الغنوسية عدو المسيحية في قرونها الأولى

مينا ميشيل ل. يوسف ٢٤ أكتوبر ٢٠٢٢

 

  •  
  •  
  •  
  •  

أولا:ً نشأة الغنوسية وإنتشارها:

أ‌-       بداية الحركة:

قبل ظهور المسيحية بوقت قليل، بدأت الديانات الوثنية تضعف وتنحط، بسبب تشكيك الفلسفة في مصداقيتها وأساطيرها وتماثيلها. فهب بعض الفلاسفة لخلق تعليماً دينياً جديداً يوفّق بين ديانات العالم وفلسفاته، ولا يشوبه نقائص المعتقدات الوثنية الحسية[1]، فكانت بذلك بداية الفلسفة الغنوسية..

فقد كانت للحركة الغنوسية جذوراً ترجع إلى ما قبل القرن الأول الميلادي، لكنها تبلورت بصورتها النهائية وزاد إنتشارها وتأثيرها خلال القرنين الثاني والثالث الميلادي[2]. وترجع تسمية هذه الحركة بهذا الإسم، إلى الكلمة اليونانية "Gnosis" والتي تعني "معرفة". حيث إدعى الغنوسيين أن هناك معرفة سرية[3]، تفتح أمام الغنوسي أبواب المعرفة الفائقة، وفهم الذات والإتحاد بالله[4]. وهي معرفة لا تأتي عن طريق العقل، بل عن طريق الإلهام[5]. وقد وصفها جوناثان هيل بأنها كانت حركة غامضة متعددة التيارات والآراء الفلسفية، حتى ان الباحثين لا يعرفوا على وجه اليقين أين أو متى ظهرت الغنوسية[6]. والسبب في ذلك إنما يرجع إلى إنها لم تكن نتاج فلسفة أو عقيدة بعينها، ولكن خليط من العقائد والمصادر المختلفة[7]؛ فهي خليط ما بين الفلسفة الأفلاطونية والبوذية الهندية والديانة الزرادشتية (الفارسية)[8]. ويقال أن سيمون الساحر المذكور في (أع9:8) هو أحد مؤسسيها[9]، حتى قال احد آباء الكنيسة عنه أنه  أب كل هرطقة[10]. ومن أشهر فلاسفة الغنوسية: باسيليدس وفالنتينوس، اللذان كان لكل منهما مدرسته الفلسفية الخاصة به[11].

وقد كان لهذه الفلسفة تأثيرها ونفوذها على شتى الأديان والفلسفات التي كانت منتشرة في ذلك الوقت. فمثلاً قارئي كتابات فيلو الفليسوف اليهودي الذي كان يعيش في الإسكندرية [عاش بين 20 ق.م و 50م][12]، يمكنه إكتشاف مدى تأثير هذه الفلسفة عليه، خاصة في تعليقاته على بعض أجزاء سفر دانيال ورؤيا باروخ[13]. كما نقرأ عن كيرنث الإسكندري اليهودي، الذي قال ان قبل ظهور المسيحية لم يكن الله الكلي الكمال معروفا ًفي العالم، فأظهره للعالم مسيا المسيح السامي؛ الذي حل في وقت العماد على الإنسان يسوع بشكل حمامة وفارقه في وقت الآلام[14]! ويظن بونيفاس أن بعض العقائد الغنوسية، إنتشرت وسط الشعب اليهودي منذ السبي البابلي؛ بإندماجهم مع البابليين وتأثرهم ببعض تعاليمهم حول نشاة الكون ووجود إله خير وإله للشر[15]، الأمور التي تعد من أساسيات التعاليم الغنوسية.

 

ب‌-   خطورتها على المسيحية:

كما دخلت الفلسفة الغنوسية إلى دائرة الفكر اليهودي والوثني[16]، جاء الدور على الكنيسة؛ فوجد المسيحيون الأولون أنفسهم أمام خطراً شديداً، بل قل كان هو الخطر الأشد على الكنيسة على مدار قرونها الثلاثة الأولى[17]. وذلك للأسباب التالية:

