أرض النفاق

سامح سليمان ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

أرض النفاق

 

إنسان مصرى وأخر من بلاد الفرنجه، كلاهما لديه نفس الأعاقات.

أحدهما يعمل استاذ جامعى والأخر ملقى على كرسى متحرك ، أمام أحد المطاعم الشعبيه!!

الغربى يستثمر مواهبه وقدراته ويحقق ذاته، ويجد كثير من المؤسسات التى تدفعه للأمام وتعطيه حقه كاملاً فى المساندة والتدعيم.

والمصرى بكل أنانيه وساديه وأنعدام للضمير يتم تحويله الى مطيه ودميه وأداة لتمكين الأصحاء بدنياً من تحقيق ذواتهم.

بأعطائه بعض الطعام _ ربما كان ما تبقى منهم وخافوا يسيبوه فى الثلاجه أكتر من كدة لئلا يحمض وينكب فى الزباله – ليستمتعوا بلذة القدرة على العطاء، والشعور بإحساس السيد الواهب المانع، وأيضاً لتغفر لهم خطاياهم الكثيرة المتنوعه ( ويدخلون الجنه على قفاة ) .

ولا ننسى من يجلس أمامه لساعات يمصمص شفتاه ويشكر الله لأنه ليس فى مثل حالته، ويتأمل فى حكمة أبتلائه حتى يكون عبره

لمن لا يحمد ربه. بخلاف طوابير المستظرفين محترفى القاء النكات السمجه، فلابد أن يجلس أحدهم بجانبه بعض الوقت ليمارس عليه موهبته التى لم تجد من يكتشفها، من اجل أن يخفف عنه وبرضوه يكسب ثواب ( وأيضاً أضاعه الوقت،بدلاً من الجلوس على المقهى).

فى الغرب يفعلون الصواب لأقتناعهم بأنه صواب، يقدمون يد المساعده للأخر لأيمانهم بالأنسان وبقيمته،وانتمائهم ومحبتهم لمجتمعهم وسعيهم نحو تقدمه، وأيضاً بسبب دافع الخير والرغبه فى مساعدة الأخر دون الأهتمام بمعرفة دينه أو جنسيته، والذى تم غرسه فى نفوسهم منذ الطفوله عن طريق مؤسسات المجتمع المختلفه بدايةً من مؤسسه الأسره، وصولاً الى المؤسسه التعليميه والأعلاميه .

بينما نحن لا نفعل شئ الا من اجل غرض و غايه شخصيه سواء كانت ماديه أو معنويه . علاقتنا مع بعضنا البعض وحتى علاقتنا بالله

هى علاقه أستغلاليه نفعيه تعويضيه قائمه على الأستفاده وتبادل المصالح. لا نطلب من الله الا غفران ذنوبنا أو تلبية رغباتنا الشخصيه،

ندفع التبرعات للحصول على البركه المضاعفه،نصوم ونذهب الى الصلاة ونقيم الموائد لأطعام الفقراء فى المواسم والأعياد كى يمدحنا

الناس وننال النعيم فى الأخرة، نترك الفقراء والمرضى يحيون فى بؤس ومهانه ومذله ونبنى اضخم وأفخم الاضرحه و دور العباده ،

نطلب منهم ليل نهار فى خطابنا الأجتماعى والثقافى والأعلامى والدينى أن يصبروا و يحتملوا ألامهم ومرضهم وفقرهم، ثم نغادر أعمالنا مستقلين أفخم وأحدث السيارات ( لنأخذ ابنائنا من مدارسهم الأجنبيه ونعود معهم الى شقه جاردن سيتى أو فيلا أرض الأحلام !! )

(نظهر أمام الناس مظاهر الحب والعطف تجاههم ونحتقرهم بداخل أنفسنا، نتركهم فريسه للجوع والمرض والموت ثم نبنى لهم قبور)

ان الفقراء فى مجتمعاتنا ليسوا الا وسيله للأسترزاق ومادة للنصب ونهب ألأموال بأسم التبرعات التى يذهب أكثرها الى جيوب جامعيها، وأقامه الحفلات الخيريه من أجل الوجاهه الأجتماعيه وعقد الصفقات ( مع بدايه شهر رمضان كأحد أهم مواسم البيع بأعتبارة الشهر الأكثر أستهلاكاً من قبل الأسر المصريه، بدأت الشركات حملاتها الترويجيه والتى تتخلل البرامج و المسلسلات مستخدمه الرساله الدينيه فى الترويج لمنتجها من خلال الطرق على باب العاطفه الدينيه ، وتخصيص جزء من ايرادات الشركه الناتجه عن زيادة الأستهلاك

واقبال المستهلكين عليها لأعمال الخير، وفيما اعتبرة البعض ضرب عصفورين بحجرمن خلال المساهمه فى المشروعات الخيريه

ومنح التبرعات الماليه من صدى لدى العامه ، وايضا تحقيق اقصى استفادة من اعفاءات قانون الضرائب،وفى الوقت ذاته تؤكد انها

جزء من المجتمع، لم يخل الامر من بعض المخالفات التى اكتشفتها مصلحه الضرائب فى التلاعب بأيصالات التبرع. فضلا عن انه من المتوقع أن يسفر البحث الخاص بالأقرارات الضريبيه عن عدد من الأخطاء التى وقع فيها الممولون )(مجله روزاليوسف5/9/2009).

