خبرة إدراك الذات، والكفاح من أجل الوجود

رولو ماي - إرفين يالوم ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢

(ملحوظة للمتصفح: هذه الفكرة طويلة بعض الشيء، ونظراً لأهميتها لم نستطع اختصار أي جزء منها. يمكنك نسخها ولصقها بملف خاص على جهازك لقراءتها في وقت لاحق)


خبرة إدراك الذات (الوعي بالذات)
حوالي العام الثاني من العمر أو ما يقرب من ذلك قليلاً أو كثيراً، تبدأ تظهر عند الكائن البشري علامات انبثاق هامة جداً في مراحل تطوره، وأعني بها شعوره بذاته Consciousness of himself . أنه يبدأ يعي ذاته بصفتها "أنا". فالطفل قبل ولادته يكون جزءاً من الـ "نحن" الأصلية، انه كان جزءاً من أمه، وأنه هكذا يستمر جزءاً من الـ "نحن" النفسية Psychological we أبان رضاعته المبكرة. لكن الطفل الصغير الآن – وللمرة الأولي – يصبح واعياً بحريته. فهو يبدأ يجرب إحساسه بذاته كهوية خاصة منفصلة عن الأبوين، ويستطيع أن يقف بوجهيهما إذا ما دعت الحاجة إلي ذلك. وهذا الانبثاق العجيب هو ولادة الكائن البشرى ولادة نفسية وتحوله إلي "شخص".

