الضـــــــربة الأخيــــــــرة

دعاء عياد ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

الضـــــــربة الأخيــــــــرة

 

 

أستطيع أن أري في ما يحدث في مصرنا الغالية اليوم ، نفس المشهد المهيب الذي سطره الوحي عن الضربات التي نزلت علي ارض مصر ، لكي يطلق فرعون الشعب ويعطيهم حريتهم ليعبدوا الله الحي ، وأتأكد من ذلك عندما أجد قساوة فرعون مصر في صورة النظام ، وأفرح بقول الرب أنه يقسي قلب فرعون ليصنع أحكام بآلهة المصريين ، وأومن من كل قلبي أن الرب هو العلي المتسلط في مملكة الناس وأن له مؤامره صالحة كاملة ، سوف تثبت مهما كان ، كما قال الوحي المقدس ، وأما مؤامرة الرب فإلي الأبد تثبت ..

 

ولكنني أشعر في أعماقي أن الضربة القادمة ستكون موجهة وموجعة للكنيسة المصرية ونظامها وقادتها ، التي لم يعد لها فكر المسيح الحق المحرر ، والتي سمحت للعالم أن يدخلها بكل صوره الفجة الزائلة الزائفة ، والتي تخلت وتخاذلت عن موقعها الحقيقي في صدارة الأحداث ، مع أنها تعرف الحق الكتابي الصادق ، وتملك السلطان الفاعل المؤيد بروح الله القادر علي كل شئ ، ولها أن تعمل مع الله في تحقيق مشيئتة الصالحة الكاملة المرضية ..

 

سيمتحن الرب عروسة الحقيقية ، سينقي بيدره بيده ، وسيهز الرب أركان الكنيسة بطرق تفكيرها القديمة البالية التي عتقت وشاخت ، و سيخرج قادة ( 25 يناير ) من رحم الكنيسة ، ممسوحين ممتلئين حكمة ونعمة ، بعد أن كانوا مهمشين ، مهملين ، مستبعدين من قبل الكنيسة الرسمية الجامدة ، لقد نسجهم الرب القدير في الخفاء في بطن الزمن ليظهروا في اللحظة المناسبة وفي الوقت الدقيق ، وسيستخدمهم الله بقوه ومسحة غير مسبوقه ليشقوا البحر ليعبر المفديين ...

 

سيصرخ هؤلاء الأبطال للرب إصنع بنا نهضة شاملة ، وحركنا بروحك القادر ، و قدنا خلفك في طريق البر ، إنهض الحجارة الحية في الكنيسة ..

 

هؤلاء القادة ومن يؤمن برسالتهم ورؤاهم ،، هم من سيعيدون للكنيسة هيبتها ، مستخدمين سلطانها الممنوح لها من الرب في التغيير ، لهم وجوه كالصوان ، صانعين مشيئة الرب علي الأرض ، هم أبناء الملكوت الحقيقي الذي يملكون السلطان الحقيقي ليرهبوا الشيطان عدونا الحقيقي وعدو كل بر ، مكلمين الأعداء في الباب ، صارخين بسلطان فاعل للشيطان عدو كل خير وصلاح أن إرحل من أمامنا ، أولئك هم الكنيسة الحية المنتصرة ، التي لها السلطان الروحي في تغيير الأوضاع التي ليست من الله ولا من مشيئته ، والتي جلبت علينا وعلي العالم هذا القضاء الإلهي الذي نعيشه اليوم ..

 

ومن سيعبر ون هذه الضيقة التي تمثلت في الإنفلات الأمني ، والفوضي الشاملة ، والغموض والحيرة فيما يأتي به المستقبل القريب والبعيد ، وغياب دور الرائي أو النبي المفتوح العينين الذي يري رؤي القدير ، سواء من القادة أو المتقدمين في الكنيسة ، ويستطيع أن يتكلم بكلمة الله بكل مجاهرة ، وفوق كل هذا الزلزال الشديد الذي إمتحن وبقوة شديدة كل القناعات والمعتقدات الروحيه والإيمانية وأظهر هشاشتها وسطحيتها و إنحرافها عن الواقع ، وكشف للكثيرين أنهم مجرد تابعين ومنساقين لفكر هذا أو لرؤية ذاك ، دون أدني إمتحان أو فحص لهذه المعتقدات البالية العقيمه ،ومقارنتها بالحق الكتابي الصحيح .

من سيعبرون هذه المحنة ،ويخرجون منتصرين ،، سيرنمون معاً ترنيمة موسي والحمل ، الترنيمة القديمة الأصل ، الفرس وراكبه طرحهما في البحر ، أرنم للرب لأنه قد تعظم ، هو الرب وكل ماشاء صنع ..

يارب أعطنا حكمة لنفهم طرقك ، وثباتا في الضيقات ، وافتح عيوننا لنري يدك القديرة وذراعك الممدوة . وزد إيماننا لنتيقن أن الرب هو الله ، وأن كل آلهة الشعوب أصنام ، أخرج أمامنا ، شق البحر بقدرتك ، أطلق شعبك ليعبدوك ويعيدوا لك وحدك ولا سواك ...

 

دعاء عياد

9 فبراير 2011