أزمة المرأه العربيه 1

سامح سليمان ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

أزمة المرأه العربيه 1

 

 

 

 

لقد اعتبر الذكور دوماً أن النسل الأنثوى خطر،فكان ينبغى بالتالى تحييد تلك الانثى المخيفه وأستبعادها،وكانت الوسيله الفضلى لذلك اتخاذ قرار بدونيتها،وقد انتهت النساء الى التصديق بأنهن من مرتبه ادنى لكثرة ما تردد على مسامعهن فأحتقرن أنفسهن فردياً وأجتماعياً، لذا تغمر المرأه مشاعر الدونيه منذ طفولتها . " المرأه فى موقعها ومرتجاها: كوستى بندلى "

 

تسعى بعض الأسر إلى أن تشعر الفتاه فى كل لحظه انها تحت المراقبه أعتقادً منهم بأن ذلك يحميها من الخطأ وايضاً يجعلها لا ترتكبه وغرس الخوف والاحساس بالضعف فى نفسيتها وايضاً اذا ارتفع صوتها او ابدت اى حركه يتم زجرها وتعنيفها لأن الفتاه فى وجهة نظرهم يجب أن تكون مستكينه سلبيه خاضعه خانعه خفيضة الصوت. بخلاف ايضاً جريمه الختان، وتزويج الفتاة بغير رغبتها،أو تزويجها وهى صغيرة السن،وقبول ضرب الزوج لزوجته ، بل وتشريعه وأستحسانه والدعوه إليه  دينياً ومجتمعياً وأعلامياً ، وحرمان الفتاة من التعليم،مما يجعلها أداة طيعه فى يد الزوج،ومنح الحق للرجل فى تعدد العلاقات ومدحه على ذلك وسب الفتاه والتشهير بها وأحياناً قتلها اذا فعلت نفس التصرف،وألزام المرأه أن تغفر لزوجها الخيانه،وأن تعطيه المبرر وتؤنب ذاتها بسبب أخطائه ! ،وليس من حق البنت أن تثور فى وجه رجل أو حتى الضحك بصوت عال فى الأماكن العامه،وليس من حقها أن تعلوا فى المنصب عن زوجها ، وأعطاء الحق لأى ذكر فى عائلة الفتاة فى قتلها أذا أكتشف أقامتها  لعلاقه جنسيه بدون زواج ـ أو حتى أعتقد أو ظن ـ وهذا فكر ذكورى قبلى عبودى لايعترف بحق الفرد فى الأستقلاليه وأختيار نمط الحياة المناسب له عند بلوغه مرحلة الأهليه قانونياً حتى وإن أختلف عن النمط السائد والمقبول بحسب العادات والأعراف ، وأعتبار جسد الفتاة ليس ملكا لها بل ملك لمجتمعها ولأسرتها ثم الزوج، وأعطاء الحق للزوج فى قتل زوجته اذا أقامة علاقه مع غيره ويتعاطف المجتمع معه جداً ويتم أحتسابه ضمن فئة الأبطال المغاوير وتخفف العقوبه بالنسبه له،ولكن تتم مضاعفتها للمرأه إذا قامت بإتيان نفس رد الفعل ، فالرجل بحسب المجتمع دائماً لديه أسبابه ومبرراته ،والمرأه عليها أن تتكيف مع مختلف الأوضاع التى يقرها الزوج .

 

وأيضاً يتكالب المجتمع ويسعى بأصرار إلى أن لاتشعر المرأه بكفايتها لذاتها ، وأحتياجها للشعور بغيرة الرجل عليها وربط رجولة الرجل بغيرته على المرأه وأمتلاكها والتدخل فى كل كبيره وصغيره من شئونها ـ حتى وإن لم تكن زوجته فى بعض الأحيان ـ وأشعار المرأه بالنقص والخجل الشديد من جسدها، وبرمجتها على انها قد وجدت فى الحياة لتحافظ على عفتها مصانه للرجل .