الشعور بالذات – العلامة الفريدة للإنسان
هذا الشعور بالذات، هذا الاستعداد لأن يري المرء ذاته وكأنه يلحظها من الخارج، هو الصفة المميزة للإنسان. لي صديق لديه كلب عوده علي الانتظار على باب مرسمه طيلة فترة الصباح. وعندما يأتي أي شخص إلي باب المرسم فإن الكلب يقفز من مكانه نابحاً، وذلك بقصد المداعبة. وصديقي يري أن الكلب في نباحه هذا كأنه يقول: "ها هنا كلب ينتظر طيلة الصباح أي فرد قادم ليلعب معه. فهل هو أنت هذا الفرد – يا هذا القادم؟" هذه عاطفة ظريفة لا شك، وكل الذين يحبون الكلاب يستمتعون بإسقاط أفكار مريحة كهذه في زوايا أدمغتهم. لكن هذا ما لا يستطيع الكلب في الحقيقة قوله بهذه الدقة. انه يقدر أن يظهر لك انه يجب إن يلعب وبإمكانه أن يغريك بأن تلقي إليه الكرة باتجاهه، لكنه ليس باستطاعته ككلب أن يقف خارج إطار ذاته ليري ذاته كلباً وهو بفعل هذه الأشياء. انه لا ينعم بنعمة الشعور بالذات التي ينعم بها الإنسان. وبقدر ما يعني هذا بأنه كلب، فإنه يعني أيضاً أنه خال من العصاب (الاضطراب النفسي) Neurosis والقلق والشعور بالذنب، بحيث أن بعض الناس يفضلون القول إن الكلب ليس منحوساً بلعنة الشعور بالذات. وأننا لنجد والت هويتمان Walt Whitman مردداً صدي هذه الفكرة فيحسد الحيوانات علي ما تنعم به من راحة البال، اذ يقول:
أحسبني أطيق العودة و العيش مع العجماوات
إنها لا تكدح ولا علي أحوالها تأسي،
إنها في الدجى لا تضطجع يقظى.
علي آثامها لا تنتحب بالشكوى.
لكن واقع الحال هو أن شعور الإنسان بذاته يعد مصدر مؤهلاته. انه يتضمن قدرته علي التمييز بين الـ "أنا" وبين العالم. انه شعور يمنحه الاستعداد والقابلية لمراقبة الوقت، والذي يعني ببساطة القدرة علي الوقوف خارج نطاق الحاضر فيتصور المرء نفسه في ماضي اليوم المنصرم، أو به يتمكن من أن يتصور مسبقاً بعد غد. لهذا فأن الكائن البشري يستطيع أن يتعلم من الماضي وأن يخطط للمستقبل. ولهذا فإن الإنسان هو الكائن التاريخي الذي يقدر أن يقف خارج إطار ذاته وأن ينظر إلي تاريخه سابقاً ولاحقاً، وبذلك يتمكن من التأثير في تطوره الخاص به كشخص، وهو بعد يستطيع إلي حد قليل إن يؤثر علي صيرورة التاريخ لأمته ومجتمعه ككل. وأن الاستعداد للشعور بالذات ينطوي كذلك علي قدرة الإنسان علي استعمال الرموز واستخدامها في تيسير مجري حياته. لهذا فبإمكان الإنسان أن يفكر بالمجردات تفكيراً تجريدياً. فهو يستطيع أن يتصور "الجمال" Beauty ، و "العقل" Reason ، و "الخير" Goodness .....الخ. هذا الاستعداد للشعور بالذات وإحساسنا بذواتنا يمنحنا القدرة علي أن نري ذواتنا كما يرانا الآخرون، ونستطيع بذلك أن نتعاطف مع الآخرين. إنه يشكل الأساس لاستعدادنا الرائع في أن ننقل أنفسنا إلى مكان شخص آخر حيث سنتواجد حقاً في الأسبوع القادم، ومن ثم نتخيل كيف سنتصرف وماذا سنفعل، وكيف سنحس لو كنا نحن هذا الشخص. إنه يمكننا من الحس الأخلاقي، ورؤية الحقيقة، وإبداع الجمال، واخذ أنفسنا بالمثل العليا، والتضحية من أجلها إذا ما دعت الحاجة واقتضت الضرورة.
إن تحقيق هذه الإمكانات الكائنة بالفعل إنما تقيم البرهان علي كينونتك كشخص، وهذا هو ما يراد به في الأقوال التي جاءت بها الأديان السماوية بأن الإنسان قد خلق علي صورة الله.
لكن هذه الهبات إنما تتأتى بثمن باهظ ، وهو القلق والتأزمات النفسية الداخلية للفرد. فولادة الذات ليست بسيطة ولا هي بالأمر الهين اليسير. ذلك لأن الطفل يشعر الآن بأنه يواجه المصير المخيف من أنه سيكون فرداً،مفرداً، عليه أن يواجه العالم وحده بدون الحماية التامة التي توفرها له قرارات أبويه. ولا عجب إذن أنه عندما يشرع الطفل في الإحساس بنفسه كهوية قائمة بذاتها أن يحس أيضاً بالضعف وبأنه لا حول له ولا قوة بالمقارنة بالجبابرة البالغين من حوله. وفي خضم كفاح التخلص من اعتمادها علي أمها، رأت إنسانة هذا الحلم الواضح: "كنت راكبة في قارب صغير مربوط إلى زورق كبير. وكنا في عرض المحيط وقد أقبلت أمواج ضخام، فأحدقت بقاربي من كل جانب. وتساءلت مندهشة ما إذا كان قاربي لا يزال مربوطاً إلى الزورق الكبير."
إن الطفل المحبوب والمساند بطريقة سوية من أبويه دوت تدليل أو إفساد، يستمر في نموه وفي تطوره رغم ما يساوره من قلق ورغم هذه التأزمات التي تواجهه. ولعله لا تكون هناك علامات بادية عليه تدل علي الصدمة أو علي التمرد الخاص من جانبه. ولكن عندما يستغل الأبوان شعورياً أو لا شعورياً – عن دراية أو عدم دراية – طفلهما لغاياتهما الخاصة دونما التفات إلى أحاسيسه وطفولته، أو حينما يكرهانه أو يرفضانه، بحيث لا يسعه أن يجد لديهما أدني قدر ممكن من الدعم عندما يحاول أن يجرب استقلاليته الجديدة، فإن الطفل في هذه الحالة سيعبر عن استعداده للاستقلال بأشكال شتي منها مثلاً السلبية والعناد. وإذا هو بدأ يقول (لا) مثلاً فقد يعمد الأبوان إلى ضربه، وهو عند ذلك سيكرر (لا)، ليس من قبيل إظهار القوة الاستقلالية الحقيقية، ولكن لمجرد التمرد. ولا ينبغي لنا أن نغفل لحظة واحدة حقيقة أن الذات إنما هي دائما تولد في سياق اجتماعي. فمن الناحية التكوينية نجد أودين علي صواب تام حين يقول:
إنما الذات تبقي حلماً
إلى أن تخلقها حاجة الجار تحديداً.
وكما قلنا من قبل، أن النفس دائما تولد وتنمو وتتطور في نطاق العلاقات الشخصية المتفاعلة. بيد أن الـ "أنا" ego لا تتحرك باتجاه الذاتية المتفردة المسئولية إن هي بقيت أساساً مجرد انعكاس للسياق الاجتماعي المحيط بها، في عالمنا المحدد هذا حيث التواءم هو أكبر مدمر للذات في مجتمعنا حيث يصير التوافق مع النمط السائد هو العرف والمعيار. فإن القول بإلزام الذات بوجوب الامتثال لتساير مقولة (ليكون المرء محبوباً)، إنما هذا يفضي إلى إلحاق الأذى الكبير بتطورها.

