كائن هش

م-ف-مصر ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

(1)

 

كائن هش جداً ..

يجب أن يُحفظ في صندوق من زجاج

فهو كائن رقيق

لا يحتمل الهواء..

هو عُرضة للكسر،

لذا تم وضعه فوق سطحٍ عالِ

بعيداً عن التيارات.. سنوات وسنوات

حيث الصمت الوحيد هناك

صار بعيداً.. صار رهيباً

يُعجب به المتفرجون

دون أن يُلمس قط..

ذات يوم صادف ريشة رقيقة

بديعة الألوان تُحلق في الهواء

راودته الآمال الجسام

 بلقاء الريشة الرقيقة التي

 أخذت تطفو حوله

 حتى حلت فوقه

 فلم يحتمل وقعها

 فقد كان هشاً قلبه.

 فنتف شعيراتها

 وطرحها من فوقه.

 ونظر لوحدته وبصق نحوها.

.....

 ثم ألقى بنفسه من فوق سطح الجدار

 الذي كان يرقد فوقه!

.....

كيف له أن يعيش من جديد

 ذا الكائن الهش الرهيب؟!

 

(2)

 

هل جاء يومُ لم تبك فيه، صديقي الحزين؟!

يا نهر الدمع.. يا نبع الأنين!!

هل جاء يوم هكذا، أم أبى المجئ؟

هل جاء يوم تبسمتَ فيه وأنت بمفردك؟

هل منحتك الحياة يوماً هكذا؟

هل فارق الظلام يوماً كئابتك؟

 .....  .....

 كيف إذن تحتفظ برسم بسمتك

 أمام وجه الحياة الغابرة؟!

  

م. ف. مصر

19/8/2011