مصالحة مع ....؟

منى يعقوب ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

مصالحة مع ....؟

 

سمعت صوت أنين .. من الكرار آتيا

قلت: ماعساه يكون؟ وانتفضت مسرعا

أحضرت شمعة.... وأشعلتها

وعلى درجات السلم ... نزلت محاذرا

واذ بى أرى ماردا ... فى الركن المظلم قابعا

متوحشا.. قد يكون .. ولكن يقينا متوجعا

اقتربت منه.. فزاد زفيره .. وصار أنينه عاليا

نظرت الى عينه...  وكانت حزينة بائسة

أشاح بوجهه بعيدا... ثم التفت الى بنظرة يائسة

هممت أمسك بيده ...المرتجفة اليابسة

صرخ فى وجهى وقال:أغرب عنى.. فأنا أكرهك

قلت: ولم تكرهنى؟.. فهل سبق أن تقابلنا وأذيتك

نظر نظرة متهكمة ..وعلى الحائط أسند رأسه

دنوت منه ثم جثيت على ركبتى.. لمست جبينه واذ به متوقد

ناولته كوب ماء ... كنت فى الكرار نسيته

فأطاح به بظهر يده .... ووقع الكوب متناثرا

وظل يضرب بكفيه الأرض.. هائجا و ثائرا

طفقت يداه تنزفان دما ... ولم يكن بالألم مباليا

توسلت اليه أن يحكى حكايته ... وهنا أشار بأصبعه

واذ بى أرى... طفلا جريحا ... بقيود مكبلا

فهم من نظراتى حيرتى فقال: لم الحيرة؟  هذا أنا

جنى على الزمان ..... وماجنيت على أحد

ليتنى لم أولد.... هل من العدل.. أن طفلا صغيرا يجلد؟

قلت له: فهمت .. ثم أخذت بيده ..اذ كان ضعيفا مترنحا

قلت له مشجعا: دع الماضى يمضى .. وأحزانه تمضى معه

ولنبدأ صفحة جديدة...  وتكون للرب مسلما

فهو قادر أن يعصب جرحك.. ويشفى كسر قلبك

ولنترك تلك الظلمة الحالكة ... ونخرج حيث الشمس مشرقة

قلت له: لم تعرفنى باسمك... أتمنى لو عرفته

أومأ الى برأسه .... ومد لى بطاقته

نظرت الى البطاقة .... واذ بها بطاقتى

ابتسم وقال لى: هل عرفت الآن من أنا؟

 

يحتاج الانسان أن يغوص فى أعماقه لكى يعرف سبب معاناته الحقيقية ويدرك حقيقة ذاته وتبدأ المعرفة بضوء الشمعة التى تسبر أغوار النفس واذا تمت المصالحة مع النفس يبدأ عهد جديد، أرض جديدة وسماء جديدة  شمسها لاتغيب

 

منى يعقوب