وأقامة المستشفيات الخيريه المجانيه ـ صاحبه شعار:الداخل مفقود والخارج مولود ـ التابعه فى كثير من الاحيان لمؤسسات دينيه،وذات مستوى ردئ جداً من حيث الكفاءة المهنيه للأطباء أو لطاقم التمريض،والمعامله اللاأنسانيه للمرضى،وتدخل الوساطه،والأصابه بالأمراض المتنوعه نتيجه التلوث والأهمال، بل ربما لا يخرج المريض حيا( أو ربما يخرج ناقص كبد أو كلى،أو يكون الطبيب عندة زهايمر وينسى فى بطن المريض فوطه أو مشرط أو جايز شاحن الموبايل!!! )ويتحمل الكثير من المرضى تلك النتائج الكارثيه فى صمت، فليس لديهم القوة أو المال حتى يستطيعوا أن يحصلوا على حقوقهم ، بل ربما قمنا بتبكيتهم وأمرناهم ان يرضوا بالمقسوم وقضاء الله وقدره !!

والله هو من سيعاقب الجناة فى الأخرة، أما ما حدث لهم هو تجربه وأختبار لقوة ايمانهم وابتلاء من الله علشان يفوزوا بنعيم الجنه!!

جمال الشناوى : درجة الحراره فى الخارج كانت أقل بكثير منها داخل ثلاجة الموتى بمستشفى مدينة نصر للتأبين الصحى،عامل الثلاجه يسحب التروللى وعليه جثمان المريض الذى فارق الحياة للتو بسبب أهمال جسيم،فالأطباء هنا يتعاملون مع المرضى كل حسب واسطته إما البسطاء فليذهبوا ألى العالم الاخر...،ها هى الثلاجه أدارة المستشفى وضعت بها كم كبير من المهملات،أسره قديمه وكميات كبيره من المفروشات الملوثه بدماء الضحايا...، عامل الثلاجه دفع التروللى الى داخل مبنى الثلاجه فبها أثنان نجح أطباء المستشفى فى إنهاء حياتهم ببراعة القاتل المحترف ، النصف العلوى من الميت مازال عارياً، وكنت واهماً أن للموتى وقتلى الأهمال حرمه،ولكنك بعد لحظات ستكتشف أن الفساد وطلب الرشوه الأجباريه أى الأتاوه لا يرتبط بمكان، فحتى داخل الثلاجه عليك بدفع المعلوم حتى تجد ما يستر حرمة وجسد الميت ألذى أنتفخ من فعل عبث ما يطلق عليهم بأطباء التأمين الصحى..، أذا أردت ستره جيده للميت فعليك أن تدفع لعامل المشرحه الذى يشبه جزارى المدبح، فالدماء تغطى ملابسه والرحمه قد غادرت قلبه منذ أن ألحقوه بهذا العمل،زوجة الميت كانت تتحدث ألى الراحل تسأله عما تفعل فى الدنيا من بعده،وماذا تقول لأطفاله الذين لا يعلمون أن أباهم لم يعد موجوداً..، ولكن بكاؤها لم يشفع لها عند جزار ثلاجة الموتى، وكان عليها الأذعان لطلبه بالدفع حتى يستر عورته، وبعد ساعات وصل أهل قتيل الأهمال بعد إبلاغهم...،

أحدهم ذهب الى أدارة المستشفى لأنهاء الأجراءات ، ولكن مشهد الرشوه والفساد الذى لا يميز حتى مع الموتى يتكرر، ست ساعات

أحداث شاقه متتابعه للميت وأسرته حتى يفلتوا بجثمان الراحل من جحيم مستشفى التأبين الصحى ، وها هى السياره تنطلق بالفقيد وزوجته..،وتنفس الجميع الصعداء فالفقيد سيذهب الأن ألى قبره ليرتاح من وهم أسمه العلاج فى مصر." اليوم السابع 22/12/2009 "

(ولكن هذا لا يجعلنا ننكر الدور الكبير الذى تلعبه تلك المستشفيات فى التوريد المنتظم والمكثف للمرضى من مختلف ألأعمار الى ألأخرة بواسطه سفراء عزرائيل(أقصد بعض ألأطباء)ويساعدهم فى ذلك شياطين العذاب(ملائكه الرحمه سابقاً)،مما يساهم فى حل مشكله الكثافه السكانيه، وأنتعاش الحاله الماديه للحانوتيه ونابشى القبور،وتحقيق أزدهار ملموس فى تجارة الأعضاء،مما يؤدى الى حدوث تخفيضات فى أسعارها وأتاحة القدره على تقديم أفضل العروض وفتح ألأسواق للتصدير، وتسهيل الفرصه أمام تلامذة كليه الطب الغلابه للتدريب!!)

