استمر تحيا حيثما يوجد الله

الأب هنري نووين ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢

عندما تختبر احتياجاً كبيراً للحب من الإنسان فلابد أن تسأل نفسك إذا ما كانت الظروف من حولك والناس الذين معك هم حقاً حيثما يريدك الله أن تكون! مهما كان ما تفعله – تشاهد فيلماً، أو تكتب كتاباً، أو تقدم شيئاً، أو تأكل أو تنام، لابد وأن تظل في حضور الله.
إذا شعرت بوحدة كبيرة واحتياج عميق للبشر فلابد لك وأن تميز؛ هل الوضع الذي أنت فيه من عند الله! لأنه حيثما يريدك الله أن تكون سوف يحفظك هو أمناً، ويمنحك السلام بالرغم من وجود الألم.
أن تحيا حياة الاستقامة هذا يعني أن تعيش بطريقة فيها لا تريد إلا أن تتواجد حيثما يكون الله معك. بقدر ما تعيش بعمق حياتك الروحية، بقدر ما تلاحظ بسهولة الفرق بين الحياة مع الله والحياة بدون الله، وبقدر ما تستطيع الابتعاد بسهولة من الأماكن التي لم يعد الله فيها معك.
إن التحدي الأكبر هنا هو الأمانة التي يجب أن تكون اختيارك في كل لحظة. فعندما تجد نفسك تأكل أو تشرب أو تعمل أو تلعب أو تتحدث أو تكتب لغير مجد الله، فلابد وأن تتوقف عن ذلك فوراً؛ لأنه عندما لا تعد تعيش لمجد الرب تبدأ في أن تحيا لمجدك الشخصي، وبالتالي تنفصل عن الله وتسبب الأذى لنفسك.
إذاً، لا بد أن يكون سؤالك الأساسي دائماً ما إذا كنت أحيا ما أحياه مع الله أم بدون الله؟ وأنت لديك المعرفة الشخصية الداخلية لإجابة هذا السؤال.

كل مرة تفعل شيئاً نتيجة لاحتياجك للقبول والحب وإثبات الذات، كل مرة تعمل شيئاً يجعل هذه الاحتياجات تنمو، فأنت تعلم أنك لست مع الله. فهذه الاحتياجات لن تـُشبع أبداً، بل سوف تزداد عندما تنجذب إليها. ولكنك كل مرة تفعل فيها شيئاً لمجد الله، سوف تعرف سلام الله في قلبك وتجد راحة هناك.

(الأب: هنري نووين)
من كتاب: "صوت الحب الداخلي"
ص 23، 24

ترجمة: مشير سمير
يُسمح بإعادة نشر المحتوى بشرط ذكر المصدر واسم الكاتب والمترجم