  • إنتشارها في نفس التوقيت وفي نفس المناطق التي إنتشرت فيها المسيحية[18].
  • دخولها إلى داخل الكنيسة عبر إعتناق بعض المسيحيين لتعاليما ومنادتهم بها[19].
  • المزج بين الغنوسية والتعاليم المسيحية[20]؛ فيقال أنه رغم أن سيمون الساحر كان سامرياً، إلا أنه درس الديانات الشرقية في الإسكندرية، وقد إدعى أنه "قوة الله العظيمة" (أع10:8) وأنه جمع في شخصه كمالات اللاهوت[21]. وبعد هزيمته أمام الرسول بطرس في (أع18:8-24)، ترك السامرة وإنتقى البلدان التي لم تكن المسيحية قد انتشرت فيها بعد، وبدأ ينشر فيها تعاليمه، مازجاً إياها باسم المسيح[22].
  • أتخاذ الغنوسيين فكرة فداء المسيح للإنسان من الخطية، وتحويلها لتكون فداء من المادة الشريرة[23].
  • المشابهات الظاهرية بين التعاليم الغنوسية وبعض كتابات الرسول بولس [مثل "جسد هذا الموت" (رو24:7)، وأن المسيح "صار في شبه الناس" (في7:2).. إلخ][24].
  • التعاليم الغنوسية كانت تبدو أكثر جاذبية لمحبي الفلسفة، وأكثر روحانية لراغبي حياة الزهد والتقشف.

 

 

ثانياً: التعاليم الغنوسية الأساسية:

  • نظرتهم للمادة والعالم:

تشكل نظرة الغنوسيين للمادة وللعالم المادي حجر الزاوية الذي عليه يقوم سائر التعاليم الغنوسية. فالغنوسيين ينظرون للمادة على إنها شر في حد ذاتها[25]، لذا فالعالم لأنه مادي فهو شرير والجسد المادي أيضاً شرير! والخير هو في الأمور الروحية والعالم الروحي[26]. فكانوا ينظرون للروح والأمور الروحية على إنها الحقيقة الوحيدة، بينما المادة ما هي إلا وهم يحتقر؛ وقد استمدوا هذا المعتقد من الأفلاطونية الحديثة[27]!

  • ثنائية الآلهة "Dualism"[28]:

بناء على إعتقادهم بأن المادة والعالم المادي شر في حد ذاتهما، جاء الإعتقاد الثاني؛ الذي استمدته الغنوسية من الديانة الفارسية. وهو الإفتراض بوجود إلهين مستقلان يعمل كل منهما في مجاله، أحدهما إله الخير أو إله مملكة النور الذي يهتم بالروحيات، وإله الشر أو إله مملكة الظلمة الذي يهتم بأمور المادة الشريرة[29]. فبحسب الغنوسيين إله الخير لا يتعامل ولا يهتم سوى بالأمور الروحية، فهو لم يخلق العالم المادي الشرير، إنما خالقه هو إله الشر[30]. وهو أيضاً لا يتواصل مباشرة مع هذا العالم الشرير؛ إنما تواصله يكون عبر وسطاء كثيرين بينه وبين المادة. وآخر أولئك الوسطاء وأكثرهم بعداً عنه، هو يهوه [إله اليهود] الذي خلق هذا العالم المادي[31]، وهو يختلف تماماً عن الآب السماوي أبو يسوع المسيح[32]! لذا نجد الرسول يوحنا في رسالته الأولى التي يعتقد الآباء أنه كتبها لمواجهة التعاليم الغنوسية[33]، يقول: "وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به، أن الله نور وليس فيه ظلمة البتة" (1يو5:1).

أطلق الغنوسيون على "الوسطاء الروحيين" [بين العالم المادي وإله الخير] في مجملهم اسم "ملء الله" أو باليوناني "Pleroma"[34]. وهي نفس الكلمة التي استخدمها الرسول بولس في حديثه عن المسيح إذ قال "لأنه فيه سر أن يحل كل الملء [Pleroma]" (كو19:1). فالرسول بولس أراد تصحيح مفاهيم أهل كولوسي بقوله أن المسيح ليس واحداً من الوسطاء بين الله والناس إذ أنه "الوسيط الوحيد بين الله والناس" (1تي5:2)، ولا هو جزءاً من هذه  البليروما، لكنه "فيه يحل كل ملء [Pleroma] اللاهوت جسدياً" (كو9:2)[35].

  • ·                    الخلاص:

قسم الغنوسيين البشر إلى ثلاثة طبقات متمايزة، الطبقة الأولى: هم الماديين الذين تعوقهم المادة عن التسامي فوق العالم السفلي. والطبقة الثانية: هم الحيوانيين وهم طبقة وسطى قابلة للارتفاع أو السقوط. والطبقة الثالثة: هم الروحيين [وهم الغنوسيون صفوة البشر] وهم من أصل إلهي يكفل لهم الخلاص [مختارون ليخلصوا][36]. فكل البشر في رأيهم مكونون من جسد وعقل، ولكن أولئك الروحيين يمتلكوا في داخلهم شرارة من روح نقي[37]، تمكنهم هذه الشرارة من أن يتجددوا ويقبلوا ملكوت إله الخير[38]، وهذه الشرارة الروحية سجينة في أجسادهم المادية.

