخل كنائسنا لان تصبح المراة قسيسه.
والاغرب من ذلك ان الكثير جدا من النساء يرفضن ذلك ويحكمن بتحريمه!
(الكتاب المقدس يوضح لنا أن مكان المرأة على الدوام خلف الرجل حيث هناك مملكتها العظيمة،ولا يجوز بحكم التنظيم الإلهي أن تأخذ المرأة مركز القيادة في الكنيسة وإلا تكون متمردة على النظام الذي وضعه الله لها.
عزيزتى المراة لا تجعلي مركز القيادة يبهرك فمملكتك الحقيقية هي بيتك وأولادك وزوجك.(
(هايدى حنا:منتديات انجيلى)
(وقد رأى البعض في زج المرأة في ميدان السياسة وجهاً تَحضُّري، وتعبير احترام لها ينبغي أن نضطلع به، فكانت المرأة رئيسة لدولة ووزيرة ونائبة وغير ذلك. وكل هذه الاختراعات تأتي في العمق لتتعامل مع المرأة في غير الدعوة التي دعيت إليها، وعلى خلاف المواهب والطاقات التي جعلها الله في كيان حواء. إن حركات التحرر النسائي، تنطوي على تنكر للأعجاز الالهي في الخلق وتنكر لحكمة الله التي لا توصف، فهي  تدعو مباشرة ومداورة، إلى اخراج المرأة من الاطار ألذي ترعرت فيه وعملت فيه، واطلقت مواهبها فيه. فالمرأة أم، والأم هي الأرض التي تحضن غرسة الكيان فترعاها وتحنوعليها. عندنا في الكنيسة مكانتان للمرأة، تستطيع أن تختار هذه وتلك منهم، أعني بذلك: الأم، والراهبة. نحن لا نعرف في الكنيسة مكانة للمرأة خارج هذين النطاقين)
(الاب منيف حمصى:نعم ام لا لكهنوت المراة)
(ما هذا الجنون يا ربى _ هل اصبحنا نخاف من الحريه ونستمتع بالذل؟!)
(الى هذة الدرجه ابتعدنا عن تعاليمك الحقيقيه واتبعنا وقدسنا عادات وتقاليد ذكوريه،عنصريه،متخلفه وعفنه)!!
لقد بحثت كثيرا فى الكتاب المقدس عن ما يمنع ذلك فلم اجد.
بل وجدت مريم النبيه(خروج 20:15)وجدت دبورة النبيه والقاضيه(قضاة 4:4)
وجدت المساواة الكامله بين الرجل والمراة،فالمراة لا تقل قيد انمله عن الرجل.
(ليس عبد ولا حر،ليس ذكر وانثى لانكم جميعا واحد فى المسيح)غلاطيه 27:3
أن اتهام المراة بالنقصان او الدونيه عن الرجل هو اتهام لله بالعنصريه والفشل!
المراة ليست جسد وشر مستطير،المراة ليست اناء للشهوة ومزرعه للانجاب.
المراة هى روح الحياة وسر وجودها
المراة هى الام والاخت والابنه والحبيبه والصديقه والاستاذة والنبيه والقديسه والفنانه والعالمه والكاتبه
والطبيبه والمحاربه والقاضيه والوزيرة والحاكمه.
المراة هى(العذراء مريم،هى الام تريزا،هى جان دارك،هى نوال السعداوى، هى سيمون دى بوفوار،
هى ليليان تراشر،هى مدام كورى،هى والدة المخترع العبقرى توماس اديسون......والقائمه طويله ولن تنتهى)
ان المراة حرة فى ان تعرف نفسها وتكون نفسها وتطور نفسها،وتستخدم بصورة مبدعه عقلها ومواهبها،وتؤمن بحقها فى النجاح وقدرتها عليه. يجب على المراة ان تثور وتكافح من اجل ان تحصل على حقها فى المساواة الكامله مع الرجل، فالحقوق لا تمنح على طبق من ذهب بل تنتزع وبقوة.
(ان تحرير المراة من ربقه الثقافه الذكوريه الرجعيه والتى هى شكل من اشكال الرق وهزيمه الرجوله والمرؤة،تبقى امرا مستحيلا ما لم تصبح المراة نفسها فى طليعه الساعين لتغيير هذة الثقافه الدونيه بثقافه عصريه تكون فيها المراة على قدم المساواة تماما وكليه فى سائر المجالات وشتى المواضيع)
(طارق حجى:جريدة وطنى)
يجب على المراة ان تنزع عن نفسها قيود السلبيه والاحساس بالنقص،يجب ان تنقى عقلها من المفاهيم الخاطئه عن نفسها وعن دورها فى الحياة،والتى تلقنتها وزرعت بداخلها منذ الصغر عن طريق الاسرة والتعليم والاعلام (لقد اعتبر الذكور دوما ان النسل الانثوى خطر،فكان ينبغى بالتالى تحييد تلك الانثى المخيفه واستبعادها،وكانت الوسيله الفضلى لذلك اتخاذ قرار بدونيتها،وقد انتهت النساء الى التصديق بانهن من مرتبه ادنى لكثرة ما تردد على مسامعهن فاحتقرن انفسهن فرديا واجتماعيا،لذا تغمر المراة مشاعر الدونيه منذ طفولتها)
(المراة فى موقعها ومرتجاها:كوستى بندلى)
وايضا الكنيسه التى بدلا عن ان تقدم فكر ناضج ومستنير،تاثرت ولم تؤثر،قامت بتكريس التخلف وتقديس الجهل والسلبيه.(قد ابطلتم وصيه الله بسبب تقليدكم....يقترب الى هذا الشعب بفمه ويكرمنى بشفتيه واما قلبه فمبتعد عنى بعيدا.وباطلا يعبدوننى وهم يعلمون تعاليم هى وصايا الناس)متى 15-6
عزيزتى المراة لقد خلقك الله كائن حر خلاق مساو للرجل فى كل شئ
لذا تحررى من سلبيتك وكافحى من اجل ان تحصلى على حقوقك
وتثبتى وجودك فالكفاح من اجل الوجود هو الكفاح المقدس
الذى به تتحقق ارادة الله للانسان وهى المساواة والعدل والحريه .
(فأن يصير المرء موجودا معناه ان يمضى نحو الاستثناء
فليمضى القطيع الى مصيرة،وليصعد الاستثناء جبله بمشقه
وفى الصحراء دائما عاش الصادقون)(نيتشه)

سامح سليمان - القاهرة