الرؤية والظلمة

أوزوالد تشيمبرز ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢

 

"وإذا رعبة مظلمة عظيمة واقعة عليه" (تك 15 : 12)

عندما يعلن الله رؤية ما لأحد القديسين: فإنه يضعه، كما لو كان، في ظل يده ( انظر خر 33 : 18-23) ، وما علي القديس إلا أن يبقي ساكنا وينصت.
هناك ظلمة تنشأ عن زيادة النور، وهنا يحين الوقت للإنصات. إن الإصحاح 16 من سفر التكوين يقدم لنا مثالاً كيف ننصت للمشورة الصالحة عندما تحيط بنا الظلمة بدلاَ من أن ننتظر من الله أن يرسل النور. عندما يرسل الله رؤية ويتبعها ظلمة، فانتظر. سوف يجعلك الله في توافق مع الرؤيا التي أرسلها لك إذا انتظرت توقيت الله، لا تحاول أبداَ أن تساعد الله كي يحقق كلمته. لقد احتمل إبراهيم 13 سنة من الصمت، ولكن خلال تلك السنوات تحطم كل اعتداد بالذات وبقدرة الإنسان الشخصية، ولم يبقي هناك أي أمل في الاعتماد علي الأساليب العادية. لقد كانت سنوات الصمت هذه سنوات التهذيب وليست سنوات عدم رضي الله. فلا تنتفخ أبداً بالفرح والثقة، بل انتظر الرب.
هل ما زلتُ أثق في قدرة الجسد، أم أنني قد تجاوزت كل ثقة في نفسي وفي رجال ونساء الله؛ وفي الكتب والصلوات والرؤى؟ وهل وضعت كل ثقتي الآن في الله ذاته وليس في بركات الله وعطاياه؟ "أنا هو الرب القدير": إيل شداي، الإله الأب والأم. إن الشيء الوحيد الذي من اجله نجوز كلنا التأديب تحت يد الله هو لكي نعرف أنه الإله الحقيقي. وبمجرد أن يصبح وجود الله حقيقة بالنسبة لنا، فإن كل الناس الآخرين يصبحون ظلالاً. ولا شئ مما يفعله القديسون الآخرون أو يقولونه يمكن أن يزعج ذلك الإنسان الذي يُبني علي الله.

من كتاب :أقصى ما عندي لمجد العلي
للمؤلف : أوزوالد تشيمبرز
قراءات يومية - 19 يناير