بعد هذه العبارات الرنانة دعونا نذكر أنفسنا بأن خبرة المرء بهويته الخاصة أو تجربته في أن يكون "شخصاً" هي أسهل تجربة في الحياة حتى وأن كانت أكثرهم عمقاً. وكما يعرف كل واحد منا فأن الطفل يرد عادة بسخط وعنف، إذا أنت، من باب الإغاظة أو المداعبة، ناديته باسماً مغلوطاً كما لو كنت قد جردته من هويته – وهي أغلي ما عنده. وفي العهد القديم هناك عبارة تقول: "سأمحو أسماءهم" - أي أطمس هويتهم، وستكون النتيجة كأنهم لم يكونوا قد وجدوا من قبل – أنها لعبارة تعني تهديداً أقوى بكثير من الموت المادي.
والإنسان يجب عليه أن يقوم باختياراته كفرد، لأن التفردية تمثل أحد جوانب شعور المرء بذاته. وبوسعنا أن نرى هذه النقطة بوضوح عندما ندرك أن وعي المرء بذاته هو دائماً عمل فردي فريد – فأنا لا أعرف على وجه الدقة كيف ترى أنت ذاتك، ولا أنت أبداً تعرف بدقة كيف أكون أنا بالنسبة إلى نفسي، وهذا هو القدس الداخلي الذي يجب أن يقف فيه كل فرد بمفرده. إن هذه الحقيقة بعينها إنما تتسبب في كثير من الدراما وكثير من العزلة التي لا مفر منها في حياة الإنسان، ولكنها تدل أيضاً على أننا يجب أن نجد القوة بدواخل أنفسنا لكيما نستطيع أن نقف في قدس أقداسنا الداخلي بمفردنا.