 

وأن جسدها ليس ملكاً لها بل هو ملك لولى أمرها ، بغض النظر عن مرحلتها العمريه ومؤهلاتها العلميه ومكانتها الأدبيه وقدراتها الفكريه ، فهى فى كل الأحوال مجرد شئ مملوك فاقد للسلطه والأهليه والقدره على الفعل وأتخاد القرار المستقل الناتج عن قناعه ذاتيه بصحته وصوابه . وايضاً سلب الفتاة وحرمانها من حقها فى أن تختار من تراه مناسباً ليكون شريكاً لحياتها فى الأطار الذى يرونه صالحاً لهما ، أو أن تتزوج بأرادتها المنفرده ،ويضحك المجتمع عليها بكثير من الأقوال المأثوره العفنه والأمثولات الساذجه البلهاء مثل ( طاعة الزوج من طاعة الله ) و ( أن وراء كل رجل عظيم امرأه ) لأقناعها بحتمية أن تكون المرأة دائما وراء الرجل، وأعطاء الزوج حق أجبار زوجته على معاشرته فى أى وقت يريده ، كأنها مجرد وعاء للمتعه وإناء لتفريغ الشهوه .

 

وغرس مبدء حتميه تلبيه الزوجه لما يطلبه زوجها حتى وإن كان على حساب كفائتها الجسديه والنفسيه ومكانتها اللأجتماعيه ، والسماح للرجل بالتعبير عن حبه للمرأه بحريه ، بينما المرأه تدان وغير مسموح لها بأن تعبر عن حبها للرجل الذى قد أحبته .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

د . خالد منتصر : واحده من كل ثلاث نساء مصريات متزوجات تتعرض للضرب مره واحده على الاقل منذ زواجها،ومن 42% الى 46% من النساء المتزوجات الأميات او الحاصلات على تعليم ابتدائى تعرضت للضرب خلال حياتها الزوجيه،و14%من الحاصلات على درجات تعليميه اعلى بما فى ذلك التعليم الجامعى وما فوق الجامعى تعرضت للضرب فى حياتها الزوجيه(د.ماجدة عدلى مركز النديم)كما بين بحث أجراه المركز القومى للسكان فى مصر ان 35% من المصريات تعرضن للضرب من قبل ازواجهن على الاقل مرة واحدة وان حملهن لم يعفهن من العقوبه،وهذة الاحصائات غالبا اقل من الحقيقه لان المراة تخفى وتبلع اهانتها رافعه الشعار المخادع الذى تمر من خلال بوابته كل الاهانات،بلاش نهد البيت وخلينا نربى العيال،وهى كلمه حق يراد بها اباطيل كثيره اهمها تسويغ وتبرير ضربها واهانتها المستمرة امام الناس وامام اطفالها،والأهم امام نفسها التى تعودت الاهانه حتى تدمنها فيضاف الخراب النفسى الى التدمير الجسدى.....،نحن بالفعل امام ميلودراما تتضاءل الى جانبها مسرحيات يوسف وهبى وافلام حسن الامام انها ميلودراما من لحم ودم والمدهش انها تأخذ غطاءً شرعياً، وفى معظم الاحيان لا تستهجن ولا يتم ادانتها،وبما اننا تكلمنا عن اسباب العنف فلابد ان نتكلم عن اشكاله،وقد اثبتت نتائج البحث ان 33% من النساء يتعرضن للعنف بشكل يومى،والعنف هنا يتخذ اشكالا متعددة منها الضرب باليد والضرب بالعصا،وبسلك الكهرباء وبالحزام والشومه او بسيخ حديد او جنزير،بالاضافه الى قذف اشياء فى وجوههن مثل الوابور والاحذيه والكراسى وايضا الطعام،وايضا اللطم على الوجه وشد الشعر والخبط فى الحائط واثبت البحث ان 16% من العينه قد اصبن اصابات تتراوح ما بين كسر الذراع والضلوع والنزيف الداخلى والاصابات فى الراس واليد والتى تتطلب غرزا،وايضا الاجهاض،بينما 9%منهن حاولن الانتحار . " الختان والعنف ضد المرأة)

 

 

 

 

بقلم سامح سليمان