والخلاص عندهم يتم في لحظة التحرر من العالم والجسد المادي، إما عند لحظة موت الغنوسي، وإنطلاق هذه الشرارة الروحية من جسده؛ أو عن طريق حياة الزهد والتقشف الصارمة، والبعد عن الإنغماس في الأمور المادية بقدر الإمكان[39]، ليتمكن من الإقتراب أكثر إلى الله[40]. فقد مالت بعض الجماعات الغنوسية نحو التقشف والزهد وإزلال الجسد، لعلهم يسموا فوقه نحو عالم الروح، وإمتنع بعضهم عن الزواج بهدف العمل على إنقراض البشرية[41].

فكتب عنهم الرسول بولس إلى تلميذه تيموثاوس قائلاً: "ولكن الروح يقول صريحاً، إنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان، تابعين أرواحا مضلة وتعاليم شياطين، في رياء أقوال كاذبة، موسومة ضمائرهم، مانعين عن الزواج، وآمرين أن يمتنع عن أطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق. لأن كل خليقة الله جيدة، ولا يرفض شيء إذا أخذ مع الشكر، لأنه يقدس بكلمة الله والصلاة" (1تي1:4-5). وفي تحذيره لكنيسة كولوسي من الفلسفة الغنوسية، كتب الرسول بولس لهم قائلاً: "أنظروا أن لا يكون احد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل، حسب تقليد الناس، حسب اركان العالم، وليس حسب المسيح.. إذا ان كنتم قد متم مع المسيح عن اركان العالم، فلماذا كأنكم عائشون في العالم، تفرض عليكم فرائض، لا تمس، ولا تذق، ولا تجس؟ التي هي جميعها للفناء في الاستعمال، حسب وصايا وتعاليم الناس، التي لها حكاية حكمة، بعبادة نافلة، وتواضع، وقهر الجسد، ليس بقيمة ما من جهة اشباع البشرية" (كو20:2-23).

ولكن على الصعيد الآخر، تعاملت بعض الجماعات الغنوسية الأخرى مع الجسد والروح على إنهما شيئان منفصلان لا يتأثر أحدهما بالآخر. فأطلقوا الروح ترفرف في المعرفة والأفكار الروحية[42]، وفي نفس الوقت تركوا العنان لشهوات أجسادهم لتستبيح وتنغمس بلا ضوابط في هذا العالم الشرير[43]. إذ أدعوا أن أطلاق العنان للشهوات هو أيضاً إحتقار للجسد المادي وإزلاله[44]!

فكتب عنهم الرسول بطرس في رسالته الثانية قائلاً[45]: "هؤلاء هم آبار بلا ماء، غيوم يسوقها النوء. الذين قد حفظ لهم قتام الظلام إلى الأبد. لأنهم إذ ينطقون بعظائم البطل، يخدعون بشهوات الجسد في الدعارة من هرب قليلا من الذين يسيرون في الضلال" (2بط17:2-18). وقد شبه يوحنا الرسول النيقولاويين [أحد الشيع الغنوسية التي كانت تبيح إطلاق العنان للشهوات] ببلعام الذي علم بالاق أن يغري بني إسرائيل ليرتكبوا الفحشاء (رؤ14:2-15)[46].

  • ·                    المعرفة وسيلة الخلاص [موقفهم من الإيمان والمحبة]:

نادت الغنوسية بأن وسيلة الخلاص هي المعرفة السرية "Gnosis" ، وليس بالإيمان، كما كان ينادي الرسول بولس وسائر الرسل[47]. وهذه المعرفة ليست هي المعرفة الحسية المتاحة للجميع والموجودة في الكتب المقدسة[48]، لكنها معرفة روحية سرية لم تكن متاحة سوى للغنوسيين فقط[49]، فقد نادى فالنتينوس أحد فلاسفتهم بأن بعض الناس فقط الذين يمتلكون الشرارة الروحية داخلهم (الغنوسيين)، لهم وحدهم فرصة الخلاص[50]. فالخلاص عند الغنوسيين إذاً لا يتوقف أساساً على الله، بل على فهم الفرد لذاته وما ينتج عن ذلك من حرية[51].

لذا فقد كانت المعرفة بالنسبة لهم أعلى وأهم من الإيمان[52]، بل هي غاية الحياة وهدفها[53]. وكانوا يزدرون بالمؤمنين، وينظروا إليهم بتعالي، مدعين تفردهم بإمتلاكهم المعرفة، وكانت أحد عباراتهم الشهيرة هي أنهم "يعرفون الأعماق"[54]. لذا شجع يوحنا المؤمنين المزدرى بهم واصفاً إياهم بأنهم "الذين لم يعرفوا أعماق الشيطان كما يقولون" (رؤ24:2)، ناعتاً معرفة الغنوسيين بذلك بأنها معرفة أعماق الشيطان!

