دينونة المحبة والمحبة التي لم تُحب

دينونة المحبة والمحبة التي لم تُحب
  • اسم المؤلف سورين كيركجارد
  • الناشر سامي فوزى
  • التصنيف الحياة المسيحية
  • كود الاستعارة 194/ 7

نبذة مختصرة عن الكتاب وعن الكاتب المسيحي العملاق "كيركجارد":


 


 


كان سورين كيركجارد Soren Kierkegaard (1813-1855)، والذي ولد وعاش حياته القصيرة في الدانمرك، إنساناً "مرسل" من الله إلى العالم الذي وُضِعَ في الشرير وإلى الإنسان الكنسي المسيحي الذي فقد نوره وملحه وبردت محبته، الإنسان الممارس لكل الممارسات المسيحية ولكنه مرفوض أمام صليب المسيح، وأيضاً إلى الكنيسة التي خانت رأسها وسيدها وباعت نفسها للمصالح والشهوات الشخصية لقادتها ورعاتها "الأجراء" بل وباعت نفسها للعالم ورئيسه "الشيطان".


يُعتبر سورين كيركجارد في رأي الكثير من الكتاب المسيحيين المعاصرين أعظم من أنجبهم الله في تاريخ المسيحية ليقوموا بهدي الكنيسة إلى طريق البر والقداسة. لقد درس كيركجارد اللاهوت والفلسفة ولكنه كرس حياته للكتابة، وله العديد والعديد من المؤلفات التي ينكب الباحثون والدارسون والمؤمنون في كل أنحاء العالم على دراستها والوصول إلى أعماقها. بل أن هناك معاهد في العالم تحمل اسمه، وفصول دراسية في كثير من الجامعات وكليات اللاهوت تُخصص لدراسة فكره ومؤلفاته.


لقد شاهد كيركجارد ورأى أن المسيحية المنتشرة في الكنائس حوله هي مسيحية مزيفة، مزيفة في قادتها وشعبها. رأى أن الكنيسة عبر عصور التاريخ قامت بتحريف وتشويه مسيحية المسيح المعاشة في صفحات الكتاب المقدس. ورأى أن الكنيسة في كثير من العصور (والعصر الحالي أيضاً) قامت بتضليل شعبها عن طريق تقديم مسيحية مشوهة، والشعب في ضلاله صدق هذا التشويه والتزييف. قال كيركجارد  في عبارة شهيرة له: "نحن نحتاج أن نعيد تقديم المسيحية إلى العالم الكنسي!"


"We need to introduce Christianity into Christendom."


كما ويعتقد كيركجارد اعتقاداً راسخاً أن الكنيسة قد خانت المسيح بتقديم مسيحية غريبة على المسيح، فيقول أيضاً في عبارته الشهيرة: "لقد قضى العالم الكنسي على المسيحية دون أن يدري."


"Christendom has done away with Christianity without being aware of it."


 


إن الفكر المركزي والمحوري في لاهوت كيركجارد كان يتلخص في الآتي:


"حقيقة الإيمان الشخصي للإنسان يمكن إثباتها بطريقة واحدة فقط: أن يكون الإنسان مستعداً للتألم والتضحية في سبيل إيمانه."


"The fact that one believes can be proved in only one way: by being willing to suffer for one's faith."


أيضاً أن درجة الإيمان تقاس بدرجة الاستعداد للتألم والتضحية في سبيل المسيح وعمله وملكوته. وهكذا انتقد كيركجارد بشدة وبإلحاح الأفراد المتواجدين في ردهات الكنيسة لأنهم يعترفون بشفاههم بالمسيح ولكنهم أبعد ما يكونون عن المسيحية الحقيقية وحمل الصليب مع المسيح لذلك فنحن نعيش زمن المسيحية المزيفة الدخيلة المضللة والتي تخدم الشيطان وليس المسيح.


وفي الصلاة التالية التي دونها كيركجارد نرى بوضوح فكره ولاهوته عن المسيح والمسيحية:


"أيها الرب يسوع المسيح، الطيور لها عشها والثعالب أوكارها، وأما أنت فلم يكن لك أين تسند رأسك. غريب وبلا مأوى كنت وعشت على أرضنا هذه، ومع ذلك فأنت الملجأ والمأوى، المأوى الوحيد لكل خاطئ ليهرب إليك. واليوم أنت مازلت الملجأ والمأوى، حيث يرتمي إليك الخاطئ، يختبئ فيك فيُستر فيك، وعندئذ يكون أمناً لكل الأبدية، لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا."


 


لقد اخترت أن أقدم ثلاث رسائل كتابية قصيرة من كتابات الكاتب، وأنا مقتنع اقتناعاً راسخاً بحاجة الكنيسة المعاصرة اليوم أن تسمع صوت كيركجارد مرة أخرى دوناً عن الأصوات الأخرى العالية المتعالية في أرجاء الكنيسة والتي أصبحت تسيطر على أفكار وعقول المترددين على الكنائس، مع أنها أصوات مزيفه ومضلله وخائنه لإنجيل وصليب المسيح. وقد جاءت هذه الرسائل الدراسية ضمن مجموعة أخرى من الدراسات الكتابية في كتاب لكيركجارد تحت عنوان: "For Self-Examination and Judge for Yourselves!"


 


وأدعوك أيها القارئ، كما دعى كيركجارد دائماً قارئه، إلى القراءة بهدوء وبطء وتمعن وتأمل ويقرأ مرة تلو المرة، ليستطيع أن ينهل من نبع عميق وغزير كنبع كيركجارد الذي لا ينضب والذي ينهل منه الكثيرون من القديسين والمسيحيين الحقيقيين الذين يريدون لنا أن نخرج من التزييف السرطاني المتغلغل في كل مكان حولنا في العالم المسيحي والكنسي، وليعلنوا أن مسيحية المسيح الوحيدة هي مسيحية حمل الصليب والموت مع المسيح كل يوم، وليست مسيحية "التراضي والاطمئنان والتعزية الشيطانية."


 


 


وننشر أجزاء من هذا الكتاب القيم في باب خواطر واقتباسات هذا الشهر