السيادة على المؤمن

أوزوالد تشيمبرز ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢

 

  •  
  •  
  •  
  •  

"أنتم تدعونني معلماً وسيداً: وحسناً تقولون، لأني كذلك" (يو13:13)

إن ربنا لا يصر أبداً أن يكون له حق السيادة، وهو لا يقول مطلقاً "يجب عليك". ولكنه يتركنا بكامل حريتنا: أن نكون أحراراً لدرجة أننا نستطيع أن نبصق في وجهه، كما فعل أناس من قبل! أحراراً لدرجة أنه يكون في مقدورنا أن نحكم عليه بالموت، كما فعل أناس أيضاً من قبل! وبالرغم من كل هذا فهو لن يتفوه بكلمة واحدة على الإطلاق. لكنه عندما أنشأ حياته فيَّ بالفداء، حينئذ تحققتُ في الحال من حقه المطلق في السيادة عليّ. إنها سيادة أدبية: "أنت مستحق يا رب.." إن ما هو حقير وتافه فيَّ فقط هو الذي يرفض أن ينحني أمام المستحق. فإذا كنت عندما أتقابل مع إنسان أكثر قداسة مني، ولا أعترف باستحقاقه و أطيع ما يأتي عن طريق الأشخاص الذين هم أفضل قليلاً مني، ليس في الذكاء بل في القداسة، إلى أن نأتي إلى الخضوع الكامل تحت سيادة الرب نفسه، وعند ذلك يكون هدف الحياة بجملتها هو الطاعة المطلقة له.

لو أن ربنا ألح على الطاعة، لصار كرئيس للعمال وتوقف عن أن يكون له أية سيادة. إنه لا يلح أبداً في طلب الطاعة، ولكننا عندما نراه فإننا نقدم له الطاعة على الفور، فهو السيد الذي نرتاح إليه، ونعيش في عشق وتمجيد دائم له من الصباح حتى المساء. إن طريقتي في اعتبار الطاعة وتقديري لها هي التي تكشف عن مدى نموي في النعمة. فعلينا أن نخلِّص الطاعة من الوحل الذي علق بها. والطاعة تكون ممكنة فقط بين من هم متساويين، فهي العلاقة بين أب وابن، وليست بين سيد وخادم. "أنا والأب واحد" (يو30:10). "مع كونه ابناً تعلم الطاعة مما تألم به" (عب8:5). فطاعة الابن كانت كمخلص لأنه كان ابناً، وليس لكي يصير ابناً.

 

(أوزوالد تشيمبرز(
من كتاب :أقصى ما عندي لمجد العلي
قراءة يومية – 19 يوليه