رسالة خاصة من مدير الخدمة: عما نعيشه في هذه الأيام

مشير سمير ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢

نعم، إنها أيام سوداء مظلمة!

ولكنها في رأيي الشخصي (مجرد رأيي الشخصي، ولا أقصد بهذا فتح موضوع للمناقشة الآن. ربما أمكنني فتح هذا الباب فيما بعد، فكم أتوق إلى ذلك، ولكن ليس الآن)، إذن في رأيي أن هذه الأيام السوداء المظلمة هي إظهار على السطح - ظهر الآن فقط- لسواد وظلام بالداخل ظل مستمراً سنوات وسنوات دونما تغيير، حتى إُطلِق له العنان ليسيطر على الوضع على السطح. هذا الظلام الداخلي، قال عنه القس الأمريكي أ. و. توزر عام 1948 (المُلقب بنبي القرن العشرين): "يا لها من مأساة نعيشها في يومنا المظلم هذا، حيث أنهى لنا معلمونا بحثنا عن الله ... والآن قد وصلنا إلى مستوى عال من التصحر وبددنا وأفنينا أخر خطوط الاخضرار."

هل هناك أيّ علاقة بين هذا الظلام الروحي الذي ساد حياتنا لسنوات وسنوات دون توبة أو تغيير وبين السواد والظلام الذي بدأ يطفح على السطح؟ أقول نعم بكل تأكيد، بل أن لها كل العلاقة! إن سفر الأمثال يقول أن "البر يرفع شأن الأمة، وعار الشعوب الخطية" (أم 14: 34). هل خطيئتنا، وبعدنا عن الله يمكن أن يجعلا الله يسلمنا لمثل هذا المصير؟ هل لازال ممكناً لله أن يأتي بموجة غضب جديدة على خطايانا التي صعدت للسماء، مثلما أتى بالطوفان، ودمار سدوم وعمورة، وبلبلة الألسن، ومثلما أتى بالأسر والسبي لشعبه تحت يد مملكة بابل بكل شرها ووثنيتها؟؟ (أرجو ألا نرى أننا أكثر براً من هؤلاء، أو أن نظن أن هذا كان في العهد القديم فقط. فقط تذكروا حنانيا وسفيرة)

رغم أن الإجابة بنعم قاسية جداً، إلا أن تاريخ تعامل الله معنا نحن البشر يقول ذلك! (أرميا 18: 3-17 / قضاة 2: 11-19) لا نحتاج إلا لدراسة الكتاب المقدس (لا مجرد قراءته) لكي نرى ذلك مراراً وتكراراً.. "كيف غطى السيد بغضبه ابنة صهيون بالظلام! ألقى من السماء إلى الأرض فخر اسرائيل، ولم يذكر موطئ قدميه (مكان راحته) في يوم غضبه .. قصد الرب أن يهلك سور بنت صهيون. مدَ المطمار (رمز الدينوينة) لم يردد يده عن الإهلاك، وجعل المترسة والسور ينوحان. قد حزنا معاً." (مراثي 2: 1، 8) "فليرحمنا الرب"

نعم أن ذلك مؤلم ومحزن، وقد يكون محبط للبعض، إلا أنه ومع ذلك، ففي نفس الكتاب المقدس، وبلا أي تعارض - نجد اليقين الذي يبعث بالسلام بأن الله "ضابط الكل" ولا شئ يحدث في الأرض دون إرادته الصالحة والتي تجعل كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله (لعل هذه دعوة لفحص محبتنا لله إن كانت قد بردت) وهذه هي مفارقة الإيمان!! وهنا أيضاً يقول توزر:

"سوف يتطلب الأمر وجود قلب مصمم وشجاعة ليست بقليلة حتى نستطيع أن ننتزع أنفسنا بقوة ونطلق أنفسنا من قبضة زماننا هذا ونعود إلى المسالك الكتابية. لكنه ليس بالأمر المستحيل ... إن أي إنسان بالتوبة والعودة الصادقة لله سيكسر القالب الترابي الذي احتـُجز فيه ويرجع إلى الكتاب المقدس نفسه ليأخذ منه مقاييسه الروحية، لسوف يكون مسروراً بما يجده هناك." المزيد من كلمات توزر نشرناها اذهب للخواطر التالية:

السعي وراء الله

لماذا لا أجد الله؟

مرة أخرى، لا نحتاج إلا لدراسة الكتاب المقدس (لا مجرد قراءته) لكي نفهم ذلك.

 

للمزيد في هذه القضية اللاهوتية، أشير إليكم أيضاً بالخاطرين التاليين:

عن سيادة الله

عن سيادة الله -2

 

للمهتمين بمعرفة المزيد عن السواد والظلام الروحي الذي نعيش فيه حالياً، أوصي بالاستماع إلى الرسالة الخاصة جداً التي قدمها د. سامي فوزي الشهر الماضي (والتي أراها أنا شخصياً كرسالة نبوية) تحت عنوان:

"نبوة المسيح (متى 24: 6-13) قد تحققت في كنيسة مصر: "يعثر كثيرون.. يضل كثيرين.. ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين"

الجزء الأول - الجزء الثاني - الجزء الثالث - الجزء الرابع - الجزء الخامس

للإستماع المباشر انقر بالزر الأيسر، لتحميل المحاضرة على جهازك والاستماع إليها لاحقاً انقر بالزر الأيمن ثم إختر Save Target As/ Save Link As من القائمة، وتحديد مكان حفظ الملف على الجهاز.

 

و "من له أذنان للسمع فليسمع."