فان جوخ برؤية معاصرة

منى يعقوب ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

فان جوخ برؤية معاصرة

 

 

رأيته ممددا فى الطريق.....  يرتدى أثمالا بالية

ينظر اليه المارة...... بعيون باكية

وقفت بسيارتى........... أراقبه وأمعن النظر

ماذا ألم بك يامسكين......... ومن كنت تنتظر؟

اشار بأصبعه الى فتاة....على مرمى البصر

صرخ وقال :اليكم عنى....لاأريد معونة من بشر

فقد أذلنى ...... وأضنانى زمانى

دعونى أرحل.......... فهذا ليس مكانى

انتفض انتفاضة ......ثم رحل

من عساه يكون....... ولم فقد الأمل؟

تقدمت الفتاة ........بخطوات يائسة

انحنت........ وقبلت بديه اليابسة

قالت :مسكين لم يجد يوما حبا ......ولايدا دافئة

جار عليه الزمان.......... وانا ايضا ظلمته

وهذا حالنا نحن البشر.....كثيرا ماننسى اننا بشر

وننقلب وحوشا ........فى لمح البصر

فقد كان فنانا حساسا ...... يحمل فى يديه مشعلا

لينير ظلام الانسانية ...... الذى تفشى وانتشر

اتهموه بالحماقة ......وقالوا له من تكون؟

هل تسعى لتغيير الكون؟...... انك حقا لمجنون

الى ان فقد عقله....... وصرعه الجنون

عاش يصارع اشباحا ........ ويعانى أحزانا وشجون

وطفق يهيم فى الشوارع على وجهه .....يلتمس الراحة والعزاء لقلبه

الى ان جاءت اللحظة الراهنة ..... وأخذه الموت فى أحضانه

أحضان ظل يبحث عنها طيلة حياته....ولم يجدها الا لحظة مماته

 

 

 

كبف اقف امام ربى يوم دينوتى.....وكيف اسأل رحمته

حتما سأسمع

هل رحمت من فى الارض... ليرحمك من فى السما؟

نظرت اليها...... ولم انطق كلمة واحدة

فماذا افول لها!!؟

تذكرت صديقتى ....وكيف تركتها فى حال يرثى لها

فانطلقت بسيارتى...... واسرعت اليها

قبل ان تلقى....... هى ايضا حتفها

 

 

منى يعقوب