وقد ساد إدعاء مشابه في كنيسة كورنثوس وسط بعض رجالها، حيث أدعوا أن وحدهم يمتلكون المعرفة، بشكل يوحي وكأن الآخرون قد حرموا منها. مما جعل بعض الباحثين يقولون أن إدعائهم هذا ما كان إلا نواة للفلسفة الغنوسية داخل كنيسة كورنثوس[55]. فهاجم الرسول بولس هذه الإدعاءات بشدة، واضعاً المحبة فوق المعرفة، فكتب إليهم يقول: "العلم ينفخ ولكن المحبة تبني" (1كو1:8)، "إن كانت لي نبوة وأعلم جميع الأسرار وكل علم وإن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لي محبة فلست شيئاً" (1كو2:13). وفي رسالته لكنيسة كولوسي قال أن المعرفة الحقيقية ليست من صنع الفلسفة، لكنها السر الذي أعلنه الله في المسيح، الذي يسكن في كل من يقبلونه (كو27:1)، بدون تمييز بين يوناني ويهودي، عبد وحر (كو11:3)[56].

وكما لم يضع الغنوسيين الإيمان في حساباتهم، يصفهم القديس إغناطيوس الإنطاكي بأنهم أيضاً لم يهتموا بالمحبة، ولا بالعطف على الأرامل والأيتام، ولا بمساعدة المقيدين"[57]. وهذا هو نفس ما قاله الرسول بولس عنهم لتلميذه تيموثاوس: "محبين لأنفسهم، محبين للمال، متعظمين، مستكبرين، مجدفين، غير طائعين لوالديهم، غير شاكرين، دنسين، بلا حنو، بلا رضى، ثالبين، عديمي النزاهة، شرسين، غير محبين للصلاح، خائنين، مقتحمين، متصلفين، محبين للذات دون محبة لله، لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها. فأعرض عن هؤلاء.. يتعلمن في كل حين، ولا يستطعن أن يقبلن إلى معرفة الحق أبداً" (2تي1:3-7) [58]. 

ووصفهم يهوذا في رسالته[59]، قائلاً: "هؤلاء أيضا، المحتلمون، ينجسون الجسد، ويتهاونون بالسيادة، ويفترون على ذوي الأمجاد.. يفترون على ما لا يعلمون. وأما ما يفهمونه بالطبيعة، كالحيوانات غير الناطقة، ففي ذلك يفسدون.. هؤلاء صخور في ولائمكم المحبية، صانعين ولائم معا بلا خوف، راعين أنفسهم. غيوم بلا ماء تحملها الرياح. أشجار خريفية بلا ثمر ميتة مضاعفا، مقتلعة. أمواج بحر هائجة مزبدة بخزيهم. نجوم تائهة محفوظ لها قتام الظلام إلى الأبد.. هؤلاء هم مدمدمون متشكون، سالكون بحسب شهواتهم، وفمهم يتكلم بعظائم، يحابون بالوجوه من أجل المنفعة.. هؤلاء هم المعتزلون بأنفسهم، نفسانيون لا روح لهم" (يه8-19).

 

  • ·        موقفهم من الجسد البشري:

كان الغنوسيون [ومن قبلهم الأفلاطونيون] ينفرون من عقيدة قيامة الأجساد، لأنهم اعتبروا الجسم شيئاً رديئاً وإتصال النفس به عقاباً وحياتها معه سجناً[60]. بينما على الصعيد الآخر –يرى الباحث- أنه كان للمسيحية نظرة وموقفاً مختلفاً تماماً من الجسد الإنساني، فقد أعطت المسيحية للجسد المادي كرامة وتقدير، وذلك للأسباب التالية:

