ماذا يُصنع لكرمي

منى يعقوب ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

ماذا يُصنع لكرمي

 

حوار بين الآب والابن

الآب:

ماذا يصنع لكرمى وأنا لم أصنعه له؟
لماذا إذا أنتظرت أن يصنع عنباً
صنع عنباً رديئاً ؟
هل أهدم جدرانه فيصير للدوس
وأجعله خراباً ؟
وأوصى الغيمَ أن لا يمطر عليه مطراً ؟


غلظ قلب شعبى

هل نسى آدم من أنا ؟


هل نسى أنه خليقتى وصنعَ يدى ؟

لقد خلقته فى أبهى صورة وأحببته،

منحته فهماً وحكمة وإبداعاً،

منحته إرادة وحرية بل سلطاناً على كل خليقتى

 

وبإرادته إختار أن ينفصل عنى،

وصار متحدياً وضل طريقه متخبطاً...
لوهلة ظن نفسه إلهاً ورفض كلمتى

وصنع لنفسه دستوراً وشريعة تتناسب مع أهوائه وشهواته

 

وتارة أراه تائهاً متخبطاً بين أصنام يتعبد لها
وتارة أخرى معلماً كاذباً يضل الكثيرين معه

 

وتزداد قسوته ووحشيته يوماً بعد يوم

وعاث فى جنتى فساداً ودماراً
حروب ومجاعات هنا وهناك

 

 



إلى متى أحتمله؟
ألا يدرك أنه إختار الموت ثمناً لخيانته؟
 فهل هذا هو آدم خليقتى؟

 

الابن :

أبى من أجلى أمنحه فرصة أخيرة
فآدم غبى لا يتعلم من أخطائه

 

فقد هيأ له غروره أنه صار إلهاً ونادى بحريته

فإذ به سجين دائرة مفرغة من اليأس والاحباط.

وسعى للبحث عن ذاته بعيداً عنك

فسقط فى هوة عميقة من الأنانية والاكتئاب والشفقة على الذات

هوة سحيقة لا مخرج منها بدونك

وهو يعلم يقيناً إنه لا رجاء أن يعود إليك


فإرحمه يا أبى ومد يدك وإمنحه فرصة أخيرة.

فأنا أعلم أن حبك لآدم لن ينتهى وسيدوم عبر الزمان

فقد أرسلت له أنبياءك ورسلك ولكنه أعمى لا يرى وأصم لا يسمع

فأرسلنى لأفتح عينيه وأذنيه وأعطيه رجاءً أن يعود إليك

فإذا ما أرسلتنى أنا،ابنك، سيعلم كم هو عزيز فى عينيك

وسيدرك مدى حبك له وسيحيا فيه الرجاء أن يعود إلى حضنك
فمن أجلى يا أبى أمنحه فرصة أخيرة

 

 

الآب:

من أجل شفاعتك حبيبى سأمنحه تلك الفرصة
وهى الفرصة الأخيرة لعله يدرك نجاته قبل فوات الأوان !

 

منى يعقوب