إن أحد أهم أهداف المجتمعات الطبقيه السلطويه المستغله ـ ألتى تسودها ثقافه السادة أصحاب الفضل والجميل والعبيد الخانعين الأذلاء

الطائعين لرغبات و توجيهات و أوامر أسيادهم ـ هو أزدياد عدد المرضى و الفقراء و المعاقين و بقائهم فى اسوء حال ، فعلى فقرهم

وبؤسهم ومذلتهم وجوعهم وألامهم وأمراضهم وجثثهم يقفون ليظهروا مدى تدينهم وعطفهم ورحمتهم وتقواهم ومحبتهم للأخرين !! "

هل يوجد فى مجتمعنا الملائكى المتدين من يعرف عدد ألأفراد الذين يعيشون فى المقابر أو على ألأرصفه وتمر عليهم أيام لا يجدون فيها ما يرتدونه أو ما يشبع جوعهم؟هل يعرف أحد عدد من أرغمتهم الظروف أن يبيعوا عضو من أعضائهم ليحيوا من ثمنه، وكم أسره أجبرت أن تبيع أحد أطفالها أو ترغمه على العمل وتحرمه من الأستمتاع بطفولته حتى يجدوا قوت يومهم ويتمكنوا من تربيه ألأخرين ؟!

(فى مصر تسود اشكال عديدة من الاتجار بالبشر خاصه الضعفاء منهم و الفقراء ، مثل تزويج قاصرات من عرب بعقود عرفيه ، وطلاقهن ثم تزويجهن عدة مرات ، وأستغلال البنات والسيدات الفقيرات فى الدعارة ، وأستغلال الأطفال فى أعمال غير مشروعه ...،

كان تقرير الخارجيه الامريكيه قد ذكر أن مصر مازالت مصدرا ووسيطا و مقصدا للأتجار بالنساء و الأطفال بغرض العماله الأجباريه والأستغلال الجنسى ، وأن اطفال الشوارع فى مصر يقدر عددهم بمليون طفل من الجنسين...، وأعتبرت منظمات حقوقيه أن الأجبار على ممارسه الدعارة وأجبار الصغار أو الكبار على التسول وسرقه الكلى أو القرنيات دون موافقه المرضى كلها تدخل ضمن الأتجار فى البشر  كما أعتبرت ظاهرة الزواج المبكر أو الزواج الصيفى للفتيات من العرب الاثرياء أقصى درجات الاتجار بالبشر ، و أن مصر بها أعلى نسب لبيع الاعضاء ، لدرجه أن البعض يعتبرها مركزا عالمياً لهذا النوع من الأتجار بالبشر ( اليوم السابع 27/10/2009 )

( إن الفقراء يستثمرون أطفالهم كما يستثمر الأغنياء أموالهم، فبعض شرائح العائلات الريفيه تعتمد فى بقائها على ما يكتسبه ألأطفال

من دخل يضاف للعائله، ونظراً لعدم توافر الأغذيه والخدمات الصحيه يدرك الأباء أن أطفالهم سيموتون غالبا فيلجئون الى أنجاب المزيد

من الأطفال ليضمنوا تعويض الفاقد . إن الفقراء يتعايشون بطريقه أو بأخرى مع غير الفقراء فى المجتمع بأستكانه وأستسلام للقدر،     فالفقر يقتل الطموح و يخلق الحرمان والمهان ثم عدم الرضا والقلق والغضب ، والذى يصل الى حد التهيج ثم الثوره . فأذا ما وئدت

هذة الثورة بشكل او بأخر كان الخوف والاستسلام والأستكانه واليأس والأحباط  )  " ثقافه الفقراء : مركز دراسات قناة النيل الثقافيه "

(لكن والحق يقال ان العديد من رجال الدين والكثير من الأتقياء الرحماء الورعين ، قاموا بالواجب وزيادة، ولم يسكتوا على هذة ألأفعال ألشيطانيه التى قام بها هؤلاء المحتاجين (أخوان الشياطين)، بل قاموا قومه رجل واحد مطالبين بالقصاص العادل منهم،وصرخوا بأعلى

صوتهم قائلين هذة الأفعال حرام حرام حراااااااااااام! ) ( لا والله كتر خيرهم حقيقى عندهم ضمير ، ربنا يديهم الصحه والعافيه )!!

ان المجتمعات الاستغلاليه المتخلفه رافضه و معاديه و محتقرة و مزدريه ومستنفذة  للفقراء و لكل صاحب أحتياج للعون والمساعدة،

هى مجتمعات شديدة القسوة والوحشيه والأنتهازيه لا ترحم البسطاء او الضعفاء او اصحاب النوايا الحسنه،ولاتحترم أو تعطى أى كرامه أو مكانه أو حمايه أو مساحه أو حق فى الحياة الكريمه والوجود الفعلى الا للأغنياء الأقوياء أصحاب الحظوة والسلطه والسطوه والنفوذ.

هى لا ترغب فى وجود مجتمع تسودة العداله الأجتماعيه والمساواة فى القيمه الأنسانيه والحق فى الوجود ، والتساوى فى الحقوق والواجبات دون أعتبار لأختلاف المكانه الأجتماعيه أو اللون او الجنس أو الدين أو الطائفه الدينيه أو حتى عدم أتباع الفرد لأى ديانه،

بل تريد أن يسود الغنى الرحيم صاحب الفضل وألأحسان، وأن تزاد أكثر فأكثر مهرجانات وحفلات وأستعراضات الخير والشفقه والعطف.