الكفاح من أجل الوجود
آن لنا أن نسأل؛ أليس السبيل إلي الوعي بالذات مشحوناً بتقلبات وعقبات ومنحدرات هي من الصعوبة والصراع أكثر مما تبيناه في الفصل السابق؟ الحق كذلك، ولنلتفت الآن إلي الجوانب الأكثر دينامية، الجوانب التي تستكمل صياغة كينونة الشخص. فبالنسبة إلي معظم الناس، وبالأخص الراشدين منهم، حينما يحاولون التغلب علي الخبرات السابقة التي حالت دون استكمال كينونة شخصياتهم، فأن تحقيق الشعور بالذات لديهم غالباً ما ينطوي علي كفاح وصراع معاً. فهم في مسيرة تحسسهم مواطن الذات يصطدمون بعوائق تقف منتصبة ضد اتجاه سيرهم الرامي إلي تلمس خبرات تحقيق ذواتهم الشخصية، ويكتشفون أن ثمة قيوداً معينة تمنعهم وتحول دون ذلك. وهذه القيود في الأساس هي طبيعة الروابط التي كانت تحكم العلاقة بينهم وبين الأبوين أثناء الطفولة، وبخاصة الأم في مجتمعنا هذا.
لقد رأينا أن تطور الكائن البشري هو استمرار للتمايز الحادث للفرد بين المجموعة، إنه السعي نحو الحرية كفرد. ولقد لاحظنا أيضاً أن الشخص الكامن فينا يبدأ أصلاً كوحدة واحدة مع أمه كجنين في الرحم حيث يتغذى بشكل آلي عبر الحبل السري بدون اختيار سواء من جانب الأم أو من جانبه كجنين. وعندما يولد ويقطع الحبل السري المادي يصير فرداً ملموساً بشكل فيزيقي، ومن ثم تصير التغذية اختيارية أي بها شئ من الاختيار الواعي سواء من جانب الطفل أو من جانب الأم. فالطفل يستطيع الصراخ طلباً للأكل ويمكن للأم أن تقول نعم أو لا. لكن الطفل يظل معتمداً تماماً تقريباً على والديه وخاصة أمه التي ترضعه. وتستمر عملية تحوله لفرد عبر عدد لا نهائي من الخطوات – بدءاً من انبثاق الوعي بالذات من بدايات جنينية للمسئولية والحرية والخروج من ساحة الأبوين عندما يذهب إلى المدرسة، مروراً بالنضج ليصير فرداً له رغبات جنسية عند البلوغ، ثم الكفاح للاستقلال عند الذهاب إلى الجامعة واختياره لمهنته واستقراره في الرأي في الاقتران بمن يري إن تكون زوجته وتكوين أسرة جديدة، كل هذه الخطوات كفيلة بتحديد معالم ذاته ورسم كينونة شخصيته. وطوال حياته ينخرط الإنسان في هذا الطريق المستمر لتمايز الفرد عن المجموع لتتلو ذلك خطواته نحو التكامل. وفي الواقع يمكن وصف كل عملية تطور الإنسان هذه بوصفها عملية التمايز التي تحدث للجزء من الكل وللفرد من المجموع، وبعدئذ تبدأ الأجزاء، أو الأفراد، في إيجاد علاقات بين بعضها البعض على مستو أعلى. وحيث أن الكائن البشري بالمقارنة بالمعادن أو المركبات الكيميائية يمكنه تحقيق تفرده فقط عبر الاختيار الواعي والمسئول، لابد عليه أن يصير فرداً على المستوى النفسي والأدبي كما هو على المستوى المادي أيضاً.
وتحديداً فإن عملية الميلاد والخروج من الرحم والتحرر من الكتلة أو المجموع واستبدال الاعتماد بالاختيار، توجد في كل قرار يتخذه المرء في حياته. بل هي أيضاً نفس المسألة التي تواجه المرء عند مماته وهو على فراش الموت. فما هي القدرة على الموت بشجاعة إن لم تكن هي الخطوة النهائية في طريق مستمر من تعلم أن يصير المرء ذاته وينفصل عن الكل؟!