  • الله هو خالق الإنسان جسداً ونفساً وروحاً، وهو لا يخلق شيئاً فاسداً أو شريراً.
  • الشر في المسيحية غير مرتبط بالمادة والأجسام المادية، حيث أن مصدر الشر من حولنا ليس هو الجسد المادي، بل أجناد الشر الروحية في السماويات (أف12:6) التي لا أجساد لها[61]!
  • إبن الله صار جسداً وحل بيننا (يو14:1)، وفي ذلك أقوى دليل على أن الجسد المادي ليس شرا ًفي حد ذاته، بدليل أنه قبل أن يكون له جسداً إنسانياً كاملاً كأجسادنا يجوع ويعطش ويرهق وينام ويتألم.. إلخ.
  • ووصف الرسول بولس أجساد المؤمنين بأنها أعضاء المسيح، معطياً إياها بذلك كرامة ورفعة: "ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح.. كل خطية يفعلها الإنسان هي خارجة عن الجسد. لكن الذي يزني يخطئ إلى جسده" (1كو15:6و18).
  • جسد المؤمن هو ملك للرب وهيكل للروح القدس: "الجسد ليس للزنا بل للرب والرب للجسد.. أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم" (1كو13:6و19).
  • يطالبنا الكتاب المقدس أن نمجد الله لا بأرواحنا فقط، ولكن بأجسادنا أيضاً: "لأنكم قد اشتريتم بثمن. فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله" (1كو20:6).
  • كما يدعونا إلى أن نحب ونعتني بأجسادنا: "كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم.. فإنه لم يبغض أحد جسده قط، بل يقوته ويربيه.." (أف28:5-29).
  • قيامة الجسد في اليوم الأخير: يعلمنا الكتاب أيضاً أننا في اليوم الأخير لن نكون روحاً فقط، لكن الله سيفدي أجسادنا: إذ أننا "نحن أنفسنا أيضا نئن في أنفسنا متوقعين التبني فداء أجسادنا" (رو23:8)، ويقيمها "إن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكنا فيكم فالذي أقام المسيح من الأموات سيحيي أجسادكم المائتة أيضا بروحه الساكن فيكم" (رو11:8). "الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده" (في21:3). وهذا نفس ما توصل إليه العلامة أوريجانوس؛ إذ رأى أنه من العدل أن يخلد الجسد مع النفس بعد أن رافقها في الخير وفي الشر، وسيكون جسماً مناسباً للحياة الجديدة مختلفاً عما عاهدناه في المادة من كثافة ونقص[62]. بينما كان "لمثوديوس" أسقف أوليمبوس رأياً آخر في قيامة الأجساد؛ إذ نادى بقيامة ذات الجسد الذي رافق الروح في العالم الدنيا، لا قيامة جسد روحاني آخر كما توصل اوريجانوس، فقال عن المسيح "وهو لم يتخذ شكل الخادم بدون جدوى، بل ليقيمه [أي جسده] ويخلصه. فإنه صار جسداً حقيقياً ومات موتاً حقيقياً لا بالتشبيه، وذلك ليظهر أنه أو القائمين من الموت، محولاً ما هو أرضي إلى سماوي، وما هو فان إلى خالد"[63].
  • الطبيعة الفاسدة: يستخدم الكتاب المقدس كلمتان يونانيتان ترجما إلى كلمة "جسد" العربية، وهي كلمة "Soma" و"Sarx". تستخدم "Sarx" دائماً للإشارة إلى الجسد المادي [لحم]، أما كلمة "Soma" فاستعملها كتبة الوحي استعمالات روحية ومجازية، من ضمنها وصف طبيعة الإنسان الفاسدة "بالجسد-Soma"[64]. كقول الرسول بولس: "من ينقذني من جسد هذا الموت" (رو24:7) " فإني أعلم أنه ليس ساكن في أي في جسدي شيء صالح" (رو18:7). ويرجع سبب تسمية الكتاب المقدس للطبيعة الفاسدة "بالجسد"؛ إلى إنها تتوارث بالميلاد الجسدي، ولأنها تجعل الإنسان يسلك كما لو كان جسداً بدون روح[65]. لذا يجب علينا التمييز بين حديث الكتاب المقدس عن الجسد المادي (Sarx) وحديثه عن الطبيعة الإنسانية الساقطة (Soma). فالكتاب لا يصف الجسد المادي إطلاقاً بالفساد والشر، لكنه يصف طبيعة الإنسان الساقطة بذلك. والإنجيل لا يعلن لنا حقيقة وجود الطبيعة القديمة في الإنسان، لكنه يقدم العلاج أيضاً: "فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله. وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح إن كان روح الله ساكنا فيكم.. لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون" (رو8:9و13).

 

  • كيف يحيا الجسد: إن المشكلة ليست في الجسد، لكن في الطريقة التي بها يحيا الجسد! فإما أن يحيا الإنسان في شهوات جسده عاملاً مشيئات الجسد والأفكار (أف3:2)، أو أن يحيا كما يقول بولس: "ما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان -إيمان ابن الله- الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي" (غل20:2). وكقوله أيضاً: "أما تعرفون أن المتسابقين في الجري يشتركون كلهم في السباق، ولا يفوز به إلا واحد منهم. فاجروا أنتم مثله حتى تفوزوا. وكل مسابق يمارس ضبط النفس في كل شيء من أجل إكليل يفنى، وأما نحن، فمن أجل إكليل لا يفنى. فأنا لا أجري كمن لا يعرف الهدف، ولا ألاكم كمن يضرب الهواء،  بل أقسو على جسدي وأستعبده لئلا أكون، بعدما بشرت غيري، من الخاسرين" (1كو24:9-27)[66]. فالرسول هنا يشبه حياة المؤمن الروحية بالسباقات الأولمبية التي كانت منتشرة في ذلك الوقت، وكان العداء فيها مطالب أن يضبط نفسه إلى آخر لحظة في السباق حتى يفوز بالجائزة[67]. وكان على الرياضي أن يحرص دائماً على ألا يسيطر جسده عليه، بل العكس أن يسيطر هو على جسده، ويخضعه لنظام صارم ويصقله بالتدريب المتواصل، من أجل الفوز بالجائزة[68].