د. مصطفى حجازى : ـ ( من الخصائص الاساسيه قطعاً للبلاد الناميه، التعارض الحاد والصارخ بين الغنى المفرط لقله من السكان وبؤس غالبيتهم الساحقه....، بين هذة القله ذات الامتيازات المفرطه، والغالبيه البائسه، تقوم علاقات اقطاعيه او شبه اقطاعيه. العلاقات الأقتصاديه بين المستخدم ورب العمل لا تقوم على العقد، بل تتصف بالتبعيه. يرتبط الفلاح بمالك الارض و العامل بصاحب رأس المال فى علاقات شبه عبوديه تفرض عليه الرضوخ ، إذا اراد ضمان قوته والأطمئنان ليومه وغدة . مالك الأرض هو السيد بالنسبه للفلاح ، يجد هذا الاخير عندة الحمايه ـ من خلال الرضوخ والأستسلام ـ من بعض غوائل الطبيعه والناس .مصير الفلاح أو العامل مرهون برب عمل واحد ، أنه رهن أعتباط قانون السيد . ولابد له اذا اراد تجنب التشرد والأضطهاد من البقاء فى حاله التبعيه هذة ،لا يملك من خيار

الا الأنتقال من الولاء لسيد الى سيد اخر . هناك ايضا التبعيه للمرابى الذى يقيد بالديون المزمنه ...، العالم المتخلف هو عالم فقدان الكرامه الانسانيه بمختلف صورها . العالم المتخلف هو الذى يتحول فيه الانسان الى شئ ، الى أداة أو وسيله ،  الى قيمه مبخسه ...،

عندما يتحول العالم الى زيف وتضليل يصبح لزاماً على كل واحد أن يلعب اللعبه كما تسمح له امكانياته ، وويل لذى النيه الطيبه ، انه

لا يغرم فقط من خلال استغلاله ، بل  يزدرى بأعتبارة ساذجاً وغبياً ، تدلنا علاقات التكاذب والتضليل على مدى الأنهيار الذى الم بقيمه الأنسان فى العالم المتخلف، حيث يتحول الى مضلل أو ضحيه تضليل، فالأخر ليس مكافئاً لنا ، بل أداة نستغلها بمختلف الوسائل الممكنه )

" التخلف الاجتماعى مدخل الى سيكولوجيه الانسان المقهور "

إن المجتمعات المتخلفه الفاشله التى يسودها التدين ألأستعراضى هى مجتمعات معاقه نفسياً وفكرياً وأخلاقياً،هى مجتمعات مهدرة للطاقات وقاتله لأصحاب المواهب والقدرات وحاضنه لمختلف أنواع الفساد، ولهذا السبب نجدها أكثر المجتمعات دعوة للتمسك بالفضيله والأخلاق القويمه( الأمانه والبذل والعطاء والصبر والقناعه والتضحيه ) وأكثرها ترويج فى كل مؤسساتها سواء ألأعلاميه أو الدينيه لنموذج الثرى التعيس البائس المريض الذى يحيا فى ظل أسرة مففكه يسودها القلق والخوف والحقد والطمع والكراهيه، ويتمنى فى كل لحظه أن يكون

فى مثل سعادة جاره الفقير المعدم الذى لا يجد قوت يومه ولا يستطيع أن يعول أسرته ولكنه يتمتع بالصحه والحب والسعادة الأسريه !

(وهذا ما نراه سائداً فى أفلام الثلاثينات والأربعينات عصر الفروق الطبقيه الهائله)

ان المجتمعات الدينيه القبليه القمعيه الاستغلاليه المنافقه هى أكثر المجتمعات امتلاءً بالمساوئ والنقائص والعورات ولهذا فهى أكثرها استخداماً وتجنيداً لجميع مؤسساتها التعليميه والأعلاميه والدينيه والثقافيه لنشر وتلقين المبادئ والأفكار والمعتقدات الخرافيه الأسطوريه التى تؤدى لتزايد عدد الضحايا من المغيبين ورافضى الحياه ومنتظرى الحلول الفجائيه السحريه، وزيادة سهوله أستغلالهم وأفتراسهم . كما انها أكثرها تكريس وتقديس لقيم الطاعه و الخضوع و الخنوع و الليونه و الأعتماديه و الزهد  و الأستكانه و الأنهزاميه و القدريه ،

( كله مقدر ومكتوب، أجرى جرى الوحوش غير رزقك لن تحوش، من شاف بلوة غيرة هانت عليه بلوته، من رضا بقليله عاش )

لأن كلما ازداد عدد البلهاء و الجهلاء و السذج معدومى الطموح والأرادة و الكبرياء، أصحاب الفكر والطبيعه الغيبيه السلبيه المازوشيه،

كلما تمكن أكثر البشر دهاء وخسه و دناءة و وضاعه وأنحطاط ، وأقلهم موهبه و معرفه و مقدرة و كفاءة من السيطرة التامه و الكامله على أفراد المجتمع و مؤسساته المختلفه ـ خاصه المؤسسات الحيويه ـ والوصول الى المناصب ذات ألأهميه والفاعليه بسهوله ويسر، مما يزيد من ثرائهم وسطوتهم وتمكنهم من إذلال و إستعباد و مص دماء كل من لهم عليهم سلطان حتى أخر قطرة وتسخيرهم على كافه المستويات ولأقصى الحدود دون أدنى أعتراض أو مقاومه أو تذمر ، من أجل تحقيق أهدافهم الخاصه و مصالحهم الشخصيه اللاأنسانيه .

