إوعي تكبري

مريم ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

إوعي تكبري

 

 

 

لو ماكلتش هاتتضرب ..لو ماذاكرتش هاتضرب.. لو معملتش هاتضرب...الخ

 

وكنا بنعمل عشان مانتضربش..هم مش عايزينا نكبر، بيخافوا اننا نكبر عشان طول ماحنا صغيرين في عنيهم حاسين انهم قادرين يضربونا وعارفين يسيطروا ويقهرونا منتهى اللذة وهم بيسمعوا صراخنا، منتهى الاستمتاع واحنا بنعيط وبنستغيث وبنتألم، حاجة بتقولهم انهم مش فاشلين، انهم قادرين، انهم ناجحين .عارفين لو كنا فاهمين الخدعة دي واحنا صغيرين ماكناش عيطنا ولا صرخنا ولا سمعناهم صوتنا ، لكننا كنا للاسف فاكرين ان صوتنا هايخلينا نصعب عليهم. وبنكبر واحنا جوانا المبدأ دا ( الحماية) مضطرين نحمي نفوسنا فنعمل ونسوى عشان مانضربش اكتر واكتر، نشتغل عشان مانترفدش، نقول كلام مش مؤمنين بيه عشان مانترفضش (ماهو الرفض نوع من انواع الضرب النفسي ) نعيش زي البهايم ناكل ونشرب ونستنذف كل طاقتنا في اننا نحمي نفوسنا الضعيفة من الايذاء ، اصلها زمان شبعت اذية وايذاء ولا احنا هانكمل بالطريقة دي بقية عمرنا!!! ازاي بيظن الكثيرين اننا ممكن نعيش بني ادمين ومطالبين بحقوقنا واحنا اصلا مش متاكدين اننا بني ادمين، اصلهم زمان كانوا شايفيننا صغيرين والصغير مش بني ادم لكن اسمه ( صغير) تصنيف لوحده لا هو حيوان ولا هو انسان ، وعشان لو بقينا بنيادمين آدميتنا هاتهدد آدميتهم فلازم نفضل صغيرين ، بس المعادلة صعبة على عنيهم عشان احنا بنكبر في الحجم ومحدش يقدر يمنع حد من انه يطول او يكبر في الحجم فالصدمة بتكون كبيرة عليهم وبيحاولوا بكل الطرق انهم يعوضوا الزيادة اللي شافوها فينا وفي حجمنا بانهم يفطسوا نفسيتنا ودايما ماسكينلها الخرزانة وصوتهم العالي بيقول " اوعي تكبري هاموتك، هاضربك هانهيكي، تحبي تفضلي صغيرة تحت طوعي ولا تموتي كل يوم من الذل والاهانة؟" وطبعا بنختار نعيش ميتين فاطسانين بنفوس مريضة ، نفوس بتسكن اجساد عملاقة اوي على حجمها، نفوس ماتعرفش غير الانين والصراخ والاستغاثة ..هل من مغيث؟ .... ايوا طبعا في مغيث ، هناك الديان الذي لا يغفل او ينام الذي يرى ويحكم بالعدل ... انذار لكل اب او ام فاكرين نفسهم ربنا ، عشان يوم ماربنا استأمنهم على اطفالهم مكنش بيهزر مع الوضع في الاعتبار انهم هم كمان ساقطين لكن من المسؤولية مش معفيين.

مريم

20 اكتوبر 2012