 

  • ·        موقفهم من تجسد المسيح وخلاصه:

رفض الغنوسيين أن يكون للمسيح إنسانية حقيقية[69]، لأن الخير لا يتلامس مع المادة الشريرة[70]، قائلين أن إتحاده بالجسد والمادة هو شر وخطية[71]! فبالنسبة لهم كان المسيح شخصاً روحياً تماماً[72] (1يو2:4)، ولم يكن جسده سوى هيئة أو شبح[73]، كان شبه إنسان يأكل ويشرب، لكنه لم يكن إنساناً حقيقياً يجوع ويعطش ويحتاج إلى النوم. وقد شبهوا جسد يسوع بالنور أو شعاع الشمس، يمكن لهما أن يخترقا لوحا من الزجاج دون أن يكسرا هذا اللوح. وفي رأيهم هذا ما حدث للعذراء مريم عند خروج يسوع من رحمها؛ إذ أنه لم يفض عذراويتها[74]. وهذا ما نادى به الفليسوف "فالنتينوس" أحد أبرز معلمي الفلسفة الغنوسية؛ قائلاً أن مرور المسيح من رحمها كان كإختراق النور للمواد الشفافة أو كإختراق المياه للثوب[75]!

وقد هاجم الرسول يوحنا موقف الغنوسيين من كون أن للمسيح جسداً حقيقياً، فكتب يقول[76]: "لأنه قد دخل إلى العالم مضلون كثيرون، لا يعترفون بيسوع المسيح آتيا في الجسد. هذا هو المضل، والضد للمسيح" (2يو7). "بهذا تعرفون روح الله: كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله، وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله. وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم أنه يأتي، والآن هو في العالم" (1يو2:4-3).

ومن بعده آتى القديس ايريناوس ورفض التعاليم الغنوسية عن العالم المادي، وهاجم رفضهم إمتلاك يسوع إنسانية حقيقية كاملة[77]، فكتب يقول: "إن لم يكن المسيح إنساناً حقاً وإلهاً حقاً، لأصبح خلاصنا مستحيلاً"[78]. وكتب أيضاً: "أن االمسيح آدم الأخير كان لحماً ودماً من دمنا، كان إنساناً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. كان يتألم ويفرح ويعطش ويشرب ويجوع ويأكل.. وليس كما يظن بعض الغنوسيين بأن لا الآلام ولا الجوع ولا العطش لها سلطان على المسيح، لأنه مجرداً من الطبيعة البشرية الخاضعة لقوى الطبيعة وتأثيرها. بل على العكس، فالمسيح صار مثلنا لكي يصيرنا مثله.. ولكن في صيرورته مثلنا، لم يفقد لاهوته، بل ظل هو هو نفس المسيح الواحد"[79].

والمسيح بحسب رأي الغنوسيين لم يأت ليحرر الناس من الخطيئة بموته على الصليب، إذ أنه ليس بمسؤول عن الشر في العالم[80]؛ لكنه هو المخلص الذي آتى ليعرفنا (gnosis) على مملكة النور الروحية[81]. ولم يكن لموت المسيح بالنسبة لهم أية صفة أو أهمية؛ فبالنسبة لغنوسيي الإسكندرية وقعت الآلام على الإنسان يسوع بعد أن فارقه المسيا، أما بالنسبة لغنوسي سوريا فقد خيّل لهم (شبه لهم) أنه قد تألم[82]!

 

مينا ميشيل ل. يوسف

منفول من مدونة الكاتب على الإنترنت

 


[1] أفغراف سميرنوف، تاريخ الكنيسة المسيحية. (طرابلس: مكتبة السائح، 1964)، 88

[2] مجموعة من المؤلفين، دائرة المعارف الكتابية على CD. (القاهرة: دار الثقافة: 2001)، حرف غ- غنوسية

[3] Jonathan Hill, The New Lion Handbook The History of Christianity. (England: Lion Hudson plc, 2007), 65

[4] www.newworldencyclopedia.org/entry/Gnosticism

[5] حنا جرجس الخضري، تاريخ الفكر المسيحي الجزء الأول. (القاهرة: دار الثقافة، 1981)، 396

[6] Jonathan Hill, The New Lion Handbook The History of Christianity. (England: Lion Hudson plc, 2007), 64

[7] Group of Theologicals E-Sword Version 7.9.8 on CD. (USA, 2008), International Standard Bible Encyclopedia: Gnosticism