" أتمنى وجود خطاب دينى ينتقد أنتشار الرشوة والأختلاس والمحسوبيه فى كثير من المؤسسات، بدلاً من تفرغ العديد من رجال الدين

للتحدث فى أدق الأمور الجنسيه، ونقد ملابس النساء والتحذير من خطرهم الرهيب، وغرس أشتهاء الموت وكراهيه الحياة فى النفوس "

إن الخداع والغدر والانتهازيه والاستغلال والقسوه والبطش وانعدام الرحمه والمشاعر هى اهم فضائل المجتمعات المنافقه الكاذبه ،

واكثر القيم تفضيلا واحتراما وقبولا ورواجا وفاعليه فى المجتمعات المتخلفه  التى لم تنجح فى التصالح مع الفرد واقامه علاقه قائمه على الاحترام والتعاون المتبادل ـ القائمه على الافتراس والصراع والتنافس الغير شريف والعداء المعلن والغير معلن بين المجتمع والفرد ـ حتى وان رفضت ولعنت واحتقرت فى العلن، بينما قيم اخرى مثل العداله والتكافل والتعاون ومحبة الاخر ومساعدته بدون اى اغراض، واعطاء كل صاحب حق حقه ـ حتى وان كان بلا ظهر يحميه،ودون اى احتياج لاى تدخل او وساطه ـ  هى قيم عديمه القيمه ومنتهية الفاعليه والصلاحيه وغير قابله للتطبيق او الاستخدام ويتم تصنيفها ضمن قائمة الخطايا والرزائل والنقائص ونقاط الضعف ولعنها وازدرائها ورفضها حتى وان تم تجنيد كافه المؤسسات التعليميه والاعلاميه والدينيه للاشاده باصحابها والدعوه الى التحلى بها .

" كثيرا ما يدعوا اللصوص الى الصبر والامانه والرضى والقناعه حتى لا يزداد عدد من يتقاسم معهم الغنيمه "

يجب على الإنسان العاقل الناضج الواعى المنطقى العقلانى ، الذى يحيا فى مجتمع بدائى حيوانى همجى وحشى سادى منافق مستغل ،

أن يتوافر لديه قدر جيد من التيقظ والتأهب ، ودرجه كبيره من الشك والريبه وعدم التصديق وعدم الأنبهار بأى شئ أو بأى شخص، والحذر الشديد حتى من أكثر الناس أظهاراً لمحبته وتدعيماً له، والأيمان والتأييد لأفكاره وأرائه وأفعاله وردود أفعاله وقراراته ومواقفه، وأكثرهم أقتراباً منه وقرابةً له، مهما كانت درجة قرابتهم البيولوجيه أو الأجتماعيه ـ أفضل وأصدق أصدقاء اليوم ربما يصبح أسوء وأقذر وأشرس وأقسى أعداء الغد وأكثرهم قسوه وبطش ووحشيه ورغبه فى الأيذاء ـ يجب على كل أنسان واقعى يرغب فى مواجهة الحياه بمنطقيه وعقلانيه أن يخفض من سقف تمنياته وتوقعاته الأيجابيه من الحياه ومن المحيطين به،وأن يتمتع بالقوه النفسيه والفكريه والأقتصاديه ـ والجسديه أيضاً إن كان ذلك فى الأمكان ـ والحزم والحسم والشده والصلابه اللازمه لمواجهة الحياه التى فرضت عليه بدون أعطاؤه الأمكانيه أو الحق فى قبول أو رفض المجئ أليها ـ وأن يعرف أن الحياه بصفه عامه ليست الا سلسله طويله من أستعباد واستغلال واذلال الاقوى للأضعف ، ولا اقصد فقط الأقوى من حيث البنيه الجسمانيه والعضليه ولكن أيضاً أقصد الأقوى أقتصادياً وعقلياً ونفسياً وفكرياً، والأكثر معرفه وفهم وأدراك ـ يجب أن لا ننسى أن المعرفه قوه ـ والأكاذيب والصراعات والمعارك المتلاحقه المتتاليه، ومؤامره محكومه ومحبوكه،وخدعه كبرى، وقصه عبثيه حزينه مؤلمه كان من الأفضل لو لم تكتب من الأساس ، ومأساه مبكيه مضحكه، ومسرحيه هزليه ساخره أخرجت بشكل مأساوى جنونى، ومسلسل عبثى كئيب عديم المعنى ينتمى الى الكوميديا السوداء قد طالت مدته أكثر من اللازم بكثير جداً وبلا أدنى مبرر لذلك، ويجب عليه إن أراد النجاح فى مزبلة ومعركة الحياه أن يعرف الدور المناسب له ويكافح ويصارع للحصول عليه، ويفهمه ويتقمصه ويتقن أدائه، وأن يحب ذاته بدرجه معقوله ويتقبلها كما هى ويسعى لتغيير ما يمكن تغييره من صفات أو ظروف تعوق مسيره نجاحه، وأن تتطور شخصيته للأفضل وأن يصبح أكثر تفاعل وصلاحيه للحياه ، فالحياه فى المجتمعات المحكومه بعقلية ونفسية العبيد والأتباع،وسياسة الألهاء والتجييش والحشد والقطعنه،لا تعطى الأحترام أو الحق فى تبوء المناصب والوجود الفعلى الا للأقوياء ـ فنحن مجتمع سادومازشى يقدس القوه ويتلذذ بخلق وأختلاق وتأليه الفاسدين والمفسدين والتعبد لهم ـ

