صوت الحب الداخلي

صوت الحب الداخلي
  • اسم المؤلف هنري نووين
  • الناشر مشير سمير
  • التصنيف مشكلات شائعة
  • كود الاستعارة 67 /3

سوف يرحب الآلاف من محبي هنري نووين بهذا الكتاب ترحاب خاص، فهو يضم جميع خواطره التي تم نشرها بموقعنا دورياً في باب "خواطر وأفكار". وأخيراً أصبح بين يدنا الآن. وسوف يقوم مكتب الخدمة، من وقت لآخر، بعقد  حلقة مناقشة ومشاركة حول هذا الكتاب لطرح وتبادل الأفكار والمشاعر التي يثيرها نووين بداخلنا من خلال خواطره الفريدة هذه. وتعقد أول حلقة مع بداية الشهر المقبل (يوليو 2009) اضغط هنا للتفاصيل


تـُعد كتابات الأب الراحل هنري نووين (1932- 1996) من أكثر الكتابات التأمُّليّة المُعاصرة عُمقاً ونفاذاً لما تتميّز به من شفافية وقُدرة على الاستبطان بأدق المشاعر الإنسانية، ولقد شهد بذلك كل من قرأ له حول العالم. ولقد لمسنا بأنفسنا ذلك، في مكتب خدمة المشورة، مع العشرات ممّن قرأوا هذه الخواطر وشهدوا عن نفس الشيء، حتى قال الكثيرون عبارات مثل "إنّه يتحدّث عنّي"، "إنّه يتكلّم بلساني"، " إنّه يُعبّر تماماً عمّا بداخلي"، و"إنّه يصف ما أشعر به ربّما أفضل ممّا أستطيع أنا نفسي أن أصفه!"، حتّى أنّنا رأينا كيف بنى ذلك إيمانهم، فضلاً عن شخصياتهم التي وجدت سنداً ورفيقاً في هذه الخواطر، ربّما لم تجده مع أحد من قبل في وحشة هذه الحياة. وهذا ما شجّعنا أن نقوم بترجمة هذه الخواطر لتصل للكثيرين الذين ربمّا لن يجدوا أفضل من خواطر الأب هنري نووين لتُرافقهم وتهمس بداخلهم، في أشد أوقات الألم، بأنهم ليسوا وحدهم.


من الواضح أن سنوات عُمر هذا الكاتب التي لم تخلو يوماً من المُعاناة والألم النفسيّ حتى آخر كلمة كتبها، إنّما تقف بقوّة ووضوح شديد خلف رقّة مشاعره وعُمق تعاطفه مع محنة الإنسان، بل ربّما لا نخطئ حين نقول إنّها كانت السبب الأوّل في نفاذ شخصيّة وفكر هذا الكاتب وقدرته على الدخول إلى عقل وقلب القارئ بطريقة فوريّة كما لم يفعل الكثيرون من قبل.

(يُعتقد أن نووين قد صارع مع التساؤل حول ما إذا كان مثلي الجنسيّة أم لا. وبالرغم من أنّه لم يتناول أمر حالته الجنسية أبدا،ً بطريقة مباشرة في أيّ من كتاباته التي كتبها طوال فترة حياته، إلاّ أنّه أقرّ أمر هذا الصراع في كلّ من مُذكّراته الشخصيّة ومُحادثاته الشخصيّة مع الأصدقاء، وهو ما يرجع إليه مايكل فورد بطريقة شاملة في السيرة الذاتيّة التي نشرها عن هنري نووين بعد وفاته بعنوان "النبي المجروح".
يعتقد فورد أن نووين قد أصبح مُتصالحاً مع حالته الجنسية فقط في سنوات عمره الأخيرة، وأن الاكتئاب النفسي الذي كان يُعاني منه يرجع جُزئيّاً إلى الصراع الدائر بين عهوده الكهنوتيّة (خاصّة البتوليّة) وبين الإحساس بالوحدة والتوق إلى الحميميّة الذان كان يشعر بهما دائماً. ولا يوجد أيّ دليل على أن نووين قد كسر أبداً هذه العهود.)

"http://en.wikipedia.org/wiki/Henri_Nouwen#Sexuality عن موسوعة ويكيبيديا"
ملحوظة: الميل الجنسي المثلي لا يعني بالضرورة الانخراط في ممارسات جنسيّة خاطئة.