[8] Ibid; www.newadvent.org/cathen/06592a.htm

[9] أفغراف سميرنوف، تاريخ الكنيسة المسيحية. (طرابلس: مكتبة السائح، 1964)، 89

[10] مجموعة من المؤلفين، دائرة المعارف الكتابية على CD. (القاهرة: دار الثقافة: 2001)، حرف غ- غنوسية

[11] المطران كيرلس سليم والأب حنا الفاخوري والأب جوزيف عبسي، تاريخ الفكر المسيحي عند آباء الكنيسة. (بيروت: منشورات االمكتبة البولسية، 2001)،273

[12] http://en.wikipedia.org/wiki/Philo

[13] www.newworldencyclopedia.org/entry/Gnosticism

[14] أفغراف سميرنوف، تاريخ الكنيسة المسيحية. (طرابلس: مكتبة السائح، 1964)، 90

[15] حنا جرجس الخضري، تاريخ الفكر المسيحي الجزء الأول. (القاهرة: دار الثقافة، 1981)، 398

[16] المرجع السابق، 398

[17] Jonathan Hill, The New Lion Handbook The History of Christianity. (England: Lion Hudson plc, 2007), 64; www.newadvent.org/cathen/06592a.htm

[18] www.newworldencyclopedia.org/entry/Gnosticism

[19] حنا جرجس الخضري، تاريخ الفكر المسيحي الجزء الأول. (القاهرة: دار الثقافة، 1981)، 475

[20] أفغراف سميرنوف، تاريخ الكنيسة المسيحية. (طرابلس: مكتبة السائح، 1964)، 88

[21] أندرو ملر، مختصر تاريخ الكنيسة. (القاهرة: مكتبة الإخوة، الطبعة الرابعة 2003)، 135

[22] المرجع السابق، 135

[23] Group of Theologicals E-Sword Version 7.9.8 on CD. (USA, 2008), International Standard Bible Encyclopedia: Gnosticism

[24] حنا جرجس الخضري، تاريخ الفكر المسيحي الجزء الأول. (القاهرة: دار الثقافة، 1981)، 402

[25] J.D Douglas & Merrill C. Tenney, The New International Dictionary of the Bible. (Michigan: The Zondervan Corporation, 1987), 393; Group of Theologicals E-Sword Version 7.9.8 on CD. (USA, 2008), International Standard Bible Encyclopedia: Gnosticism

[26] Jonathan Hill, The New Lion Handbook The History of Christianity. (England: Lion Hudson plc, 2007), 65

[27] www.newworldencyclopedia.org/entry/Gnosticism

[28] Jonathan Hill, The New Lion Handbook The History of Christianity. (England: Lion Hudson plc, 2007), 64

[29] Group of Theologicals E-Sword Version 7.9.8 on CD. (USA, 2008), International Standard Bible Encyclopedia: Gnosticism

[30] Jonathan Hill, The New Lion Handbook The History of Christianity. (England: Lion Hudson plc, 2007), 65

[31] حنا جرجس الخضري، تاريخ الفكر المسيحي الجزء الأول. (القاهرة: دار الثقافة، 1981)، 399

[32] www.newworldencyclopedia.org/entry/Gnosticism

[33] حنا جرجس الخضري، تاريخ الفكر المسيحي الجزء الأول. (القاهرة: دار الثقافة، 1981)،395

[34] مجموعة من المؤلفين، دائرة المعارف الكتابية على CD. (القاهرة: دار الثقافة: 2001)، حرف غ- غنوسية؛ أفغراف سميرنوف، تاريخ الكنيسة المسيحية. (طرابلس: مكتبة السائح، 1964)، 91

[35] مجموعة من المؤلفين، دائرة المعارف الكتابية على CD. (القاهرة: دار الثقافة: 2001)، حرف غ- غنوسية

[36] اسد رستم، آباء الكنيسة. (لبنان: منشورات المكتبة البولسية، 1990)، 92

[37] J.D Douglas & Merrill C. Tenney, The New International Dictionary of the Bible. (Michigan: The Zondervan Corporation, 1987), 393

[38] Ibid, 393

[39] Jonathan Hill, The New Lion Handbook The History of Christianity. (England: Lion Hudson plc, 2007), 65

[40] Group of Theologicals E-Sword Version 7.9.8 on CD. (USA, 2008), International Standard Bible Encyclopedia: Gnosticism

[41] اسد رستم، آباء الكنيسة. (لبنان: منشورات المكتبة البولسية، 1990)، 93؛ أفغراف سميرنوف، تاريخ الكنيسة المسيحية. (طرابلس: مكتبة السائح، 1964)،93

[42] Group of Theologicals E-Sword Version 7.9.8 on CD. (USA, 2008), International Standard Bible Encyclopedia: Gnosticism