فمن بيده القوه هو من يصدر القرارات ويضع القواعد والقوانين والقيم والمعايير والتصنيفات ويحدد الخطأ والصواب والمنطقى والغير منطقى والمسموح والممنوع والمشروع والغير مشروع ـ فالتاريخ  لا يكتبه الا المنتصرون وليس المؤرخون ـ الحياه بصفه عامه وفى

المجتمعات المتأخره الغير مدنيه بالأكثر لم ولن تحمى الضعفاء أو البسطاء أو المغفلين، ولم ولن  تقبل بوجودهم إلا كأحذيه للأرتداء أو

دواب للركوب أو كدرجات سلم يصعد عليه الساده المتيقظين النابهين الفاهمين ، أو كخدم وعبيد أو فى أفضل الأحوال كمجرد مساعدين .

ولذلك يتحتم على كل راغب فى الحياة والتواجد الفعلى أن يتمتع بقدر معقول ومقبول وكافى من الغريزه والطبيعه القتاليه الدفاعيه

والهجوميه أيضاً عند الضروره، والصلابه والأصرار والمثابره، وحب وتقدير لذاته وإيمان بقدراته وأستحقاقه للنجاح، فمن لا يتقبلون ذواتهم ويحبونها ويحمونها ويدافعون عنها بكل حزم وحسم وقوه وصلابه وشراسه وقسوه إذا لزم الامر، يصبحون ضحايا للعديد من البشر الذين يعشقون ذواتهم بكل نقائصها وعيوبها، فكلما كنت أقل ثقه بذاتك وإيمان بقدراتك وأكثر تساهلاً فى الدفاع والمطالبه بحقوقك ـ كما يريدك المجتمع أن تكون ـ كلما أزداد عدد دواب وحشرات وديدان الأرض الساعيه لأستعبادك والطامعه فى التلذذ بأفتراسك.

عبد الله القصيمى : ـ (إن احتمالات ثورة المغامر ضد الحاكم الطيب الفاضل أعلى بكثير من أحتمالات  ثورته ضد الحاكم القوى المستبد.

فنحن كثيراً ما نتجرأ على أصطياد الحيوان اللطيف المستأنس أكثر من جرأتنا على أصطياد الحيوان المفترس) " ايها العقل من راك "

يجب عليك إذا رغبت فى تحقيق النجاح فى هذه الحياه أن تفهمها وتستوعبها على قدر أستطاعتك،وأن تتقبلها ليس كما يتم تصويرها

أو كيفما تريد أن تراها،بل يجب عليك أن تراها على حقيقتها وتتقبلها كما هى بكافة نقائصها ومساوئها وعيوبها،وبكل ألامها وأحزانها وأكاذيبها وقبحها وبشاعتها ودمامتها وشقائها وبؤسها وعبثيتها، وأن تتوائم وتتكيف بصوره تفاعليه إيجابيه  ـ مع الحفاظ على أفكارك وأراءك وقناعاتك ـ مع سفالات وبذاءات وإيذاءات وقذارات وغباوات وتفاهات وسخافات وجهالات وضلالات من يتقاسمونها معك، وأن لا تثق إلا فى ذاتك وأن تكون على معرفه وأقتناع و يقين تام بعدم وجود أى شخص فى الحياة كان أو سوف يهتم بك ويشعر بعذابك

وأوجاعك وألامك وأحزانك ومتاعبك ويكفكف لك دموعك ويحنو عليك ويمنحك الحب والعطف والرعايه ويتمنى لك النجاح الا نفسك . يجب على الانسان العقلانى الناضج الواعى أن يكون على أقتناع وقناعه كامله بعدم وجود أى صديق أو رفيق حقيقى أو حليف له فى الحياه الا إيمانه بذاته وأمكاناته ومواهبه وقدراته، يجب أن يكون على معرفه بأنه لم ولن يكون مصدر لأهتمام الاخرين به إلا فى حالة أحتياجهم له ورغبتهم فى معرفة نقاط ضعفه وكيفية السيطره عليه وتسخيره لتحقيق أهدافهم ومخططاتهم ورغباتهم وأستنفاذ طاقاته ومواهبه وقدراته والتمتع بلذة القياده والسيطره والتمكن من أخضاع الاخرين وتحقيرهم وخداعهم،وأن يكون على أدراك وأقتناع وقناعه تامه بأنه لا يمثل لأكثر من حوله أو لأى شخص أخر الا ماده للأستغلال ، وفريسه يسعى لأفتراسها إن جائته الفرصه وذبحها بكل برود أعصاب وبدون لحظة تفكير وبلا أى تردد أو تواجد لأى درجه من درجات الشفقه أو الرحمه أو التعاطف أو حتى الندم ، وبدون أدنى درجه من درجات الأحساس بالذنب أو تأنيب الضمير ـ بل ربما يستمتع ويتلذذ بشعور القوى المتفوق و يتفاخر بأنتصاره ـ او غنيمه