كتب الأب هنري نووين هذه الخواطر - التي ترجمنا أغلبها وليس كلّها- في العقد الأخير من عمره، في فترة من أشدّ الفترات صُعوبة في حياته، (كان ذلك في الأشهر الستّة الأوُلى من عام     1988)، حيث يبدو أن حياته قد تعرّضت لانهيار نفسيّ حادّ، إذ فقد كلّ تقدير لنفسه وكل إحساس بأنّه إنسان محبوب، كما فقد كلّ طاقة للحياة وللعمل، حتّى أنّه فقد الأمل في أيّ شفاء واهتز أمله في الله ذاته. كان كل ما تبقى له في تلك الفترة ، بخلاف الحزن الشديد واليأس، هو تسجيل تلك الخواطر اليوميّة المُلحّة كمذكّرات شخصيّة بحتة، شجّعه بعض الأصدقاء والأشخاص الذين قاموا بتقديم الدعم المعنوي له في هذه الفترة على كتابتها.

ظلّ هنري نووين يحجب هذه الخواطر لأكثر من ثماني سنوات مُعتبراً أنّها صعبة جدّاً وغير صالحة للنشر، حتّى اطّلع عليها بعض الأصدقاء في أواخر أيّامه، وألحُّوا عليه أن ينشرها، إذ رأوا أهميّتها وفائدتها لحياة قُرّائه. فاستمع أخيراً إلى نصيحة صديقه الناشر الأصليّ، وقام بإجراء التعديلات اللازمة للقيام بنشرها. وربّما لولا هؤلاء الأصدقاء، لكُنّا افتقدنا كنزاً ثميناً يتمثّل في تلك المذكرات.
عمل الأب هنري نووين بالتدريس في ثلاث من أشهر الجامعات بالولايات المتحدة الأمريكيّة: نوتر دام، وهارفرد، وييل، علاوة على الجامعات التي قام بالتدريس بها في هولندا مسقط رأسه، إلاّ أنّه قضى السنوات العشر الأخيرة من عمره ككاهن في بيت خاص بالمرضى العقليين بتورنتو بكندا يسمى بـ الداي بريك أي "الفجر" والتابع لخدمة "لو أرك L’Arche"، حيث وجد هناك نفسه أخيراً عقب فترة الانهيار تلك.



لقد أضفنا في نهاية هذا الكتاب بعض الخواطر الأخرى من آخر كتاب قام بكتابته الأب هنري نووين، والذي نـُشر عام وفاته 1996 بعنوان "Can you drink the cup? هل تستطيع أن تشرب الكأس؟". وقد سمحنا لأنفسنا بعمل هذه الإضافات التي جاءت كخاتمة لحياة هذا الإنسان، لتُعطي نظرة ذات معنى وأكثر شمولاً على هذه الخواطر.

كتب الأب هنري نووين في حياته أربعين كتاباً تمت ترجمتهم إلى أكثر من 22 لغة، إلاّ أنّه لم تتم ـ للأسف ـ ترجمة أيّ من كتاباته إلى اللغة العربيّة، سوى كتاب واحد منهم بعُنوان "السعي إلى الأعماق" والذي يُعدّ بالإضافة لخواطره ولكتابه الأخير السابق ذكره، على قمّة كتبه عُمقاً وتأثيراً، (ومبيعاً كذلك). وقد أدرجنا أيضاً، بنهاية هذا الكتاب، بعض الخواطر من "السعي إلى الأعماق" ومن كتاب آخر له بعنوان "حياة المحبوب The life of the Beloved".

ومن الحريّ بنا أن نذكر أنّه رغم أن وفاة هذا الكاتب لم تتعدّ بحدّ كبير السنوات العشرة، إلاّ أن أربعة عشر كتاباً على الأقل عن حياة هنري نووين قد تمّت كتابتها ونشرها في تلك السنوات القليلة، هذا بخلاف الكُتب العديدة الأُخرى التي جمعها كتّاب ومُحرّرون آخرون، بناء على قُصاصات وتأمُّلات خاصّة لهنري نووين لم ينشرها هو بنفسه في أثناء حياته! هذا علاوة على المجموعات التي تم تأسيسها في أمريكا وكندا من خلال شبكة الإنترنت تحت إسم هنري نووين، بعد وفاته www.henrinouwen.org

 


 


إن حياة ومعاناة هنري نووين تضرب لنا مثلاً تحتاجه المشورة المسيحية، بل وأيضاً الحياة المسيحية عامة، في عالمنا المعاصر عن من يستطيع رغم وجود الآلام التي لا حل لها أن يعيش ويصبر إلى المنتهى ويبقى أميناً، وهذا كل ما يهم. إنه مثال وقدوة سوف يحتاجها الملايين في هذه الحياة.


 


نبذة مختصرة عن الكتاب

"ثاني إصدارات الخدمة في النشر والترجمة (تجده متوافراً بمكتبنا والمكتبات المسيحية مع نهاية هذا الشهر) والذي سيليه قريباً كتاب للدكتور سامي فوزي. شكراً للرب وصلوا معنا لأجل هذا المشروع."