[43] Jonathan Hill, The New Lion Handbook The History of Christianity. (England: Lion Hudson plc, 2007), 65

[44] أفغراف سميرنوف، تاريخ الكنيسة المسيحية. (طرابلس: مكتبة السائح، 1964)، 93

[45] Group of Theologicals E-Sword Version 7.9.8 on CD. (USA, 2008), International Standard Bible Encyclopedia: Gnosticism

[46] أفغراف سميرنوف، تاريخ الكنيسة المسيحية. (طرابلس: مكتبة السائح، 1964)، 90

[47] حنا جرجس الخضري، تاريخ الفكر المسيحي الجزء الأول. (القاهرة: دار الثقافة، 1981)، 397

[48] أفغراف سميرنوف، تاريخ الكنيسة المسيحية. (طرابلس: مكتبة السائح، 1964)، 93

[49] www.newworldencyclopedia.org/entry/Gnosticism; www.newadvent.org/cathen/06592a.htm

[50] Jonathan Hill, The New Lion Handbook The History of Christianity. (England: Lion Hudson plc, 2007), 65

[51] مجموعة من المؤلفين، دائرة المعارف الكتابية على CD. (القاهرة: دار الثقافة: 2001)، حرف غ- غنوسية

[52] Group of Theologicals E-Sword Version 7.9.8 on CD. (USA, 2008), International Standard Bible Encyclopedia: Gnosticism

[53] Ibid.

[54] Ibid.

[55] Ibid.

[56] مجموعة من المؤلفين، دائرة المعارف الكتابية على CD. (القاهرة: دار الثقافة: 2001)، حرف ك- رسالة كولوسي

[57] Group of Theologicals E-Sword Version 7.9.8 on CD. (USA, 2008), International Standard Bible Encyclopedia: Gnosticism

[58] Ibid.

[59] Ibid.

[60] اسد رستم، آباء الكنيسة. (لبنان: منشورات المكتبة البولسية، 1990)، 130

[61] مجموعة من المؤلفين، دائرة المعارف الكتابية على CD. (القاهرة: دار الثقافة: 2001)، حرف ج- جسد

[62] اسد رستم، آباء الكنيسة. (لبنان: منشورات المكتبة البولسية، 1990)، 130

[63]  المرجع السابق، 149

[64] مجموعة من المؤلفين، دائرة المعارف الكتابية على CD. (القاهرة: دار الثقافة: 2001)، حرف ج- جسد

[65] دانيال اسحق، الكل صار جديداً. (القاهرة: خدمة أنهار الحياة، 2005)، 52و166

[66] Group of Theologicals E-Sword Version 7.9.8 on CD. (USA, 2008), Good News Arabic Bible; 1co 9:24-27

[67] دون فلمنج، التفسير المعاصر للكتاب المقدس. (القاهرة: الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، الطبعة الأولى، 2004)، 724

[68] ف. ب هول، الرسائل المبكرة. (القاهرة: مكتبة الأخوة، 2005)، 120

[69] Group of Theologicals E-Sword Version 7.9.8 on CD. (USA, 2008), International Standard Bible Encyclopedia: Gnosticism

[70] Jonathan Hill, The New Lion Handbook The History of Christianity. (England: Lion Hudson plc, 2007), 65

[71] حنا جرجس الخضري، تاريخ الفكر المسيحي الجزء الأول. (القاهرة: دار الثقافة، 1981)، 400

[72] مجموعة من المؤلفين، دائرة المعارف الكتابية على CD. (القاهرة: دار الثقافة: 2001)، حرف غ- غنوسية

[73] Group of Theologicals E-Sword Version 7.9.8 on CD. (USA, 2008), International Standard Bible Encyclopedia: Gnosticism

[74] حنا جرجس الخضري، تاريخ الفكر المسيحي الجزء الأول. (القاهرة: دار الثقافة، 1981)، 206

[75] المرجع السابق، 401

[76] www.newworldencyclopedia.org/entry/Gnosticism

[77] Jonathan Hill, The New Lion Handbook The History of Christianity. (England: Lion Hudson plc, 2007), 65

[78] حنا جرجس الخضري، تاريخ الفكر المسيحي الجزء الأول. (القاهرة: دار الثقافة، 1981)، 435

[79] المرجع السابق، 441

[80] المطران كيرلس سليم والأب حنا الفاخوري والأب جوزيف عبسي، تاريخ الفكر المسيحي عند آباء الكنيسة. (بيروت: منشورات االمكتبة البولسية، 2001)،271

[81] J.D Douglas & Merrill C. Tenney, The New International Dictionary of the Bible. (Michigan: The Zondervan Corporation, 1987), 393

[82] أفغراف سميرنوف، تاريخ الكنيسة المسيحية. (طرابلس: مكتبة السائح، 1964)، 92