يتربص بها وينتظر فرصة أقتناصها، أو سلعه تختلف قيمتها لديه بأختلاف مقدار ما يستطيع أن يتكسبه من ورائها من منفعه .

إن المجتمعات الطبقيه السلطويه الفاسده و المفسده لا يحقق ساكنيها أهدافهم ورغباتهم إلا بالصعود على أكتاف البسطاء وسليمى النيه، وبأن يسحقوا بأحذيتهم أحلام وطموحات وجثث وبقايا غنائمهم ، ممن يتم وصفهم فى وجودهم بطيبة القلب والشهامه والبطوله والعطف والأخلاق الكريمه، بينما يتم تحقيرهم ومعاملتهم بصوره شديدة السوء والأستهزاء بهم وأتخاذهم كأضحوكه وماده للتندر والسخريه والمزاح فى كل جلسه ونعتهم فى غير وجودهم ـ وأحياناً كثيره فى وجودهم ـ بأقذر الألفاظ والمسميات وأكثر التشبيهات أنحطاطاً ووصفهم بالغباء و(العبط) والبلاهه والحماقه،والخنوثه ونقص الرجوله فى حاله ما اذا كان الشخص المراد الاستهزاء به وتحقيره رجلا.

إن المجتمعات الأستغلاليه لا ترحم الضعفاء ولا تحترم أو تعطى الحق فى الحياه الكريمه الا للأقوياء الأذكياء أصحاب البراعه فى الخداع والتضليل والحرفيه فى الإيذاء وصناعة الدسائس والمؤامرات وسرعة التحول والتلون على حسب التيار السائد وبما يتناسب مع أى تغير فجائى، والقدره على فهم وأختراق وتملق من بيده القوه والسلطه،والموهبه فى المكر والدهاء والنفاق والرياء وتحقيق النجاحات وجمع الثرواث وأقتناص الفرص بغض النظر عن مدى شرعية الوسيله المستخدمه،بينما لا تهتم بدعم ومساعده الكفاءات وأصحاب المواهب بل تتركهم فريسه للأحساس بالفشل وأنعدام القيمه والأحباط والأكتئاب واليأس والوحده بدون أى مسانده أو تدعيم أو أتاحة الفرصه أمامهم لأثبات كفائتهم وتحقيق ذواتهم ـ أو بمعنى أخر تتجاهلهم و تزدريهم وتحتقرهم وتقمعهم وتهدر طاقاتهم وتحاربهم وتلقى بهم وبمواهبهم

فى أقرب سلة مهملات أو فى أحقر مزبله أو مقبره أو أقذر مرحاض عمومى حتى يكونوا عبره وأمثوله لكل أحمق حالم ساذج مثالى .

عبد الله القصيمى : ـ ليست الحياة افكاراً أو مذاهب أو اخلاقاً،بل هى قدره وعبقريه،أو فقد للعبقريه والقدره،انها حركات متوافقه توافقاً زمانياً ومكانياً. إن الذى يتدحرج فى طريقها بلا فضيله نفسيه أو إنسانيه قد يتوافق معها ومع قوانينها الحركيه وينتظم فى دروبها أكثر من أعظم فيلسوف وأعظم مفكر يصوغها بمنطقه ويحاكمها بعبقريته الفكريه. ومن مزايا الحياه ،وقد يكون ذلك من رذائلها، إنها ليست ذات باب أو طريق واحد، بل إن أبوابها وطرقها تتعدد بتعدد السالكين إليها وفيها، إنها بلا مثل أو أخلاق أو مذاهب، لهذا تتعامل مع المتعاملين معها بقدر ما تستطيع ويستطيعون بلا أى نموذج من الأخلاق أو التقدير والأحترام،إنها تتعامل مع كل احد بلا أحترام أو تمييز بين فاضل وردئ،إن الذين يخطئون فى المنطق ويصيبون فى الحركه أو يملكون القوه ولا يملكون الخلق هم أفضل فى التعامل مع الحياة من الذين يفعلون العكس، بل هم الذين تقبل الحياه التعامل معهم وحدهم . لا ينبغى ان نتعجب إذا رأينا التافهين والأغبياء والساقطين يصيبون من مزايا الحياة والأنتصار فيها أكثر مما يصيب الأخرون والواقفون على الطرف الأخر بمزاياهم المضاده، بل إذا راينا أولئك هم وحدهم الذين تهبهم الحياة كل حبها ومزاياها . فأولئك التافهون والساقطون الاغبياء قد توافقوا مع الحياة توافقاً مكانياً كما يتوافق الحجر مع الحجر أو مع الأحجار الأخرى فيأخذ مكانه المناسب منها" كبرياء التاريخ فى مأزق "

