لنعتني بجراحنا أولاً

الأب هنري نووين ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢

إن خبراتنا مع الوحدة والاكتئاب والخوف يمكنها أن تصبح هبتنا للآخرين، فقط حين نحصل علي الرعاية اللازمة لها... مادامت جروحنا مفتوحة وتنزف، سنجعل الآخرين يهربون منا خوفا.. أما حين يعتني آخر بجراحنا باهتمام، فهي لا تعد تخيفنا أو تخيف الآخرين.

حين نختبر الحضور الشافي لآخر، يمكننا حينئذ أن نكتشف مواهبنا للشفاء، وهكذا تمكننا جراحنا من الدخول إلي وحدة عميقة مع إخوتنا وأخواتنا المجروحين.

 

أن نستمع من خلال جراحنا

أن نتحد بشخص يعاني لا يقتضي أن نتحدث عن المعاناة التي اجتزنا بها.  فنادرا ما يؤدي الحديث عن الألم الخاص بنا إلي مساعدة شخص يتألم. إن الشافي المجروح هو الشخص الذي يستطيع أن يستمع إلي شخص متألم، دون الحاجة إلي الحديث عن جراحه الخاصة. فخبرة اجتياز الاكتئاب المؤلمة، تجعلنا قادرين علي الاستماع بحب وانتباه شديدين لصديق يجتاز بالاكتئاب، دون الإشارة إلي خبرتنا في ذلك. بل أنه غالبا ما يكون من الأفضل ألا نوجه انتباه شخص متألم إلي أنفسنا. لابد أن نثق أن جراحنا التي تمت مداواتها ستمدنا بما نحتاج إليه لكي نستمع للآخرين بكل كياننا... وهذا هو الشفاء بعينه..

 

الأب هنري نووين

من كتاب: "خبز للطريق"

ترجمة هبة وجيه