الفطام النفسي (قطع الحبل السري النفسي)
يصبح الطفل فرداً جسمياً منفصلاً متميزاً بعد قطع الحبل السري عند الولادة، ولكن ما لم يقطع كذلك الحبل السري النفسي في الوقت المناسب، فأنه يبقي وكأنه رضيع مشدود بحبل خفي إلي مكانه وكأنه لازال يحبو في مشارف ساحة دار أبويه. فلا يقدر علي الابتعاد أكثر مما يسمح به طول الحبل المربوط به. فيكون تطوره معطلاً معاقاً، وتنكفئ حرية النمو لديه إلي داخل ذاته، فتتقيح وتتحول إلي سخط وغضب. أن جوهر الكفاح هو أن الشخص الناشئ، إنما يكافح ضد القوي التسلطية التي يمكن أن تخنق حريته وتحول دون نموه. ومثل هذه القوى في محيط الأسرة يمكن أن يكون مصدرها الأب أو الأم.

الكفاح ضد الإتكالية
من الواضح أن المغزى في مسرحية أوريست (لروبنسون جيفرز) ليس أنه ينبغي علي كل فرد إن يتناول بندقيته ليقضي علي أمه، بل إن ما ينبغي إن يقضي عليه، كما وضحنا من قبل، هي الروابط الطفلية الخاصة الحافزة إلي الاعتماد والإتكالية التي توثق من رباط انشداده الي أبويه، الأمر الذي يحد من حريته فتحول بينه وبين تنمية المحبة خارج حدود ذاته مما يمنعه من إيجاد ذاته كما ينبغي أن تكون عليه من الاستقلالية المبتغاة. وهذا ليس بالعمل الهين البسيط بحيث يمكن المبادأة به بتصميم مفاجئ ، ولا يمكن إنجازه من خلال انطلاق غير مسئول للحرية، كما لا يمكن تحقيقه عبر انفجار ينبع من ذات المرء ضد أبويه. أن مسرحية اوريست تمثل في الواقع رحلة شاقة وطويلة علي طريق التطور، أنها تعني إعادة تربية في سبيل إيجاد استبصارات جديدة من أجل اتخاذ قرارات شعورية ذاتية. أنها تعني تخلص الفرد من قيود لا شعورية تقف حائلاً بينه وبين توظيف قدراته في مجال العمل في أي ميدان من ميادين الحياة. وقد كشف التحليل النفسي عن خطورة الأصفاد التي تكبل النفس الإنسانية حينما تصبح مرتعاً للقلق الحاد.
فمسرحية اوريست ومسرحية هاملت تمثلان كفاحاً ضد ما هو غير مألوف، وضد صراع الضمير، وضد الإحساس بالذنب، وضد دواعي الغدر والخيانة. فكل من ايسخيلوس وشكسبير ، قد حاول، بطريقته الخاصة، إظهار عوامل صراع ينطوي علي تناقض وجداني ambivalent يستعر بين ضدين: الشجاعة والخور المشحون بالتردد، بين الإقدام والإحجام. إذ أن كفاحات كهذه كانت في واقعها ذاتية داخلية وموضوعية خارجية في ذات الوقت، والخارجية منها يكون مصدرها في الغالب سوء المعاملة القاسية ولا سيما في جو الأسرة أبان الطفولة المبكرة. وكل ما يصدر عن البيئة إنما يستدمج في ذات الطفل فيطفح بعدئذ في سلوكه. فالكفاح من أجل أن يصبح الشخص شخصاً يبدأ من داخل الشخص ذاته. وإن المعركة النفسية الحاسمة التي علينا أن نشنها هي معركة ضد حاجاتنا الإتكالية التي غالباً ما تغرينا بالتواني والتلكؤ. وخلاصة القول، هو أن الصراع في ذات الفرد، الصراع الأساسي، هو ذلك الذي يشتد أواره بين ذلك الجزء الذي يسعى إلي النمو والتواصل والصحة لدى الشخص، وبين ذلك الجزء الذي يرغب في أن يبقي علي مستوي من عدم النضج والفجاجة عبر الحبل السري النفسي، ذلك الجزء الذي يحن إلي الحماية والتدليل من الوالدين ومن الأم بوجه خاص، بدلاً من الاستقلال.

رولو ماي
من كتاب: "بحث الإنسان عن نفسه"