إن المجتمعات القمعيه المستغله بصفه عامه فى كل بلدان العالم الثالث لا تسعى إلا لتزييف وعى الفرد وبرمجته على ما يتناسب مع مخططاتها وتوجهاتها منذ طفولته بأستخدام كافة مؤسساتها خاصةً أهم مؤسسه فى حياة الفرد وأكثرها تأثيراً فى حياته على المدى الطويل وهى مؤسسة الأسره القائمه فى أكثر الأحوال على الكذب والخداع والتضليل والتملك وأرهاب وأستعباد الأقوى للأضعف تحت العديد من المسميات فارغة وعديمة القيمه والمعنى والمضمون، وتسلط من يملك القوه الأجتماعيه أو الأقتصاديه وهو فى الغالب يكون الأب ـ لاحظ التسميه الشائعه " رب الأسره " فهو الأله الكامل المنزه السيد الأمر الناهى المطاع بلا جدال أو مناقشه ـ  ولا تهدف الا لأخصاء الفرد نفسياً وفكرياً وتدجينه وتضليله وأعطائه نموذج وصوره ورديه مثاليه وهميه عن الحياه ،وقيم قبليه طبقيه عبوديه ساذجه فاسده ملوثه،وقوانيين مزيفه غير منطقيه وغير عقلانيه لأدارة حياته، وتلقينه كافه المبادئ والأفكار والمعتقدات والرؤى والتصورات الخاطئه عن ذاته وعن الأخر وعن الحياة والقيام بتجييشه وقطعنته وألهائه وتجهيله وقمعه وأستلابه وتسفيه أفكاره وأرائه وقضاياه وأختزال احلامه وطموحاته والمتاجره بألامه وأحتياجاته وتمنياته،وممارسة كافة أشكال وأنواع وألوان التحطيم النفسى والمعنوى وقهره وأذلاله وأستنفاذه وتشويهه نفسياً وفكرياً لأبقائه فى حاله دائمه من الضعف والفقر والمرض والبؤس والشقاء والحرمان والعوز وألعجز والإنكسار والخضوع والأستكانه والإحتياج المستمر للمساعده والمسانده والإحساس الدائم بعدم الكفائه والكفايه الذاتيه والشك فى النفس والشعور بالدونيه وأنعدام القيمه ، وعدم الوثوق فى امكاناته وقدراته ليقتنع ويكتفى بدور المتفرج او الكومبارس او فى افضل الاحتمالات دور السنيد أو صديق البطل ويترك الساحه خاليه لكل طامع فى دور البطوله حتى وان كان لا يستحقه،وان يصل الى اعتقاد راسخ وعميق بفقدانه للصلاحيه والامكانيه والقدره على الفعل والمواجهه والتغيير لما يلزم ويتحتم تغييره، وأن يصبح اكثر بساطه وطاعه وخضوعا

وخنوعاً وتنازلاً عن مطالبه وحقوقه، وبذلاً وعطاءً  وتسامحً مع من يؤذيه أو يهينه أو يخطئ فى حقه أو يتعالى عليه أو لا يقدم له الأحترام اللازم،وتساهلاً فى الحفاظ على كرامته وتخطى الأخرين وتعديهم على حياته الشخصيه وخصوصيته،وأكثر إيمان بالقدريه وتقبل سلبى وأنتظار لما قد يؤتى به المجهول، و رقه فى التعامل والطباع وأن يتحلى بالتبلد والسلبيه والتكاسل والتواكل تحت مسمى القناعه والقسمه والنصيب والرضى بالمقسوم ـ ولا تنسى أن المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين ـ واللين والتساهل والتقبل الدائم لكل ما

يقع عليه من تجاهل وظلم و أذلال وإستلاب وسلب لحقوقه واهدار لكرامته وسحق لأنسانيته، وأن يستمر فى الأنقياد الأعمى والأنصياع والأذعان والرضوخ والتأييد التام لكل ما يتم إصداره من تشريعات وفرضه من قوانين ظالمه مجحفه متحيزه لأصحاب السطوه والحظوه والثراء والنفوذ، وتحويله الى لعبه ومطيه وفريسه سهله الأقتناص ولقمه سائغه سهلة الأبتلاع والهضم لكل مستفيد ومستغل وصاحب سلطه ومدرك لحقيقه العلاقه النفعيه القائمه بين الفرد الواعى المستبد المستغل منزوع الضمير والرحمه والعدل والإنسانيه ـ المدرك لطبيعة المجتمع الذى يعيش فيه والعارف بالخصائص والقوانين والشروط والمسالك والدروب السريه للعبه النجاح والصعود والترقى

وتحقيق الامنيات ـ وبين كل جاهل أبله أحمق مثالى سلبى مازوشى ساذج سليم النيه محدود المعرفه والرؤيه والوعى والفهم والأدراك

 

سامح سليمان

القاهرة